منتدى البصمة الأكاديمية: نؤسس مساحة للتنمية العربيّة

في الأشهر الأولى من جائحة كورونا عام 2021 انطلقَ مشروع "منتدى البصمة الأكاديمية" في مدينة يافا، على أثر الصعوبات التي تواجه الأكاديميين العرب في كل خطواتهم من اختيار الاختصاص، الالتحاق لمؤسسة التعليم العالي، وأيضًا استجابة لاحتياجات وتحديات الطالب العربي ما بعدَ الدراسة؛ الانخراط في سوق العمل، وبناء دائرة أكاديميين ومحيط داعم، وخلث الفرص بين الاكاديميين المهنين منها الفرص الاجتماعية ومنها الاقتصادية, من هنا بدأت فكرة المشروع لبناء منصة الكترونية اكاديمية عربية مُساندة. ومنذُ ذلك الحين تطوّر المشروع وحاز على تقييم أفضل فكرة في "برنامج ميس فيكس" من قبل "بنك هبوعليم" (ترجمة عن العبريّة بنك العمّال) وفي عام 2022 انطلقت منصة الكترونية على مستوى المجتمع العربيّ عامّة.

في هذا الصدد نتساءل لماذا نحتاج إلى هذهِ المنصّة؟

الواقع الاجتماعي والاقتصادي للعرب السكّان الأصليين في البلاد، يعكس الصعوبات المجتمعية، ما يستدعي الانتباه والجهد من الجميع لتحقيق التوازن والتنمية المستدامة. فعلى الرغم من أن نسبتهم تتجاوز ال 20% من سكان البلاد موزعين على مختلف المناطق الجغرافية، إلا أنهم ما زالوا يعانون فجوات كبيرة في الوضع الاجتماعي والاقتصادي. 

يُظهِر التوزيع الجغرافي للعرب في الداخل الاختلافات الواضحة، حيث يتجلى النصيب الأكبر منهم في المناطق الشمالية بنسبة تصل إلى 51% من العدد الإجمالي، بينما يقطن 19.7% منهم في المثلث، و17.5% في النقب، و8.3% في المدن المختلطة، ونسبة صغيرة تبلغ 1.1% في القدس. إلا أن هذا التوزيع لا يخفي وجود فجوات اجتماعية واقتصادية بين هذه المناطق.

تكمن التحديات التي يواجهها العرب في عدة مجالات. على سبيل المثال، نسبة الأكاديميين العرب في المؤسسات للتعليم العالي تقل بشكل واضح عن نسبة الأكاديميين اليهود، مما يُظهِر وجود حواجز عديدة تعيق العرب من الوصول إلى مستويات تعليمية عالية. هذه الفجوات تتسبب في عدم المساواة في فرص الحصول على المعرفة وتطوير المهارات، ما يؤثر بدوره على فرص العمل والتقدم الاقتصادي.

يعاني المجتمع العربي أيضًا من تحديات اقتصادية، يُشار إلى أن نصف العرب يعيشون تحت خطّ الفقر. وهذا يرتبط بعدة عوامل منها انخفاض فرص العمل والبنية التحتية الاقتصادية الضعيفة في المناطق العربية، والتصورات النمطية حول مكانة المرأة ودورها في المجتمع.

استجابةً لهذهِ الظروف، قمنا في تأسيس "منتدى" لنساهم بجانب مهمّ من الحلول لمشكلات المجتمع العربيّ، عبر تعزيز وزيادة فرص الأكاديميين العرب لتحسين ظروفهم من خلال التشديد على دور التعليم الأكاديمي في تحقيق التقدم والتنمية، تبادل الخبرات والمعرفة وتوفير الفرص للتعلم المستدام.

يحمل التواصل بين الأكاديميين، العديد من الفوائد المهمة والضرورية لتطوير المجتمع وتحقيق التقدم. تعتبر الشبكة الأكاديمية أداة حيوية تسهم في تعزيز التفاعل وتبادل الخبرات والمعرفة بين أفراد المجتمع الأكاديمي، مما يُسهم في تحسين الجودة والكفاءة في مختلف المجالات الأكاديمية والبحثية. ومن ثم، يمكن تسليط الضوء على الجوانب التالية:

  • تعزيز التعليم والبحث: يعمل التواصل بين الأكاديميين على تبادل الأفكار والأبحاث الحديثة، مما يعزز من مستوى التعليم والتدريب في المجتمع العربي. يمكن للمنتدى أن يكون منصة لتقديم ونقاش الأفكار الجديدة وتبادل الخبرات.

  • توسيع الشبكات الاجتماعية: يساهم التواصل بين الأكاديميين في توسيع دائرة العلاقات الاجتماعية والمهنية. الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى خلق فرص تعاون وشراكات جديدة، وبالتالي تحقيق مشاريع وأبحاث مشتركة.

  • توفير فرص العمل والتطوير المهني: يمكن للشبكة أن تكون وسيلة لإيجاد فرص العمل والتدريب والتطوير المهني، مما يساهم في تحسين فرص الحصول على وظائف مناسبة وتطوير مهارات الأفراد.

  • تعزيز الروح التحفيزية: من خلال تسليط الضوء على شخصيات أكاديمية ريادية وناجحة في المجتمع، يمكن للشبكة أن تلهم الآخرين وتنمي لديهم الأمل والحافز لتحقيق أهدافهم الأكاديمية والمهنية.

في ظل التحديات التي يواجهها المجتمع العربي، يأتي دور المنتدى لتسليط الضوء على قدرةِ المجتمع العربيّ وفاعليّته في إنجاز مهام التنمية، عبر التعاون بينَ الهيئات والجمعيّات والمبادرات والشخصيّات العربيّة الرياديّة. كي نعمل على تحقيق التفوق والنجاح في مختلف المجالات الأكاديمية والاجتماعية. بالإضافة إلى ذلك، نؤسس لمجتمع متواصل ومترابط ومتماسك، يتيح للأكاديميين المساحة الضروريّة لتقديم خبراتهم في سبيل دعم مجتمعهم.


للانضمام لقائمة الأكاديميين العرب حسب المهنة والبلاد، من هنا.

آلاء حسونة

مؤسسة جمعية "منتدى البصمة الأكاديمية العربية"، طالبة دكتوراة في الإدارة جامعة بار ايلان واخصائية تامين وتوفير تقاعدي ومديرة مبيعات بوكالة فيوتشر للتامين

شاركونا رأيكن.م