جرائم الاستيلاء على أراضي النقب

النقب: ما يسمى ""بمنطقة قضاء بئر السبع""، الذي يتبع إلى لواء غزة في أيام عام 1948، وهي منطقة شاسعة وكبيرة وتشكل نصف فلسطين التاريخية 12 مليون دونم من أصل 24 مليون دونم

في عام النكبة عام 1948م، كان عدد سكان النقب 112 ألف مواطن من العرب، بعد أن سقطت بئر السبع هجر ما يقارب 100 ألف وبقي في النقب 12 ألف مواطن فلسطيني، وهؤلاء المواطنون جمعتهم العصابات الصهيونية من كل أنحاء النقب، الغربي والجنوبي وتم وضعهم في منطقة السياج المحصورة بين مدينة بئر السبع عراد ديمونة وعودة إلى بئر السبع.

ووضعوهم تحت الحكم العسكري الذي استمر من عام 1948 حتى عام 1966، حيث هجر هؤلاء من جميع أنحاء النقب وتم ووضعوهم تحت الحكم العسكري بالإضافة للناس المتواجدين فيها من قبل.

عام 1966 رفع الحكم العسكري عن العرب الفلسطينيين المتبقين وحينها قام الناس بالخروج إلى مناطق أخرى من أجل العمل والعيش وتوزعوا في باقي البلاد.

اليوم نتحدث عن 320 ألف عربي فلسطيني يعيشون في النقب من مجموع أقل من مليون شخص يعيشون في النقب، منهم 68% من اليهود و32% من العرب الفلسطينيين

كل الأراضي التي كانت تتبع للغائبين والذين هجروا عنوة بقوة السلاح إلى الأردن بالأساس سجلت على اسم الدولة، هنالك ما يقارب مليون شخص سبعاوي يعيشون في الأردن

هنالك 400 ألف شخص فلسطيني يعيشون في قطاع غزة كما أن هنالك 60 ألف نقباوي يعيشون في الضفة الغربية. إن مأساة الهجرة كانت كبيرة لدرجة أنها قامت بتشتيت العائلات الفلسطينية، فلا يوجد عائلة إلا وفيها مهجرون منها في الشتات.

إن الصراع الدائر اليوم وما ترونه في الإعلام العالمي والمحلي يدور على أقل من 5 % من أراضي النقب التي يمتلكها العرب، وإن 95% تم وضع اليد عليها من قبل الدولة.

الحرب القائمة هي على أقل من الـ 5% من أراضي النقب، وتريد سلطات الاحتلال الإسرائيلي السيطرة عليها

بعد أن تم منحهم الجنسية الإسرائيلية قامت سلطات الاحتلال بإنشاء 174 مستوطنة وقرية زراعية وقرية تعاونية ومدينة وعدة أشكال استيطانية لليهود فقط، حيث أقاموا للعرب 7 مجمعات فقط، وهي ليست قرى حيث إنها تفتقد للبنى التحتية والحياة، وهي عبارة عن أماكن للنوم فقط، في الصباح يخرج للعمل في أماكن بعيدة، في القرى والمدن اليهودية وفي المساء يعودون للنوم فقط

إن عدم توفير بنى تحتية اقتصادية لهؤلاء الناس يجعلهم يعيشون لكي يعملوا كالعبيد ويرتبطوا ارتباطا متينا جدا مع الاقتصاد الإسرائيلي، واليوم تم الاعتراف بـ 11 قرية أخرى، ولكنه اعتراف منقوصا بحكم أن إقامة منطقة لتجميع الناس عبارة عن مخيم أو قرى بدون أي مقومات حياتية وهذا ما يرفضه أهالي النقب الذين يعتاشون أساسا على تربية المواشي وعلى الزراعة البسيطة والبدائية.

إن مصادرة هذا المصدر المعيشي الكريم يعني أنَّ الفلسطينيين في هذه المنطقة يعتبرون عابري سبيل أو كجالية تعيش في الخارج، وهذا ما نرفضه، نتحدث عن أقل من 5% من الأراضي التي لا نستطيع التنازل عنها أو التراجع لأننا نريد قرية تقوم بشكل ارتجالي وهذه القرية يجب أن يكون لديها آفاق للتطور.

إن الصراع مع الفكر الصهيوني هو حول الأرض والحيز فكيف نتطور إذا أقيمت قرية من 2500 قسيمة ولا تمتلك حيزا مستقبليا لل- 25 عاما، ولا يعلم مستقبل الناس فيها وكيف لقرية أن تتطور وتقام بدون أن تبني فيها مصادر للرزق وهي الزراعة، وتربية المواشي التي تعتبر المصدر الأساسي للعيش الكريم.

يوم 24 يونيو/حزيران 2013 بناء على توصية من وزير التخطيط الإسرائيلي إيهود برافر عام 2011 لمصادرة مزيد من الأراضي العربية الفلسطينية في النقب (الذي تم منذ سنوات طويلة وتم تحويله لمخطط آخر):

إن أهل النقب يعيشون صمودا منذ 73 عاما منذ بدء النكبة حيث إن مخطط برافر عام 2011 والذي كان عبارة عن إدخال الناس إلى القرى وهو يشبه المخطط الآني يريد الناس أن تعيش وتسكن ضمن المدن عنوة، وهذه المدن تفتقر إلى كافة مقومات الحياة البسيطة، حيث رفض أهل النقب وكانت الهبّة حيث تم تشكيل لجنة التوجيه العليا لعرب النقب وقامت المظاهرات في الشمال والجنوب واستطعنا في مخطط برافر تجنيد أهالي الجليل وأهالي المثلث واستطعنا أن نقوم بمظاهرات حتى في كل الدول العربية والأوروبية في نفس الوقت، بالإضافة لتجنيد الرأي العام والعالمي والمحلي والمحيط العربي أيضا، وبالتالي تم إفشال مخطط برافر، وإن المخططات المستقبلية هي أسوأ من مخطط برافر.

يرفض أهالي النقب المخططات العنصرية الإسرائيلية، أن سكان النقب لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذه الجرائم، حيث سيكون لهم تحركات مناهضة للاحتلال.

سياسة هدم البيوت مستمرة منذ سنوات طويلة، لكن سكان النقب يشكّلون أسطورة صمود منذ 73 عاما، من خلال رفضهم ترك بيوتهم وأراضيهم ورفض كل مخططات الاحتلال.

إن الدولة تواصل الضغط على المواطنين من خلال إبقائهم بلا مقومات اقتصادية ولا بنى تحتية. إن الفكر الصهيوني قائم على الاستيلاء والاستعلاء الرافض لوجود فلسطينيي النقب على أراضيهم لذلك يسعى لجلب مستوطنين وإحلالهم بدل السكان الأصليين.

إن حكومة الاحتلال تُقر برامج تشجيعية لترغيب المستوطنين واليهود بالقدوم إلى النقب، لكنها فشلت في تهجير الفلسطينيين من أرضهم. وتشكل المنطقة الصحراوية قرابة 40% من جغرافيا فلسطين التاريخية، وهي تمتد من عسقلان على الساحل الغربي لوسط فلسطين حتى رفح على امتداد حدود سيناء، وتسكنها سبع تجمعات عربية تشكل 56% من سكان النقب، الذين يتعرضون منذ إنشاء دولة الاحتلال عام 1948 فوق أنقاض المدن والقرى الفلسطينية المهجرة لجرائم استيلاء على ما يقدر بـ13 مليون دونم من أراضيهم التي يسكنها 35 تجمعا.

وكانت حكومة كيان الاحتلال الاسرائيلي قد كثفت منذ كانون الثاني يناير من هذا العام من عمليات تجريف أراضي المواطنين البدو في النقب بحجة زراعة الأشجار الحرجية في أراضي الدولة التي تعتبر أن البدو غزوها واستولوا عليها عنوة، فيما قوبلت هذه العمليات بهبة جماهيرية ضخمة توجت بمظاهرة حاشدة على مفرق قرية سعوة التي تعرضت للهجمة، ما أدى إلى اندلاع مواجهات بين المواطنين العرب في النقب وقوات الشرطة التي عمدت إلى قمع احتجاجاتهم بالقوة المفرطة واعتقلت عددا كبيرا من المشاركين والمتضامنين من النقب لا يزال العشرات منهم في المعتقل حتى اليوم ، وبالتالي اضطرت الحكومة الإسرائيلية والكاكال بعدها إلى تجميد عمليات التجريف والتحريش.

تصوير: وليد العبره."

جمعة الزبارقة

رئيس "لجنة التوجيه العليا لعرب النقب" وعضو كنيست سابق وعضو المكتب السياسي للتجمع الوطني الديمقراطي

شاركونا رأيكن.م