لماذا سأصوّت للتجمع؟

ستقام في الأول من تشرين الثاني الجاري الانتخابات الخامسة في ثلاث سنوات، حيث إن المعسكرات الصهيونية لم تنجح حتى اليوم بتشكيل ائتلاف حكومي في خمس دورات متتالية.
الأحزاب العربية تتنافس هذه المرة في ثلاث قوائم منفصلة، الجبهة بالشراكة مع العربية للتغير، والقائمة العربية الموحدة بقائمة منفردة وحزب التجمع الوطني الديموقراطي.

في هذه الانتخابات قررت دعم قائمة التجمع برئاسة سامي أبو شحادة، لعدة أسباب سوف أخوض فيها الآن.
أنا من الجيل الذي صقل هويته في شبيبة التجمع واتحاد الشباب الوطني الديموقراطي، هناك اكتسبت وعيي الوطني والسياسي وازددت تمسكًا بالمبادئ الوطنية والقيم الأخلاقية والالتزام تجاه شعبنا وقضايانا وهذا بسبب قوة مواقف التجمع اقتناعي بخطابه الوطني الديمقراطي الذي يطرح حلا عادلا في دولة لجميع المواطنين، الحق يقال إنني كنت على نقاش جدي في عدد من الأمور داخل التجمع، حيث شعرت أحيانا أن الخطاب الذي أومن به قد تراجع، وانصهر مع خطاب أحزاب أخرى لا تلائمنا.

بعد أربع جولات من الانتخابات خاض فيها التجمع الانتخابات مُتحدًا وشريكًا لأحزاب أخرى كانت في بعض الأحيان لا تتماشى مع مبادئه؛ بالرغم من هذا قرر التغاضي عن هذه الفروق واستمر بالتعاون معهم لأن القائمة المشتركة وتوحيد القوائم العربية كان هدف التجمع منذ تأسيسه فهو يُعد عراب القائمة المشتركة وأكثر من سعى لتوحيد الأقلية الفلسطينية في البلاد على أساس قومي، ولكن الحفاظ على المبادئ أهم، كان أحد البنود الأساسية في استمرارية القائمة المشتركة في هذه الدورة والذي وضعه التجمع كشرط أساسي للاستمرار هو أن تبقى الكتلة البرلمانية جزءا من المعارضة وليس جزءا من المعسكرات المتنافسة على الحكم،
أعود اليوم لأصوت "ض".

التصويت للتجمع يعني الحفاظ على صوت وطني في المكان الذي يسن فيه العديد من القوانين التي تفرض علينا لحقيقة المواطنة المفروضة علينا، أي قانون سيتم تقريره سوف يتم سنه علينا كذلك الأمر، تواجدنا في البرلمان، كما أنَّ تواجد ممثلين عنا في البرلمان هو أمر مهم لرفع قضايا وهموم شعبنا أمام المؤسسة الحاكمة.

للتجمع طرح ثوري ومميز يربط بين الهمّ اليومي والقومي، يميزه من باقي الأحزاب العربية، حيث إن هذا الخطاب يُحرج المؤسسة الصهيونية، يؤكد حقيقة أننا مواطنون أصلانيون وأننا اصحاب البلاد وبالمقابل يُطالب بحقوقه/ حقوق منتخبيه بكرامة وكبرياء دون التنازل عن هويتنا الوطنية.

مشروع التجمع هو مشروع كامل متكامل يعمل على تعزيز وصقل هوية الشباب واعطائهم دورهم وحقهم في المجتمع، نحن بحاجة لخطاب كهذا في ظل أزمة الخطاب السياسي القائم في أراضي ال48، حيث إن الواقع السياسي القائم اليوم يحتاج خطاب التجمع لثوريته ولأهميته الفكرية والسياسية لإعادة ترتيب أوراق الواقع السياسي، تقوية التجمع والتصويت للتجمع هو حاجز أمام محاولات الأسرلة وهندسة القيادات العربية كما يحلو لغانتس ولابيد التي تعصف بشعبنا والتي مع الأسف يتدحرج البعض من أبناء شعبنا إليها.

اليوم أنا ناشطة في الحركة الطلابية للحزب، حتى اليوم في كل مؤتمر، معسكر أو يوم دراسي تتم مناقشة خطاب الحزب وآليات تطويره، هذا ما يجعله الأكثر استحقاقًا لصوت الشباب، لأنه بالفعل صوتهم، لأنه حزب متجدد، ولكن بوصلته ثابتة.

نصوت للتجمع لأجل الحفاظ على هويتنا القومية ومواطنتنا الكاملة وتعزيز دور الشباب في السياسة والنشاط المجتمعي.


كاتبة المقال: مرح أمارة (25 عاما) من كفركنا، خريجة مدرسة "دون بوسكو" في الناصرة، ناشطة اجتماعية وسياسية وتحمل اللقب الأول في مجال الحقوق من المركز الأكاديمي "شعاري مشباط".

مرح أمارة

(25 عاما) من كفركنا، خريجة مدرسة "دون بوسكو" في الناصرة، ناشطة اجتماعية وسياسية وتحمل اللقب الأول في مجال الحقوق من المركز الأكاديمي "شعاري مشباط"

شاركونا رأيكن.م