2023 عندما صارت غزّة قِبلة العالم
كلمة العدد – كانون الثاني 2024
وسط الصور القادمة من غرب فلسطين، يبدو انطلاق سنة جديدة كأي يوم من الأيام، لا بهجة التجديد، ولا فرح البدايات، ولا احتفالا بختام عام. يمر عام ويبدأ آخر وغزة لا تزال محاصرة بالنار، تعيش ونعيش معها حقبة تاريخية صعبة لكنها في غاية الاختلاف عمّا عرفناه حتى اليوم. لقد كانت غزة بوصلة أنظارنا من قبل حصارها، وها هي اليوم محطّ أنظارنا وأنظار العالم وقلوبنا، تقدّم أبناءها وبناتها فداءً لفكرة الوطن التي لا تنافسها فكرة.
لم تكن انطلاقة هذا العدد سهلة، فالكتابة عن غزة ولغزة ربما تكون فيها من الرفاهية بقدر ما فيها من ضرورة وأهمية التوثيق والشهادة، نخاطب أنفسنا من خلال رصد الأحداث ونواسي بعضنا بعضًا. ثم نختار أن نتشبث بما تملك أيدينا من قدرة على الكتابة، لنكون فصلًا من فصول ما كتب ووثق عن العام 2023.
وفيما نحن نناقش مواضيع الكتابة ونتواصل مع أصحاب الأقلام مثقلين بالحزن، يأتينا الأمل، من هناك بالذات، من قلب الدمار، على صورة أطفال يتسابقون في رقص الدبكة، ويعبثون بالأواني التي حملوها واصطفوا مع أترابهم للحصول على الطعام، ويحملون كتبهم في خيام النزوح ليعلمونا درسًا لم يكتب بعد في حب الحياة والصمود.
تابعونا.
الصورة: للزميل المصوّر عبد الرحمن زقوت
