نتائج تقرير مراقب الدولة الذي صدر في أيار 2023 يشير الي أن أن 30% من الشباب العرب عاطلين عن العمل. هذا المعطى يعني أن سوق العمل لا ينقصه الا أنتم! أنتم الشباب بمهاراتكم، فكركم وعزمكم وطاقاتكم الشبابية. فجيل الشباب (18- 35) لديه الكثير من القرارات لاتخاذها والتي من شأنها أن تحدد وتؤثر على مستقبلهم. من بينها تلك المتعلقة باندماجهم في مجال التعليم - ان كان التعليم الأكاديمي أو التأهيل المهني - مجال العمل، مكان العمل، المسكن وحتى الارتباط او الزواج.
إضافة لذلك، للشباب دور مهم في المجتمع، من خلال اندماجهم بسوق العمل ونشاطهم التطوعي، هم يساهموا في توظيف المعرفة والطاقات الشبابية لصالح مجتمع مفكر، مدبر، سويّ ومثقف. اندماج الشباب يساهم أيضا في رفع مستوى وانتعاش الاقتصاد، يقلل من العنف، يخلق اختلاف وتنوع بالمجالات في سوق العمل ويطور المجتمع

حتى مرحلة الثانوية الإطار الذي يستحوذ على وقت الشباب وطاقاتهم هو الإطار المدرسي الذي يكون محدد مسيّر نسبيا له قواعده وقوانينه الواضحة المتطابقة لدى الجميع، أما مع وصولهم للمرحلة الثانوية فتبدأ التحديات الأولى المتعلقة باتخاذ القرار بشأن انتسابهم لتخصصات معينه وهذا القرار يجسد الخطوة الأولى المصمِمة - الى حد ما - لمراحلهم المستقبلية بكل ما يخص توجههم الأكاديمي أو المهني.

 هناك تحديات ومعيقات التي تؤثر على اختيارات الشباب العرب لمجالات التعليم والتأهيل ومن ثم الانخراط في سوق العمل، منها سياسي اجتماعي وشخصي. من خلال المقال سوف أخص بالذكر وأتطرق للتحديات والمعيقات الشخصية أكثر والتي يسهل معالجتها والتعامل معها لكون غالبيتها في دائرة التأثير الخاصة بنا ويمكننا التعامل معها بشكل مباشر من خلال ادراكها والاخذ بأساليب تمكننا من تفاديها.  بعض من أبرز الأسباب والعراقيل التي ألمسها بالميدان، بحكم عملي كمختصة في مجال الموارد البشرية، هو عدم انكشاف الطلاب بشكل كاف على مجالات التعليم والعمل بجيل مبكر أي قبل المرحلة الثانوية، الاختيار العشوائي لمجالات التعليم الأكاديمي أو المهني، والتأثر التلقائي بمجالات التخصص الشائعة بالبيئة المحيطة بالطالب.

أما بخصوص المعيقات لانخراط الشباب في سوق العمل، فبعضها بنسب لعدم التوافق بين مهارات الشباب والمهارات المطلوبة في سوق العمل، الاختيار غير السليم لمجال التعليم الذي يؤدي بالشباب التعلم لمدة ثلاث سنوات وأكثر على كل ما بترتب عليه الأمر من تبذير للموارد ومن ثم التخرج وعدم القدرة للاندماج بسوق العمل، الى جانب الأجور المتدنية التي لا تتوافق مع احتياجات الشباب واستثمارهم الأكاديمي وخبرتهم المهنية. بحسب تقرير مراقب الدولة الأخير فان 56% من العاطلين عن العمل من ذوي التعليم المتدني، و22% من ذوي الإشكاليات اللغوية في العبرية، و27% لديهم صعوبة بمهارات الحاسوب، كما ان 38% من النساء هن عاطلات عن العمل بسبب ظروف عائلية تمنعهن من إيجاد فرص والاندماج بسوق العمل.

المطلوب لتأهيل وتوظيف الشباب:

  • الاستثمار باللغتين المحكيتين العبرية والانجليزية، وعلى وجه الخصوص العبرية.

  • دمج برامج في إطار المدرسة، تكشف الطالب على المهن والوظائف في سوق العمل إن كان من خلال أبحاث مدرسية أو مهام يومية او زيارات ميدانية لأماكن عمل.

  • تطوير ما يسمى ب"المهارات الناعمة" لدى الطلاب ضمن الإطار المدرسي في المرحلة الثانوية منها: اتخاذ القرارات، التفكير النقدي، حل الإشكاليات، إدارة الوقت وغيرها.

  •  التوجيه المهني الوظيفي لخريجي المرحلة الثانوية لتسهيل اندماجهم بمجالات التعليم التي تتناسب مع انماطهم الوظيفية وميولهم المهنية.

  • التدرب على كتابة سير مهنية تعكس قدرات المرشح للوظيفة وتتلاءم معها.

  • الاستعداد المسبق لمقابلات العمل ودراسة خلفية المؤسسة المرغوب الترشح لها.

يشار الى أن هذه الخطوات أولية وأساسية، وأن هناك غيرها التي لا تقل أهمية وتتطلب تسليط الضوء عليها والأخذ بها.

كلمة لا بد منها للمشغلين

اليكم لمحة بسيطة وتفاصيل أولية حول كيفية الحفاظ على الموظفين فور اندماجهم بسوق العمل.

  • دمج سلس الذي يمكن الموظف أن يتعرف على المؤسسة، طبيعة عملها، مهامها، ودوره الوظيفي بإطارها.

كيف يمكن ان نحقق ذلك؟ من خلال اندماج سليم عند مشاركته بالوصف الوظيفي، عقد جلسة ملاءمة توقعات، تحديد معاير النجاح للوظيفة، تدريبه بالمؤسسة من خلال مرافق من قبل الطاقم.

  • تخطيط المسار الوظيفي

تعريف وتنسيق المسار الوظيفي للموظف مع بداية اندماجه بالعمل. المسار الوظيفي يشمل تطوير مهارات الموظف وتمكينه من حيث الأدوات والمهارات بحسب احتياجاته ومما تتطلبه الوظيفة. إضافة الى تحديد سلم التقدم الوظيفي باشراك الموظف واطلاعه على الأمر.

  • منح صلاحيات وظيفية

منح الصلاحيات اللازمة وتوضيحها للموظف ليتمكن من أداء عمله بشكل سلس ومهني لتحقيق أهداف الوظيفة وإنتاجية أفضل.

  • تقييم، "تغذية مرتدة"، وتقدير

إجراء تقييم مرحلي الذي يوضح للموظف تطوره بالمؤسسة، نقاط القوة الخاصة به والنقاط التي تحتاج للتحسين، العمل مع الموظف على تحسينها من خلال خطة عمل يتابعها الموظف مع مديره. الى جانب تقدير انجازات الموظف وانتاجيته وتحقيق أهداف الشركة - بشكل منفرد وجماعي.

لا شك أن هناك طرق وآليات أخرى اضافيه للحفاظ على استمرارية الموظف داخل المؤسسة وتقدمة الوظيفي مما سيعود بالفائدة عليه وعلى المُشغل والتي أيضا يجب أن تؤخذ في عين الاعتبار بيئة العمل والثقافة التنظيمية، الى جانب ضرورة ملاءمة الانماط الوظيفية لما بات بعرف بأجيال الZ ,Y,X .

مروة مجادلة بدران

مستشارة تنظيمية ومختصة في مجال الموارد البشرية

شاركونا رأيكن.م