لماذا سأقاطع؟
انت ليش ما بتصوت، ليش ما نفرض وجودنا كعرب داخل "البرلمان الاسرائيلي"؟
عندما يدور نقاش حول انتخابات "الكنيست" التي هي السلطة التشريعية لحكومة الاحتلال أُسأل مثل هذه الأسئلة، الاحتلال الاسرائيلي وسلطته التشريعية "الكنيست" أُقيمت قبل أربع وسبعين سنة على حساب شعب هجر، على أنقاض قرى هُجِّرت ودُمِّرت، على حساب النازحين وعلى حساب هويتي العربية الفلسطينية، فمن الطبيعي أي شخص عربي فلسطيني يعيش تحت هذا الاحتلال أن يكون مقاطعا.
بس أنت حامل "الهوية الاسرائيلية" ليش ما بتعيش في الضفة؟
فلسطين لا تقتصر على غزة أو الضفة بل هي فلسطين كاملةً من البحر إلى النهر أي غزة، الضفة، القدس والأراضي المحتلة، نعم نحن في الوضع الحالي حاملين للهوية الاسرائيلية ولكن لا يوجد لذا علاقة في أن أصوت، قرار تصويتي في الانتخابات هو حق فمن الطبيعي أن يكون لي الحق بالمقاطعة، ولنكن واضحين ليس أنا مَن مِن المفترض أن يذهب ليجد مكانا آخر للعيش؛ هذه أرضي وثباتي مقاومة بحد ذاتها، "الكنيست" هي السلطة التشريعية التي تثبت وجود إسرائيل كدولة شرعية وأنها ليست احتلالا وهي التي تشرعن جرائم الاحتلال من انتهاك لمقدساتنا إلى حرب على لبنان، حرب على غزة، والكثير من الجرائم التي تمس عروبتنا وإنسانيتنا وهويتنا الفلسطينية كعرب وفلسطينيين.
نعم أنا ابن الثامنة عشر عاما، ولكني رأيت الكثير من انتهاكات لمقدساتي وقمع لأبناء شعبي وحروب، فكيف لي أن اشارك بمثل هذه الجرائم البشعة التي تنفيها الإنسانية قبل الديانات.
المؤسسة التي رئيس وزرائها هو المسؤول الأول عن جرائم الاحتلال بحق أبناء شعبي من ظلم وقمع وتعسف واغتيالات سياسية واعتقالات للقاصرين والقصف على غزة وقصف المدنيين كيف لي أن أشارك بمثل هذه الجرائم كيف لي أن أناقشها بدم بارد.
نحن في أرض فلسطين منذ زمن طويل في معركة مع الجلاد والحاكم في الوقت ذاته فكيف لنا أن ننتظر الإنصاف واسترداد حقوقنا من هذه المؤسسة التي هي نفسها سلبت أراضي، وقتلت أبرياء، وانتهكت مقدسات، وهجّرت شعبا، وبنت سلطتها التشريعية لتشرّع وجود الاحتلال.
تمام لكان شو ممكن يكون الحل؟
الحل ببساطة هو التحرير فقط، هذه هي الطريقة الممكنة كحل لاسترجاع حقوقنا.
بس أنا بدي حل منطقي وحالي شو ممكن يكون؟
حاليا وجودك في أرضك وتمسكك بهويتك العربية الفلسطينية هو مقاومة لهذا العدوان الذي كل ما يريده أن ينفي أبناء العرب من هذه الأراضي الطاهرة.
معًا على الدرب.
كاتب المقال: فلاح ايمن حمادي (18 عام) من شفاعمرو، ابن قرية صفورية المهجرة وينتمي لحركة ابناء البلد.
