تحديات تواجه الأونروا في غزة

لم تكن ظروف العمل الإنساني سهلة خلال فترة الحرب، فهناك الكثير من التحديات والعوائق التي واجهتها الأونروا ولا تزال تواجهها.

هناك عناصر لابد من توفرها من أجل تحقيق استجابة إنسانية كاملة وفعالة وعلى رأسها توفر الإمدادات الإغاثية وبشكل منتظم وكاف، بالإضافة إلى توفير ممرات آمنة لإيصال المساعدات وضمان حماية طواقم العمل الإنساني.

منذ بدء الحرب على قطاع غزة، شهدنا تدهورًا سريعًا للوضع الإنساني وموجات نزوح كبيرة للمدنيين من مناطق القتال نحو جنوب قطاع غزة، بالإضافة إلى سقوط عدد كبير من الضحايا والجرحى. وعلى إثر ذلك التطور الدراماتيكي في الوضع الأمني وازدياد حدة عمليات القصف، إرتفع بشكل ملحوظ عدد النازحين في مراكز إيواء الأونروا، مما زاد الضغط على خدمات المأوى والمساعدات الإغاثية، وتزامن ذلك مع إغلاق كامل لجميع معابر قطاع غزة مما أدى أيضا إلى انقطاع تدفق الإمدادات الإنسانية من غذاء وماء، وأدوية، ومستلزمات إغاثية ووقود.

مع اتساع رقعة مناطق القتال خلال الأشهر الماضية، ازداد تدهور الظروف الإنسانية وبدأ النقص في الإمدادات يؤثر بشكل سلبي على الخدمات التي تقدمها الأونروا. وحتى عندما بدأ دخول بعض الشاحنات عبر معبري رفح وكرم أبو سالم، لم يكن الجانب الإسرائيلي يسمح بدخول ما يكفي من إمدادات، مما فاقم ظروف المعاناة وخصوصًا ما تعمق الأزمات الصحية والغذائية والبيئية، ففي شهري فبراير ومارس ارتفعت مستويات انعدام الأمن الغذائي، كما سُجلت حالات وفاة لأطفال نتيجة سوء التغذية الحاد والجفاف بحسب تقارير أممية.

تدهورت أيضا الأوضاع الصحية وازداد الضغط على الخدمات الصحية التي تقدمها مراكز الأونروا الصحية بسبب خروج عدد من المشافي عن الخدمة ومحدودية موارد المستلزمات الطبية مع استمرار فرض قيود على الإمدادات الإغاثية. لم تكن ظروف الوضع البيئي أفضل حالا. مع تناقص مخزون الوقود وتدمير شبكات الصرف الصحي وآبار المياه، لم تعد فرق صحة البيئة قادرة على تشغيل كافة محطات تحلية المياه أو إصلاح أنظمة ضخ المياه، مما سبب أزمة مياه حقيقية. معظم النازحين يقضون ساعات طويلة في طوابير من أجل الحصول على كميات قليلة من مياه الشرب. كذلك تراكمت آلاف الأطنان من النفايات الصلبة حول خيام النازحين مع تعذر ازالتها كلها بسبب نقص الوقود. هذا أدى إلى ظهور المزيد من الأمراض خصوصًا مع ارتفاع درجات الحرارة وقلة الأدوية المتوفرة وطبعا ظروف العيش داخل الخيام وعدم توفر أبسط المرافق مثل دورات المياه..

أضيف إلى التحديات التي واجهت الأونروا التدمير الذي لحق بعدد كبير من منشآتها حيث قُصفت أكثر من 180 منشأة أونروا ودُمرت إما بشكل جزئي أو كلّي على الرغم من أن هذه منشآت يضمن القانون الإنساني حمايتها وعلى ذلك يجب الا تكون هدفا أثناء الصراعات. كما فقدت الأونروا عددا كبيرا من موظفيها، ما يزيد عن 195 موظفًا وموظفة، وهذا عدد صادم لم يسبق لمنظمة أمم متحدة أن فقدت مثله خلال أي صراع سابق. يُعد قصف منشآت تابعة للأمم المتحدة وقتل موظفي العمل الإنساني انتهاكًا صارخًا للقوانين الإنسانية. العاملون في المجال الإنساني يجب ألا يكونوا هدفًا.


تصوير: فادي ثابت - الأونروا.

إيناس حمدان

قائم بأعمال مدير مكتب الإعلام بالأونروا غزة.

رأيك يهمنا