بناتي شعرُهن طويل، وعمرهنّ كان أقصر!

شهادة عن امرأة (س.ح)، 45 عامًا، من منطقة الرمال، تُحرم من توديع ثلاثة من بناتها، كونها ذهبت لزيارة أختها المريضة في مصر قبل اندلاع الحرب وتركت أطفالها التسعة في البيت مع زوجها في منزلهم في منطقة الرمال في مدينة غزة.

طلب جنود الاحتلال إخلاء منطقة الرمال، توجهت عائلتها إلى بيت أخت الزوج في منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة بناءً على طلب قوات الاحتلال التحرك من شمال وادي غزة إلى جنوبه.

وفي يوم 15/10/2023 الساعة 1:15 صباحًا تم استهداف منزل (خ.ح) الذي ضمّ عددًا كبيرًا من النازحين من عائلة (ح) مما أدى لاستشهاد 11 فردًا من عائلة (ح) وأربعة أشخاص من العائلة الثانية.

وبناتها الشهيدات هن، (أسماء) 17 عامًا، و(يسرى) 10 أعوام، و(شام) 8 أعوام، وإصابة باقي أفراد الأسرة بجروح متفاوتة.

تشعر الأم بحرقة في قلبها بسبب بعدها عن أطفالها في هذه الظروف الصعبة، وهي تستذكر ذكرياتها مع بناتها، وخاصة أن إحدى بناتها قد أرسلت لها رسالة قبل ساعات بسيطة تطلب منها أن تسامحها إذا قصرت أو لم تسمع كلامها أو قد "أزعلتها" بتصرف ما في أحد الأيام.

يمتاز أبناؤها بقدرتهم الجميلة على إلقاء الشعر والخطابة، وهذا الأمر ورثوه عن والدهم وهو معروف على مستوى قطاع غزة بقدرته الجميلة على إلقاء الشعر والخطابة في الجماهير.

وكانت الشهيدة أسماء 17 عامًا تحلم أن تصبح طبيبة حيث درست اللغة الإنجليزية في مدارس خاصة لتصبح أقوى في هذه اللغة لتحصل على علامات متفوقة تستطيع بها أن تدرس الطب مثل باقي أفراد أسرتها.

وامتازت البنات بالشعر الطويل الجميل فضلًا عن التميز في الدراسة والتفوق وحفظ الشعر والقرآن مع حرية التحدث وإبداء الآراء، حيث كانت أسماء تعتبر مناظرة في أي حديث يتم فتحه وقد طورت هذه القدرة من خلال المشاركة في مسابقات المناظرات في المدارس وقد حصلت على عدة جوائز لتفوقها بالحديث وإبداء الرأي والمناقشة بطريقة علمية.

ومازالت الأم (س) تحلم كل ليلة ببناتها، ورغم عودتها إلى غزة خلال فتح معبر رفح البري، لكنها لا تستوعب فقدان بناتها فهي تتألم كل ثانية على فقدانهن والأصعب عدم توديعهن، مع متابعة علاج باقي بناتها اللاتي أصبن بعدة إصابات متفرقة في أجسامهنّ.



تم إرسال الشهادة من خلال مركز شؤون المرأة- غزة في تاريخ 23.12.2023

تنشر هذه الشهادات بالتعاون مع جمعية السوار، التي تعمل منذ فترة على مشروع لتوثيق شهادات نساء فلسطينيات من غزة.

تصوير: عبد الرحمن زقوت.

شاركونا رأيكن.م