ما دام المرءُ في عون أخيه
كلمة العدد – آب 2024
في العام 1996 أطل علينا الممثل السوريّ دريد لحّام في مسلسل حمل اسم "أحلام ابو الهنا"، واشتهرت شخصيته بتكرار مقولة "يا مُغيث"، في تلك السنة كان الفلسطينيون والعراقيون يصرخون "يا مُغيث" من عمق حناجرهم، وبعد سنوات قليلة انضم اليهم اليمنيون، والمصريون، والسوريون واللبنانيون وتحوّل الوطن العربيّ الى مكلوم يدعو المولى: يا مُغيث.. أغثنا من المُستعمِر، أغثنا من الاقتتال الداخلي، أغثنا ممن يخوضون حروبهم فوق أراضينا وجثثنا، وأغثنا ممن يصنعون ثرواتهم من دمائنا.
في الأشهر التسعة الأخيرة تتصدر فلسطين قائمة طالبي الغوث، وسط محاولات سحق قطاع غزة، وسلب أراضي الضفة الغربية، وتسليخ الداخل 48 ومحاولة سلخه عن الكل الفلسطيني.
لهذا، فإن هذا العدد يجتهد لتقديم صورة عما يحدث في كل واحد من المحاور الثلاثة، ويسلّط الضوء على علاقتنا بالغوث والمعونة الخارجية ويُكرّم محاولاتنا عون بعضنا بتوفير الغذاء والماء والمعدات الطبية والموارد البشرية من خلال المبادرات والمؤسسات الفاعلة التي تلقى هي الأخرى تهديدات مستمرة يترأسها الوصم بـ "دعم الإرهاب".
بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني الذي يحل في شهر آب/ اغسطس من كل عام، تحية لكل من يقدم عونًا لأخيه، تحية لأبطال الميدان الذين يغامرون بأرواحهم، تحية لكل إنسان يؤمن بواجبه تقديم عمل إنساني فيقدّمه كي لا تكون صلاة طلب الغوث مجرد حلم مستمر بنيّل الهَناء الذي نستحق.