نحن ثلاثة أخوة هواة للإنمي (مسلسلات صور متحركة يابانية)، بدأت قصتنا معها في طفولتنا عندما كنا نشاهد مسلسلات "الإنمي" على قنوات الأطفال مثل "ون بيس"، "دراغون بول"، "ناروتو"، "هانتر" وطبعًا "المحقق كونان". أشهر "الإنميات" شاهدناها على محطة "سبيستون" التي كانت تقوم بدبلجتها للعربية وحذف المشاهد غير اللائقة للأطفال وحسب رأينا بالرغم من ذلك استطاعت المحطة أن تحافظ على روعة "الإنمي" وانجذابنا إليها. 

بما أني الأخ الأكبر (داوود)، كنت أتفاعل مع أصدقائي في المدرسة والنادي لمشاركتهم اهتماماتي وشغفي وأيضًا مخاوفي. ولأني كنت أعتقد في طفولتي أنّ مسلسلات "الإنمي" هي كأفلام الكرتون مخصصة للأطفال فقط، كنت أخجل من محبتي لهذه المسلسلات، لكن أحد أصدقائي في بداية مرحلة البلوغ عرّفني على موقع "للإنمي" وموقع "للمانغا" والتي هي أصل "الإنمي" ("المانغا" هي القصة مع الرسوم وعادة تتكون من عدة أجزاء). هذه المعرفة جعلتني أتغلب على خجلي وشجعتني على مشاهدته أكثر ومتابعة هذه المواقع، بالذات عندما عرفت أن هنالك الكثير من البالغين الذين يتابعونها. 

في أحد الأيام طلب مني أخي الأوسط جود مشاركته بما أشاهد، وبعد فترة سرعان ما تعلق هو الآخر بهذه المسلسلات وطبعًا اهتمامنا المشترك جذب فيما بعد أخي الأصغر وجد للمشاهدة. وأصبحنا ثلاثتنا من هواة مشاهدة "الإنمي" باللغة اليابانية نفسها مع الترجمة للعربية وقراءة "المانغا" المترجمة للغة العربية وشراء كتبها وحتى شراء أزياء وإكسسوارات مسلسلاتها عن طريق الانترنت، لشح حوانيت "الإنمي" في بلادنا (يشار إلى أن هنالك بعض الحوانيت في تل أبيب وفي رام الله أيضًا).

مع الوقت فهمت أن هناك شعبية كبيرة لمسلسلات "الإنمي" اليابانية بين أبناء جيلنا لأنها تغطي الكثير من المواضيع ذات الأبعاد الاجتماعية والإنسانية ("ناروتو"، "أتاك أون تايتن"، "ديث نوت")، العاطفية ("يور لاي أون أبريل")، الاقتصادية ("كاي جي")، الرياضية ("بلو لوك"، "هاي كيو")، التاريخية ("فينلاند ساغا") والخيالية (وهي أغلبها مثل الشهير "وان بيس"، "دراغون بول"، "ديمون سلير"). سبب آخر لشعبيتها هو سهولة الوصول إليها عن طريق الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي. 

يذكر أن هنالك أيضًا "مانغا" تُصدر في الصين واسمها "مانوا" وفي كوريا واسمها "مانهوا" ولكن "المانغا" اليابانية هي الأكثر شهرة؛ وحسب اعتقادنا نحو ثلث أبناء جيلنا من هواة مسلسلات "الإنمي" اليابانية.

الجميل في خيال "الإنمي" أنه يعكس عالم الواقع عن طريق أحداث القصة وشخصياتها التي تشبهنا الى حد كبير لأنها مركبة، مما يجعلنا نحن الشباب نتماهى معها، نحبها وفي بعض الأحيان نشعر بأنها قد تجسد قدوة لنا. في مسلسلات "الإنمي" نادرا ما تظهر شخصية سطحية ذات بعد واحد، حيث أن معظم شخصياتها متعددة الأبعاد.

"وان بيس" هو أحد المسلسلات الأكثر شهرة للكاتب "إيتشرو أودا" الذي بدأ بكتابته سنة 1999 ولا زال بثه وانتاجه مستمرًا حتى اليوم، لديه فوق ال 1060حلقة. في كل أسبوع يُصدر فصل من "المانغا" الذي هو تقريبًا 20 صفحة وحلقة واحدة من المسلسل، من المتوقع أن يُنهي كتابة "المانغا" سنة 2025 والمسلسل سينتهي بعد حوالي سنة من انتهاء الكتابة، وفقا للأخبار الواردة حوله.

حسب رأينا هذا المسلسل هو الأجمل لأنه أطول مسلسل "إنمي" وأكثره شهرة، استطاع كاتبه "أودا" الجمع بين كل أنواع الشخصيات، الثقافات، الأعراق والجنسيات المختلفة، جمع أيضًا بين الأكشن، الدراما والكوميديا وأعطى لكل شخصية في المسلسل حقها بقصتها وشرح أحداثها. بالإضافة إلى ذلك، القصة زاخرة بالمشاعر والأحاسيس ونشعر أن الكاتب يستفز أحاسيسنا ومشاعرنا للتفاعل مع أحداث شخصياته. 

في كل فصل يُصدره يضع تلميحات ورموز عن الفصول القادمة بواسطة الأرقام، الغلاف، الحوارات، الخلفيات، أرقام الفصول، بعض الشخصيات المخفية (غير المعلن عنها للتو) وغيرها. هذه التلميحات تستفزنا وتثير تفكيرنا حيال ما يمكن أن يحدث في الفصول القادمة وهذا ما تدلل عليه كثرة الفيديوهات والتفاعلات على موقع اليوتيوب من قبل "فانز" المسلسل التي يتم مشاركتها مباشرة بعد صدور كل فصل لتحليل هذه التلميحات والرموز. طبعًا هذه الفيديوهات تصدر بجميع اللغات حول العالم وفي عالمنا العربي يوجد تقريبًا 10 فيديوهات تحليل عن كل حلقة لشباب من مختلف الأقطار العربية ونحن أيضًا نتابع هذه التحليلات باللغتين العربية والإنجليزية أيضًا. 

"وان بيس" من بين أكثر المسلسلات التي تثير وتستفز أحاسيسنا وأفكارنا، لذلك نحن وغيرنا متعلقين به كثيرًا ومثل ما يقول "الفانز" العرب عن المسلسل "وان بيس عمك!".

وان بيس

أبطال وان بيس

المسلسل خيالي يتحدث عن شخصية "لوفي" الذي يريد أن يصبح ملك القراصنة وتعريف ملك القراصنة حسب "لوفي" هو أكثر شخص حر بالعالم، يلتف حول "لوفي" الكثير من الأصدقاء ويواجهون المغامرات والمشاكل سعيا لتحقيق حلمه، طبعًا هذا تبسيط للأحداث لأن المسلسل غني بالقصص والمغامرات. 

كل منا يحب شخصية من المسلسل، أنا (داوود) أحب شخصية "لوفي" لأنه يُسعد الآخرين وفي عصرنا الحالي أشعر أن من السهل على البشر التسبب بالحزن لبعضهم البعض بدلا من نشر السعادة، وأنا أحاول جلب السعادة لأهلي وأصدقائي لذلك أشعر أن شخصية "لوفي" تعبر عني. أما جود فهو يحب شخصية "لاو" لأن لديه عقل صافي وتفكيره استراتيجي وتكتيكي. أما وجد يفضل شخصية "زورو" لأنه يشعر أنه صديق يُعتمد عليه ويدافع عن أصدقائه وأحبائه ببسالة وشجاعة.

رسمة لجود لأحد شخصيات وان بيس (شانكس)

رسمة لشانكس - إحدى شخصيات وان بيس

في عائلتنا يختار كل واحد منا بدوره مسلسل، فيلم أو مسرحية للمشاهدة سويًا، كجزء من وقتنا العائلي المشترك. والحقيقة أن شقيقي جود استطاع اقناع والدينا أخيرًا بمشاهدة مسلسل "إنمي" وبعد الرفض التام من قبلهم لمشاهدة "وان بييس" بسبب طول حلقاته، وبعد تفاوض ونقاش وأخذ ورد اتفقنا على مشاهدة مسلسل "الإنمي" التاريخي "فينلاند ساغا" للكاتب "ماكوتو يوكيمورا" المكون حاليًا من 48 حلقة طبعًا ستزيد مع الوقت بعد إصدار "المانجا" الأسبوعية. يشار إلى أن هذا المسلسل يتحدث عن تاريخ أوروبا وتبدأ قصته عام 1002 ميلادي، من خلال قصة الطفل "ثورفين" والأحداث التي يمر بها، من خلالها يتم عرض أحداث تاريخية من تلك الحفبة، مثل الحُروب بين الفايكينغ النرويج وانجلترا ويعرض الاساطير الاسكندنافية الموجودة في تلك الفترة مع بداية انتشار الديانة المسيحية.

للأسف، خلال كتابة هذا المقال عرف والدانا أن حلقات المسلسل لم تنته بعد؛ الأمر الذي جعلهما يعيدان النظر في متابعة التجربة.


*الرسمة المرفقة لجود ترجمان. 

داوود، وجود، ووجد ترجمان

من اليمين وجد (15) سيبدأ تعليمه في مدرسة الجليل الثانوية بتخصص علمي؛ داوود (20) يتعلم الطبال بيطري في جامعة النجاح في نابلس؛ وجود (17) في الصف الثاني عشر في مدرسة الجليل في الناصرة بتخصص علمي

شاركونا رأيكن.م