خدمات الإغاثة الكاثوليكية تنشط في غزة

مع نزوح أكثر من مليون شخص من رفح منذ أوائل شهر أيار/مايو، تعمل خدمات الإغاثة الكاثوليكية على توسيع نطاق جهود الطوارئ للعائلات في قطاع غزة. وفي حين تعيش الأسر التي فرت من محافظة رفح، في أقصى جنوب قطاع غزة والتي تم إعلانها منطقة إنسانية آمنة فوق أنقاض منازلهم المهدمة في خانيونس أو في مناطق تفتقر إلى جميع أسس الحياة في وسط القطاع المحاصر. ويعيش النازحون في مواقع مزدحمة لا توجد بها بنية تحتية لدعم الحد الأدنى من احتياجاتهم من الغذاء، الماء، المأوى والصحة. وقد تدهورت الملاجئ العشوائية القائمة بشكل كبير بسبب موجات النزوح المتكررة. 

وتقوم فرق خدمات الإغاثة الكاثوليكية في غزة بتوجيه برامج طوارئ وخدمات اللوجستية لتلبية الاحتياجات المتزايدة للعائلات، بما في ذلك موظفو المؤسسة أنفسهم الذين أصبحوا جميعهم نازحين ويفتقرون للخدمات التي تعودوا على تقديمها للأسر المحتاجة. وتبذل خدمات الإغاثة الكاثوليكية كل ما في وسعها لدعم الموظفين حتى يتمكنوا من مساعدة أسرهم ومساعدة غيرهم.

ومما يزيد من حدة المخاطر إغلاق معبر رفح والدخول المحدود للبضائع عبر معبر كرم أبو سالم.  وقد أدى ذلك إلى قطع كامل في إمدادات الوقود والغاز، مع العلم أن هذه الإمدادات محدودة جداً لمقدمي الخدمات وليس للمواطنين، كما تم منع حركة المسافرين من جميع الفئات بما يشمل دخول العاملين في المجال الإنساني، خاصة الطواقم الطبية.

ويدفع هذا التدهور في الأحداث العائلات إلى حافة البقاء على قيد الحياة، حيث يواجهون القصف المستمر والعشوائي دون ملاذ آمن، ويعيشون في حالة من عدم اليقين بشأن خياراتهم، ويتحملون خسارة أحبائهم وكل ما جمعوه في حياتهم! ويزداد عدد الشهداء بشكل مضطرد، حيث تم تسجيل سقوط أكثر من 38190 شخصًا، وعدد يتجاوز 88,000 من الجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء منذ أكتوبر/تشرين الأول. وخلال هذه الفترة قدمت خدمات الإغاثة الكاثوليكية المساعدة لما يزيد عن 860,000 شخص، من خلال تشكيلة مختلفة من المساعدات تنوعت واختلفت وفقاً للسياق المتاح والأكثر طلباً واحتياجاً.

قدرة الاستجابة لخدمات الإغاثة الكاثوليكية

يتكون برنامج خدمات الإغاثة الكاثوليكية في القدس، الضفة الغربية وقطاع غزة من 83 موظفًا متمرسًا - بما في ذلك 50 موظفًا في قطاع غزة – وثلاثة مكاتب ومخازن ومستودعات ونقاط توزيع متعددة.  وتعمل المؤسسة مع شبكة من المؤسسات المحلية الشريكة التي تضم أكثر من 150 موظفًا ومتطوعًا، وتعمل المؤسسة على تعديل وتكييف برامج الاستجابة لحالات الطوارئ لسكان غزة في مناطق إعادة التوطين.  

وقد أدت العمليات العسكرية في جنوب غزة إلى تقويض جهود الاستجابة الإنسانية؛ حيث أوقفت خدمات الإغاثة الكاثوليكية برامجها في رفح حيث اضطررنا لإخلاء مكتبنا المركزي ومستودعاتنا، وتحولت عملياتنا إلى دير البلح.  وفي شمال القطاع ومنذ افتتاح معبر إيريز الغربي في منتصف شهر مايو، فتحت خدمات الإغاثة الكاثوليكية ثلاثة مخازن توزيع ومستودعات ونقطتي توزيع، لإيصال المساعدات من الأغذية المعلبة والدقيق، ومستلزمات الفراش، والمأوى في حالات الطوارئ، أدوات نقل وتخزين المياه، وأدوات الصرف الصحي والنظافة،  كما تعمل المؤسسة على نقل المزيد من المواد من المعابر المتاحة، وفي كل لحظة متاحة، وتواصل المؤسسة إدارة الخدمات اللوجستية والعمليات وتوفير الإمدادات على أهبة الاستعداد من مكاتبنا في القدس والضفة الغربية، أو من مصر أو الأردن.

استجابة CRS والشركاء

تقدم فرق CRS مجموعة من المساعدات المنقذة للحياة والتي دعمت أكثر من 860,000 شخص منذ أكتوبر 2023.  ونظراً للطبيعة المتطورة لهذه الحالة الطارئة، تقوم المؤسسة بتكييف البرامج مع السياقات والاحتياجات المتغيرة،  وتشمل الأولويات الحالية ما يلي:

الإمدادات الغذائية والمعيشية

تدعم (CRS) الأسر في غزة لتلبية الاحتياجات الأساسية من خلال المساعدات النقدية، القسائم الشرائية أو التوزيع المباشر للطرود الغذائية.  وعندما لا تتوفر الإمدادات في الأسواق المحلية -أو عندما لا تتمكن الأسر من الوصول الآمن إلى الأسواق- تقوم خدمات الإغاثة الكاثوليكية بتوزيع المواد الأساسية والحصص الغذائية بشكل مباشر.  وحيثما يتوفر غاز الطهي والمياه الصالحة للشرب، توفر خدمات الإغاثة الكاثوليكية حصصاً غذائية من البقوليات الجافة مثل العدس، الفاصولياء والبرغل وغيرها.

المأوى الآمن والكريم

تقدم (CRS) المساعدة الطارئة في مجال المأوى للعائلات النازحة وكذلك تلك التي تستضيف الآخرين، ويشمل الدعم الفرشات، والبطانيات، ولوازم الإيواء، والخيام.  ونأمل أن نتمكن قريباً من إطلاق برامج ترميم المنازل مما سيسمح للأسر بالبدء في مرحلة التعافي المستدام.

خيام مصنوعة من شوادر تم توزيعها من خلال خدمات الاغاثة الكاثوليكية على الأسر النازحة في رفح

المياه والصرف الصحي والنظافة

تدعم خدمات الإغاثة الكاثوليكية الجهود المبكرة لضمان قدرة الأسر على تلبية احتياجاتها من المياه والصرف الصحي والنظافة. ويشمل ذلك توفير مستلزمات النظافة الأساسية – وهو أمر حيوي في ظل الاكتظاظ والظروف غير الصحية. ونعمل على الترويج للرسائل الرئيسية حول النظافة من خلال مجموعة متنوعة من القنوات. ومع تطور الأزمة، ستقوم (CRS) بدمج أنشطة تعزيز النظافة في كل مرحلة من مراحل الاستجابة لضمان اتباع نهج متسق وآمن بين الأسر النازحة التي تعيش في ظروف مزدحمة.

تحضير طرود صحية للتوزيع في مركز التوزيع الرئيس في رفح - مارس 2024

الدعم النفسي والاجتماعي

تواصل (CRS) دعم أبناء العائلات أثناء تعاملهم مع الصدمات التي لا يمكن تصورها والتجارب التي تهدد الحياة وحالات فقدان الأهل والأحبة، وتستمر في توفير أنشطة الإسعافات الأولية النفسية والدعم العاطفي، حتى لو عن بعد من خلال الخطوط الساخنة للأزمات، وسوف تتوسع وتتكيف مع تغير الوضع.  وقد تم تصميم العديد من الأنشطة حسب العمر والجنس والفئة الاجتماعية، وتشمل التواصل مع مقدمي الرعاية وتزويدهم بالموارد اللازمة لبناء مهارات التأقلم.  وتعمل (CRS) على تحويل الأفراد الذين يحتاجون إلى دعم أكثر تقدمًا في مجال الصحة النفسية والاستشارات إلى أطباء متخصصين أو إلى مراكز رعاية أسرية أو غيرها وفقًا للمشكلة.


الصورة المرفقة: مركز توزيع في رفح (تم قصفه أو تدميره بكل المواد الموجودة فيه في الغالب) تصمن توزيع حرامات وحصائر وفرشات ومواد غذائية.

بسام نصر

مدير مكتب غزة، خدمات الإغاثة الكاثوليكية (CRS).

فريد سعيد فريد ابووردة
والله نفسي اشوف ايه مساعده
الأحد 1 أيلول 2024
رأيك يهمنا