كالنقشِ في الحجر…
كلمة العدد – أيلول 2024
لدى الفلسطيني عاداتٌ كثيرة، نكاد نجزمُ أننا طورناها بهستيريةٍ على مدار أكثر من مئةِ عامٍ من الاستعمار، والاحتلال، والنكبات، والنكسات. ولكم أن تتخيلوا معنا تمسكنا بالأرض، فالفلسطيني لا يقلّ ألم بيعه إحدى عينيه مثلاً عن ألم بيعه جزءًا من أرضه. ولعلّ هذه الهستيريا موجودة في جيناتنا. وكما العادات الهستيرية الكثيرة التي نتميز بها، فهناك الاستثناء الذي يكسرُ كل قاعدة، إذ تخلى الفلسطيني في حالات نادرة جداً عن أرضه، أهمها، من أجل أن يرسل أحد أبنائه للتعليم. وبهذا فهو يُؤثر التخلي عن روحه الموجودة في ترابِ سهل صانور، أو البطوف، مقابل الإنفاق على تعليم أحدهم.
وإذا كنتم ممن عاصرَ هذه المرحلة، فأنتم تستعيدون الآن عبر ذاكرتكم الآن صوت الزغاريدَ والأهازيج التي كانت تصدح في الحارات، والابتسامات والمباركات التي كانت تملأ البيوت عند عودة "عريس الزين" من المدينة للريف، أو من بلدٍ آخر للوطن، حاملاً شهادة، تجعله مرجعاً معرفياً لمحيطه.
في هذا العدد نطلب منك عزيزتي وعزيزي القارئ أن "قم للمعلم وانقش اسمه في الحجر، فالعلم عند الكبر أو الصغر يحتاج منك التبجيلا. قم للمعلم واطلب علمه ولو في الصين، فالعلم عند الصينِ سلاحٌ كان في حطينِ!، واطلب العلم في مهدك كنت أو في عرشك، واسأل كما شئت، فالسؤال مشكاةُ نورٍ تمحو ظلاماً نعيشهُ.... لعله لن يطول".
أهلاً وسهلاً بكم في نشرتنا لشهر أيلول، التي تسلط الضوء على التعليم ونقده والتجارب المختلفة فيه.
الصورة: للفنانة رائدة سعادة بعنوان "سلم"، 2013، تصوير فوتوغرافي، 200\170 .