الإِعلامُ في حَربِ غَزّة: أضرارٌ غَير جانبيّة طالَت "عَين الحَقيقَة"

كلمة العدد – شباط 2025

ها نَحن في الشهر الثاني من عام 2025، نَكتُب لكُم هذه الكَلمة ونَحن في قلْب الأحداث المُتسارعة، في عالمٍ يعجّ بالأَخبار والمَعلومات التي تحتاج منّا تركيزًا كبيرًا لفهم ما يَدور حَولنا! نَبعثُ إليكم بهذه الكلمات ونحن نستنشِق لأول مرّة منذ شهور طويلة نَفَسًا من الرّاحة في ظلّ الهُدنة ووقف إطلاق النار في غزّة الحَبيبة، تلك الهُدنة التي أَنعشت قُلوبنا نَحن البعيدين - القريبين، بينما لا تزال الأنظار شاخِصة والقلوب مَشدودة نحو الأَهل في غزة لمتابعة كيف سيتعامَلون مع هذا الكمّ الهائل مِن الدّمار والأَلم والفَقد.

وفي الوَقت ذاته، نُتابع بقلوبٍ متشوّقة أَخبار الانفراج القَريب متمنّين من الله أن يُستكمل حتى نهايته لتَضَع هذه الحرب الوحشيّة أوزارها، بينما نُتابع بِقَلَق بالغ تَصاعد التوتّرات في الضفة الغربية، وإحكام المَزيد مِن التضييقات على أهلنا في القدس، كلّ ذلك مع تواصل دوامة التَعقيدات السياسيّة في المشهد السياسي الإسرائيلي وعاصِفة التصريحات والقرارات التي أَطلقها رئيس الولايات المتحدة الجديد/ القديم دونالد ترامب في أوّل يومٍ له في البيت الأبيض، وانعكاسات ذلك على كلّه على القضيّة الفلسطينية والمنطقة برمّتها!

وبالرغم من كلّ هذه القضايا المُتَشابكة وربما بِسَببها، اخترنا أن نقدّم لكم نشرتنا هذا الشهر متمحوِرةً حول موضوع الخِطاب العام والحرب، لما يحمِله هذا الموضوع من قضايا شائكة ومهمّة تتعلّق بفهم ما يجول حولنا وطبيعة دَورنا كصحافيين/ات وكتاب/كاتبات ومحللين/ات وصنّاع محتوى في صياغته، لا سيما في ظلّ ما عانى منه الإعلام والخطاب العام عمومًا ولا يزال في ظلّ التضييقات غير المسبوقة منذ اندلاع الحَرب وصولًا إلى اليوم.

ومع ذلك، هي فُرصَة لنشارككم فرحَتَنا بمناسبة مرور أربع سنوات على انطلاق منصّتنا الإعلاميّة العربيّة المستقلّة "فارءه معاي"، فبفضل ثقتكم بنا، والتفافِكم حولنا، أُتيحت لنا فرصة إيصال صوتنا إلى كلّ فلسطيني وعربي، ليصبح ما تكتبونه وتشاركونه محطّ اهتمام ومتابعة الكثيرين في القدس، ورام الله، وحيفا، وبيروت، والقاهرة، ودمشق، وعمان، وغيرها الكثير في مختلف أنحاء المَعمورة.

لِذا، نحن سعيدات وسعيدون بمشاركتكم نشرتنا هذا الشهر بنكهة خاصّة، لنتذكر جميعًا أن التّعبير عن الرأي هو حقّ أساسي، وعليه أن يبقى حرًّا لا يعرف للحدود والقيود مكانًا إذا ما سعى أن يكون صادقًا، مؤثرًا وقريبًا من الإنسان.. كلّ إنسان، في كلّ مكان.

نتمنى لكم قراءةً مثرية وشائقة.