هكذا تنمو بذور الإنسانية في غزة

منظمة "بذور من أجل الإنسانيّة" هي منظّمة إغاثيّة غير ربحيّة، مؤسسيها وادارتها من الداخل الفلسطيني، مُرخّصة ومُسجّلة في البلاد وحاصلة على تسجيل وترخيص أوروبيّ في اليونان، تُعنى في أمور اللّاجئين والنّازحين حول العالم والمُتضررين جراء الحروب والكوارث الطبيعيّة، تقدّم الجمعيّة المساعدات الإغاثيّة الأساسيّة كالغذاء والماء والمساعدات الطبيّة الأوليّة والطارئة ويكون ذلك ضمن حملات مُكثّفة وعلى مدار السّنة في مقرّات الجمعيّة في اليونان وتركيا حيث تستقبل الجمعيّة المُستحقين للخدمات الإغاثيّة في جميع أيام السّنة، هذا بالإضافة الى الخدمات التنموية والاجتماعية، فمنظمة بذور تملك عدة عيادات طبية متخصصة بعدة مجالات طبية تقدم العلاجات الطبية والرعاية الصحية والنفسية للاجئين والنازحين، وبالإضافة للمشاريع التعليمية والتربوية ضمن مدارس بذور.

تعمل جمعيّة "بذور من أجل الإنسانيّة" على تقديم المساعدات الإغاثيّة للنازحين والمحتاجين حول العالم وذلك حسب الدول والمناطق المُتضرّرة، وفي المناطق الّتي تحتاج إلى دعم إغاثيّ طويل المدى كقطاع غزّة في فلسطين، تستمرّ الحملات الإغاثيّة لتزويد المتضرّرين والنّازحين داخل القطاع واللّاجئين إلى دول أخرى خارجه بقدر الحاجة النّاتجة عن الأضرار.  

المشاريع الأساسيّة والهامّة الّتي تعمل الجمعيّة على توفيرها للعائلات الثكلى في قطاع غزّة قائمة ومستمرة منذ سنوات طويلة، مثل مشروع "كفالة اليتيم" وغيره من المساعدات والكفالات العامة، أي منذ قبل اندلاع الحرب الأخيرة على غزة بسنوات. ومع هذا، بعد الحرب الأخيرة على القطاع أصبحت هناك حاجة ماسّة لاستجابة عاجلة وطارئة في توفير جميع الاحتياجات الأساسيّة للنّازحين والمتضررين، فالقطاع بات منطقة مغلقة يصعب إدخال المساعدات الأساسيّة إليه بحكم ظروف الحرب وتضييقاتها.

لذلك، قمنا بإطلاق حملة "صندوق غزة"، ومن خلالها ناشدنا الناس من أهالي الداخل الفلسطيني واهل الخير من حول العالم بالتبرع لهذا الصندوق الذي خصص للاستجابة العاجلة والطارئة لإغاثة النازحين والمتضررين من أهالي القطاع، قمنا ونقوم من خلاله بتوزيع الطرود والمعونات والطعام للنازحين والدواء واللوازم للمراكز الطبية والمشافي، وانبثق عن هذا الصندوق حملات ومشاريع أخرى عديدة ومتفرعة تستهدف النازحين داخل قطاع غزة واللاجئين خارجه.

تقوم جمعيّة "بذور من أجل الإنسانيّة" عبر فرقها الميدانيّة وعبر التّشبيك والتّعاون مع منظّمات مُرخّصة من أوروبا وحول العالم بتوزيع معونات إغاثيّة مختلفة، مثل مشروع توزيع المياه العذبة الصّالحة للشّرب، حيث يقوم المتطوّعون في الجمعيّة بتوفير ما يزيد عن مائة ألف لتر من المياه أسبوعيًّا وتوزيعها على النازحين في عدة مناطق مُتضرّرة، في الشمال والوسط وجنوب القطاع، كما ويتمّ توزيع الوجبات الغذائيّة يوميًّا ضمن "مطابخ بذور" في عدّة مناطق وبلدات في القطاع، وهذه المساعدات في الوضع الحاليّ هي الأهمّ والأكثر إلحاحًا.

يذكر أنه حين كان معبر رفح المصري مفتوحا للمساعدات الإنسانية، قامت الجمعيّة بإدخال شاحنات المساعدات الإغاثيّة عن طريق معبر رفح المصريّ، بالتّعاون مع جمعيات أخرى مُرخّصة، وكان عددها بالعشرات وجاء ذلك بعد جهود كبيرة من التنسيق والتشبيك، وبالطبع، فور فتح المعبر مجددًا او توفر وإتاحة إمكانيات أخرى آمنة وقانونية لإدخال شاحنات مساعدات أخرى الى غزة، فإن منظمة بذور ستعمل على ذلك على الفور. الأمر الذي يتطلب ان نكون جاهزين ومستعدين للتحرك السريع، لذلك نناشد دائما ونحث أهالي الخير على التبرع الى حساب الجمعية.

جانب آخر من مساعدة اللّاجئين من قطاع غزّة الى خارجه، إنطلاق بعثة من البلاد إلى أنقرة في تركيا قبل فترة لتصل إلى المئات من عوائل الجرحى والمصابين الّذين خرجوا من غزّة للعلاج في تركيا، وهذا يصبّ في لبّ رؤيا الجمعيّة، فهي تهدف إلى إغاثة اللّاجئين في فترة لجوئهم حيث يحتاجون إلى الدعم في الكثير من الأمور العلاجيّة والطبيّة والغذائيّة، فالدول المُستقبلة للّاجئين تحدّد المساعدات وتكون هذه المساعدات مُقتصرة عادة على الأمور الأساسيّة فقط.

من المشاريع الأخرى المُخصّصة للمُغتربين من قطاع غزّة في الخارج، كانت إطلاق حملات "دعم الطّلاب المُغتربين" الّذين انقطع اتّصالهم بذويهم بسبب الحرب في ظلّ انقطاع كل طرق التّواصل إلى داخل القطاع.

يمكن القول إنّ أعداد المُستفيدين في قطاع غزّة حتّى الآن وصل إلى نحو عشرات الآلاف، وأنّ استمراريّة الحملات الإغاثيّة مُقترنة باستمراريّة الحاجة للمساعدة، فكما كانت قبل الحرب ستستمرّ طالما هناك عائلات وأشخاص بحاجة إلى المساعدات الإغاثيّة.

التّحديات الّتي تواجه الجمعيّة والمُتطوّعين في العمل الإغاثيّ في قطاع غزّة كثيرة منها الظّروف الميدانيّة. وظروف اللّجوء هي بحد ذاتها ظروف صعبة جدًا داخل قطاع غزّة، وهذه الظّروف طالت أيضًا الفرق الميدانيّة، حيث تعرّضوا هم أيضًا للنزوح وفقدان بيوتهم وأفراد من عائلاتهم، إضافة إلى ذلك صعوبة الوصول والتّنقل من شمال القطاع إلى جنوبه ما جعل العمل الإغاثيّ الميدانيّ شاقا جدًّا ويتطلّب جهودا أكبر بكثير مقارنة بأماكن أخرى. من التّحديات الإضافيّة هي غلاء الأسعار وشُحّ المواد الغذائيّة الأساسيّة ومياه الشّرب والأدوية خاصّة بعد إغلاق معبر رفح.

أمل عودة وتد

مربيّة ومعلّمة لغة عربيّة، متطوّعة دائمة في جمعيّة "بذور من أجل الإنسانيّة"، من مؤسّسي مشروع "مدرسة بذور" والّتي تهدف إلى التّعامل مع اللّاجئ كإنسان يحقّ له التّعلّم والانخراط بالأطر التّعليميّة الثّابتة الّتي تمنح نوعًا من الاستقرار النّوعيّ -إضافة إلى الغذاء والحاجات الأساسيّة- حتّى في فترات اللّجوء الّتي قد تطول نحو مستقبل مجهول الملامح.

الهدف الأسمى للمشروع هو محاربة الأميّة لدى القاصرين من اللّاجئين النّاجمة -في الأساس- عن الحروبات والكوارث وخلق بيئة قريبة من الحياة الطبيعيّة السّابقة المألوفة للّاجئ وخاصّة لدى الأطفال بين الأعمار 6 سنوات حتّى 17 سنّة.

رأيك يهمنا