التعاون تدعم أهالي غزة

يواجه قطاع غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة بعد الدمار الواسع للبنية التحتية على مدى الأشهر الثمانية الماضية. أسفرت هذه الكارثة عن وفاة حوالي 40,000 شخص، من بينهم حوالي 24,000 امرأة وطفل، وجرح ما يزيد عن 80,000 آخرين. كما يعيش أكثر من 1.7 مليون فلسطيني، أي 75٪ من السكان حاليًا كنازحين داخل القطاع.  قطاع الصحة يعاني من الانهيار شبه الكامل مع تضرر أو تدمير ما يقرب من 84٪ من المنشآت الصحية، بما في ذلك 29 مستشفى. وتعرض مستشفى الشفاء، الذي يمثل أكثر من 45-50٪ من خدمات الرعاية الصحية في قطاع غزة، لأضرار لا يمكن إصلاحها في الوقت القريب.

منذ اليوم الأول للعدوان على قطاع غزة، في الـسابع من أكتوبر 2023، ومؤسسة التعاون بفريقها الميداني والمؤسسات الشريكة والداعمة، في طليعة المستجيبين لآثار هذا العدوان، وتمكّنت من التغلب على التحديات وتقديم الدعم العاجل، ومساعدة العائلات النازحة في جميع أنحاء قطاع غزة،  فقد تمّ تقديم الدعم لأكثر من نصف مليون نازح من أهالي القطاع، عبر توفير احتياجاتهم الإنسانية الأساسية من الغذاء، ومياه الشرب، والملابس، والأغطية، واحتياجات النزوح، إلى جانب خدمات الرعاية الصحية، ومساعدة المستشفيات بالوقود، والأدوية، والمستلزمات الطبية. كما تمّ إنشاء مخيم "عشان فلسطين" في دير البلح الذي ضمّ 50 خيمةً تؤوي 450 نازحًا.

مخيم "عشان فلسطين"

ومع استمرار العدوان للشهر التاسع على التوالي، يتفاقم الوضع الإنساني بشكل متسارع في القطاع، إذ يعاني المواطنون من ظروف لا إنسانية ومجاعة حقيقية تهدد 2.2 مليون شخص، أي الغالبية العظمى من سكان قطاع غزة، وقد يؤدي هذا النقص الخطير في الأغذية إلى ارتفاع كبير في معدل وفيات الرضع في شمال القطاع، حيث يقع واحد من كلّ ستة أطفال تحت سن الثانية ضحية لسوء التغذية الحادّ..

تُولي مؤسسة التعاون أيضا اهتمامًا كبيرًا لتوفير الدعم الشامل للأسر المتضررة من خلال توزيع المساعدات الغذائية والصحية والإنسانية بشكل دوري. يعمل فريق مؤسسة التعاون في الميدان مع 31 مؤسسةً شريكة في القطاع، بالإضافة إلى 33 من المؤسسات والشركات الداعمة، وذلك من أجل تخفيف معاناة النازحين في مراكز الإيواء. يتم توزيع هذه المساعدات في مختلف مراكز النازحين في قطاع غزة، لضمان وصول الدعم لأكبر عدد ممكن من المتضررين. وتعمل مؤسسة التعاون في غزة منذ أكثر من 37 عاماً، وتعتبر من المؤسسات الرائدة في تقديم الدعم الإنساني في فلسطين، وهي تُدرك تمامًا حجم التحديات التي يواجهها أهلنا في القطاع. لذلك، تعمل باستمرار على تحسين آليات التوزيع بالتنسيق مع الشركاء المحليين لضمان وصول المساعدات إلى من هم في أمس الحاجة إليها.

رابط لمزيد من التفاصيل حول جهود المؤسسة في غزة: غزّة تحت القصف لنعمل معًا لإغاثتها.

برنامج رعاية أيتام غزة

على مدى السنوات الـ 15 الماضية، قدمت مؤسسة التعاون الدعم والرعاية لـ 4,261 يتيمًا ويتيمة في القطاع، وذلك بالاعتماد على نموذج شمولي متمحور حول احتياجات اليتيم، ويقدم الدعم الشمولي في مجالات التعليم، والصحة والأنشطة الأخرى، بالإضافة إلى دعم الأيتام بناءً على احتياجاتهم الفردية، بالشراكة مع شبكة من منظمات المجتمع المدني المتخصصة في هذه المجالات.

ورغم صعوبة معرفة أعداد الأطفال الفلسطينيين الذين فقدوا أحد والديْهم أو كليهما بسبب ظروف الحرب بدقة، فإن مصيراً صعباً ينتظرهم بالنظر إلى ضعف إمكانات دور الأيتام في القطاع. لذلك، أطلقت مؤسسة التعاون، بالشراكة مع مجموعة بنك فلسطين، "برنامج رعاية أيتام غزة" لدعم 20,000 طفل تيتموا بسبب الحرب. يوفر البرنامج خدمات الدعم الشامل لهؤلاء الأطفال من أجل ضمان عيشهم بكرامة ومساعدتهم ليصبحوا أعضاء فاعلين في مجتمعاتهم. يتضمن البرنامج توفير الاحتياجات الأساسية، والتعليم، والرعاية الصحية، والدعم النفسي الاجتماعي.

لمزيد من التفاصيل حول برنامج رعاية أيتام قطاع غزة، يمكن زيارة الرابط التالي: أيتام غزة أطفالنا كلنا.

نؤمن في مؤسسة التعاون بأننا معاً قادرون على إحداث الفرق في حياة أهلنا في القطاع بفضل الدعم المستمر من الجميع. ندعو الجميع للمشاركة في هذا الجهد الإنساني الكبير، والوقوف بجانب أهلنا المنكوبين في القطاع في ظل هذه الأوقات الصعبة، لنتمكن من تخفيف معاناتهم وتحقيق الأمل في مستقبل أفضل.

حول التعاون

"التعاون" مؤسسة أهلية غير ربحية تأسست في جنيف عام 1983 بمبادرة مجموعة من الشخصيات الاقتصادية والفكرية الفلسطينية والعربية، لتغدو أحد أكبر المؤسسات العاملة في فلسطين ومخيمات اللاجئين في لبنان، حيث تلامس حياة أكثر من مليون فلسطيني سنوياً نصفهم من النساء، وقامت المؤسسة باستثمار أكثر من 900 مليون دولار أمريكي منذ تأسيسها في تنفيذ البرامج التنموية والإغاثية في مناطق عملها.

يعكس سجّل عمل "التعاون" على مدى أكثر من 40 عاماً، مسيرة طويلة حافلة بالإنجازات عزّزتها شراكاتها المتينة، وتراكم الخبرات التي مكّنتها من تجاوز العقبات والظروف الصعبة التي يمر بها الوطن، وإيجاد حلول مبتكرة وابداعية عمّقت خبرتها، خاصة العمل خلال الأزمات، مما جعل برامجها تستجيب لاحتياجات البنى الاجتماعية والاقتصادية غير المستقرة.

وتتواجد "التعاون" في كل من فلسطين والأردن ولبنان وسويسرا، وفي بريطانيا من خلال المؤسسة الشقيقة، وتنفذ تدخلاتها لتعزيز صمود المواطن الفلسطيني في فلسطين ومخيمات اللاجئين في لبنان.


يمكنكم معرفة المزيد من خلال متابعة أخبار المؤسسة على صفحات التواصل الاجتماعي @taawonpalestine أو زيارة موقعهم الإلكتروني www.taawon.org

لمزيد من التفاصيل حول برامج الدعم والمساهمة في التبرعات، يمكن زيارة الروابط التالية:

د. طارق امطيرة

مدير عام مؤسسة التعاون.

رأيك يهمنا