ليس هدف هذا العنوان الاستحواذ على انتباهكم وإثارة فضولكم فحسب، بل هي دعوة للتفكير الإبداعي والناقد حول سبل التعامل مع جميع الفجوات الحياتية في ظل سوق عمل عصري ومتجدد! 

إذاً، فليصبحوا ضفادع، ليست كتلك التي نعرفها من وحي القصص والخيال، ولا تلك المهووسة بتقبيل الأميرة والعيش بسلام وأمان، إنما تلك الضفادع القادرة على القفز بعيداً وتخطي عدة خطوات ومعيقات.  

يدور الحديث مؤخراً حول العديد من التغييرات والتجديدات التي يشهدها سوق العمل وقد نشرت عدة تكهنات وتنبؤات حول طبيعة سوق العمل العصري، أبرزها تقارير المنتدى الاقتصادي العالمي ومركز الأبحاث التابع لدول ال OECD وكتابات "الخبير المستقبلي" توماس فري التي أنصح بمتابعتها. 

 إذاً، نشهد جميعاً واقع عمل جديداً ينتج عن التطورات التكنولوجية المتسارعة وحالة التشويش البارزة التي أتت بها جائحة كورونا. هذه التغيرات تفرض على الشباب العربي ضرورة الاستعداد بشكل جدي لسوق العمل العصري والمستقبلي، من خلال اكتساب المهارات والقدرات التي تجعله قادراً على المنافسة والتميز والتطور المستمر.

بات واضحاً اليوم أن لما يسمى بـ "المهارات الخارقة" (Power Skills) أهمية بارزة، وهي تلك التي كانت تعرف بـ "المهارات الناعمة" (Soft Skills) ولم تعد كذلك. لذا، علينا العمل بجد على تطوير المهارات الشخصية والاهتمام بها، لأنها تساهم في زيادة فرص الانخراط والنجاح في سوق العمل، ومن أهمها:  

  • مهارات التواصل والتفاعل مع الآخرين. فالعمل الفردي أصبح خارج اللعبة ويتربع العمل الجماعي على العرش.  

  • القيادة واتخاذ القرارات. في ظل بيئة عمل غير هرمية يتطلب فيها من كل فرد العمل بوتيرة عالية دون الرجوع لأخذ الإذن ممن يملك الصلاحية والخضوع للمساءلة لاحقاً حول ماهية القرار والمعلومات التي تم الاستناد عليها.  

  • مهارات التفكير الإبداعي ومهارة حل المشكلات، أصبحت إلزامية في طبيعة عمل متغيرة تحتاج إلى حلول مبتكرة وغير اعتيادية.  

  • ولا بد من التطرق إلى مهارات التعلم والتطور المستمر، فالمعرفة أصبحت كنزاً مهدداً بالانقراض، ولا بد من توسيعها ومواكبة كل ما هو جديد والتشكيك بمدى صلاحية ما تعلمناه في السابق لمواجهة تحديات المستقبل.

من تجربتي ومتابعتي لهذا المجال أنا على يقين بأن الجيل الشاب قد سئم النقاش حول تقليص الفجوات، بغض النظر حول مدى أهميته وشرعيته، وبات مشغولاً اليوم بالوصول لفرص عمل قد تبدو لنا من وحي الخيال، كمرشد للسياحة الفضائية أو كخبيرة روبوتات تقود الثورة الصناعية الرابعة - طموحات كهذه تتطلب منه القفز بعيداً، كالضفادع تماماً:)

فادي العبرة

مؤسس شريك ومدير عام شركة TALENTEAM لتوظيف الأكاديميات والأكاديميين العرب

شاركونا رأيكن.م