فلسطين في "زمن الإبادة"| ندوب الكارثة و"نوافذ" النجاة
كلمة العدد - تشرين الأول 2024
ها هو عامٌ يمرُّ على أَفْظَعِ مَشاهدَ لأَفْظَعِ حربٍ يَشْهدها الشَعب الفلسطيني بَعد مُحاولات إبادَته في العام 48، وفي هذه اللحظة مِن كِتابَة هذا النصّ، يُعاد تكرار مَشاهد التّدمير على الشعبِ اللبناني، والمُضحِك المُبكي أنها مشاهدُ تُبثّ للعالم بأسْرِه وبشكلٍ فوريٍ ومُباشر. ها هو عامٌ يمرُّ ونحنُ ما زلنا مُتلعثمين، ومُحبَطين، ومُقيّدين لا نَمتَلكُ فُرصَةَ التحرّكِ بشكلٍ فعّالٍ لمساعدةِ أهلنا المَكلومين جرّاء هذه الحرب.
عامٌ مرَّ ونَحن نَلْعنُ مُصطلحاتٍ مِن نوعِ "الديموقراطية" و"الحرية" و"حقوق الإنسان"، وحتّى "حقوق الحيوان"، وقد فَشِلت كلّها في اختبارِ توفيرِ أدنى مُقومات الحياة، فَكَم بالحريّ الحديثُ عن الحماية والحقوق والعدالة؟ عامٌ مرَّ وما زال السؤالُ نَفسُه مَطروحًا: متى سَتَنتهي هذه الحربُ الوحشية؟ متى سنَصحو مِن هذا الكابوس المُفزِع؟!...
كيف لنا أن نُلخّص هذا العام بين أكتوبر وأكتوبر؟! وهل ذلك ممكنٌ أصلًا بالنظر إلى أننا في خِضَمّ هذه الأحداث المُريعة... فالحرب ليست ضدّ الشعب الفلسطيني فحسب، أو حتى العربي! بل هيَ حربٌ وجوديّة، تستهدف أصحابَ الحقّ الذين يسعون لإحقاق العدالة وتقويم الغُبن التاريخي بحقّهم، إنها حربٌ في وَجه القوّة والهيمنة الاستعمارية والنفاق العالمي والمَصالح الدولية... وبهذا المفهوم هي لحظةٌ تاريخية وفرصةٌ لتقويم المَسار..
عامٌ أعادَ صياغة التاريخ والإنسان.. أعاد تعريفَ الوطنِ والمواطَنة، الإنسان والإنسانية، الحرب والسّلم، القتل والدمار! عامٌ خسرنا فيه وما زلنا نَخسرُ عشرات آلاف الحَيَوات والقصص المُلهِمة ولحظات السعادة المُغتَنَمة بين براثن المعاناة. عامٌ بَكينا فيه، وتألّمنا، واتَّخَذَت فيه كلماتٌ كالعجز، والخوف، ومعها الصمود والنضال والكرامة والتضحية والتّكافل الإنسانيّ معانيَ جديدة.
إلى كلِّ مَن عانى في هذا العام، إلى كل مَن فَقَد أحبّاءَه، ومَن تألّم، وشَعَر بالعجز وقلّة الحيلة... لكُم منّا رسائلُ كثيرةٌ في نشرَتنا هذه... فتمعّنوا فيها.