كيف تتكيّف منظومة الدعم النفسي مع حالات الطوارئ؟
منذ اندلاع الحرب الكارثية في السابع من أكتوبر 2023 وما رافقها من قتل ودمار وتهجير ونزوح في جنوب البلاد على كلا جانبي الحدود ومن ثمّ اندلاع المواجهات على جبهة الشمال أيضًا، ونحن نعيش حالة من الحرب لم نعرفها من ذي قبل.
إن حجم الكارثة الإنسانية والموت والدمار والجوع والتهجير والنزوح والثكل وعدم اليقين وهذا الحجم الكارثي لتداعيات الحرب والتهديد الجدّي على وضع التعايش الآمن بين العرب واليهود بالبلاد لم تشهده الناس بالسابق.
السؤال الذي يجب أن نطرحه هو كيف نواجه التداعيات النفسيّة في ظلّ الحرب المستعرّة على الجبهات المختلفة؟ مع العلم على أنها ما زالت تتصاعد وتتراكم على نفوس المواطنين العزّل إضافة إلى حالة واعية بعدم اليقين. بدايةً علينا أن نعي أن الحرب كظاهرةٍ شموليّة تؤجّج الخوف والتوتر والضغوطات النفسية ممّا يؤدّي إلى ارتفاع مطّرد بالتوجّه للعلاجات النفسية و استهلاك العقاقير المهدئة والمضادّة للاكتئاب.
على أثر ذلك، قمنا في تشخيص الاستجابات النفسيّة لدى الناس نتيجة الحرب الراهنة، خلال عملنا اليوميّ والمتواصل، استطعنا تصنيف الحالات على النحو التالي:
انتكاسات لحالات نفسيّة معروفة سابقاً بعدما كانت لمدّة طويلة بوضع من التوازن العلاجي.
حالات جديدة من الهلع والخوف الشديد بسبب الانكشاف لمشاهد القتل والموت والدمار بوسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية.
حالات الهلع والخوف والاكتئاب لدى المهجّرين من القرى الحدودية كما شاهدناها بالناصرة وغيرها.
حالات الخوف والتوتر بسبب الملاحقات السياسية والطرد من العمل والكليات وتقويض الحريات.
حالات التوتر والقلق والكآبة والثكل لدى المواطنين تحت القصف الصاروخي بالذات في جنوب ومركز البلاد من عرب ويهود.
كما بحالة السلم كذلك بحالة الحرب تنتشر بطول البلاد وعرضها مراكز الدعم النفسي من أجل خدمة الناس ورفع الحصانة النفسية المجتمعية والفردية وتقديم الدعم النفسي السريع وقت المعاناة النفسية بسبب الإصابات المباشرة وغير المباشرة.
هذا وأقيمت بالمستشفى الانجليزي بالناصرة غرفة الطوارئ النفسية، تلبية للحاجات في ظل الوضع الراهن إضافة إلى اتاحة خط طوارئ لتقديم الدعم النفسي والتدخل السريع لمساعدة المتوجهين للمشفى وللمواطنين المحتاجين بشكل عام.