إستراتيجية نتنياهو لقمع الصوت العربي وجديد هذه الانتخابات!

يفعل نتنياهو كل ما بوسعه لقمع الصوت العربي. خسر نتنياهو في انتخابات العام 1999 وفي الانتخابات الأربع الأخيرة مرة تلو الأخرى لمجرد أن خرج العرب من بيوتهم للتصويت. منذ 15 عاما وأنا أتابع جهود نتنياهو لسحق قوة المواطنين العرب السياسية. اختلفت الأساليب والهدف العنصري واحد: إبقاء العرب في بيوتهم يوم الانتخابات لأن نتنياهو يريدهم خانعين ضعفاء، لا أصحاب صوت وسلطة سياسية تعيق فوزه في الانتخابات.

بدأ هذا مع رفع نسبة الحسم في انتخابات العام 2014 لإلقاء الأحزاب العربية خارج الكنيست. لم ينجح نتنياهو بهذا حتى الآن لكن الأحزاب العربية تواجه في المعركة الانتخابية الحالية خطرًا حقيقيًا بعدم تجاوز نسبة الحسم ليتجرد العرب من أي سلطة أو نفوذ سياسي - وهو ما يرمي إليهنتنياهو بالضبط.

في الانتخابات الأولى، في نيسان/أبريل 2019، أمر نتنياهو بوضع 1300 كاميرا في صناديق الاقتراع في البلدات العربية فقط لإرهاب المواطنين العرب وتخويفهم. لم يصَب معظمهم بالذعر وتوجهوا إلى صناديق الاقتراع ومنعوا فوزه في الانتخابات.

في الانتخابات الثانية، في أيلول/سبتمبر 2019، علِّقت في البلدات العربية لافتات تشجع على الامتناع عن التصويت في إطار حملة لمحاربة التصويت بتمويل يمينيين متطرفين بتوجيه مبطن من القائد (نتنياهو). باءت هذه الجهود أيضًا بالفشل: توجه المواطنون العرب إلى صناديق الاقتراع ونتنياهو لم يفزْ.

في الانتخابات الثالثة في آذار/مارس 2020، موّل الليكود حملة إعلانية تحريضية ضد القائمة المشتركة في الصحافة العربية لإبقاء العرب في بيوتهم. فتِحت في هذه الانتخابات أيضًا عشرات الحسابات المزيفة على فيسبوك عملت بشكل مكثف لقمع المصوتين العرب في الانتخابات. من موّل هذه الحملة أيضًا كان يعمل وفقًا لتوجيهات مبطنة من القائد.

لنتنياهو وسيلة ذكية وخبيثة أخرى لقمع المصوتين: طالما ادعى، هو ووزراء الليكود، لسنوات عديدة وفي الحملات الانتخابية الأخيرة، أن أعضاء الكنيست العرب لا يعملون لصالح للمواطنين العرب.

يمكنني بهذا الشأن أن أدلي بشهادة شخصية: تواجدت على مدى أكثر من عشر سنوات في أروقة المكاتب الحكومية والكنيست حيث وضِعت سياسات الحكومة تجاه المواطنين العرب وأديرت النضالات من أجل حقوقهم. تواجد أعضاء الكنيست العرب، من كافة الأحزاب، في كل من تلك الأماكن، وكان حضورهم بارزًا ومهمًا في قيادة شجاعة ومهنية للنضال ضد التمييز والعنصرية. السبب وراء نشر نتنياهو المتعمد لهذه الأكاذيب، بما في ذلك كلامه في مقابلات في وسائل الإعلام العربية، هو في غاية البساطة: إقناع المصوتين العرب بالتزام بيوتهم يوم الانتخابات.

استراتيجية نتنياهو لقمع المصوت العربي في هذه الانتخابات مختلفة تمامًا، حيث أنه يعمل على تنويمهم بغية إبقائهم في المنازل ومنعهم عن التصويت. خطط نتنياهو، وهو آخذ بتنفيذ خطة مزدوجة: يعمل نتنياهو وراء الكواليس لقمع تصويت العرب بطرق ملتوية مختلفة، لكنه توقف، مؤقتًا فقط وبشكل مدروس تمامًا، عن تحريضه المستمر ضد العرب، بل حتى أنه يفعل العكس: ينشر نتنياهو مقاطع فيديو باللغة العربية يخاطب فيها المواطنين العرب، مخبرًا إياهم كم هو جيد لهم ويعدهم بأنه سيحرص على حل مشكلة الجريمة في الشارع العربي إن انتخبوه. قد يعتبر نتنياهو العرب أغبياء لن يلاحظوا أنه توقف عن التحريض ضدهم بمجرد أن بدأت الحملة الانتخابية، وأنهم نسوا السنوات العشر التي كان يحرض فيها ضدهم باستمرار عندما كان رئيسًا للوزراء وأنه تجاهل الجريمة المستشرية في المجتمع العربي تمامًا. قد يعتقد نتنياهو أيضًا أن المواطنين العرب قد نسوا قانون القومية الذي قاده حتى يكون من الواضح للجميع أن المواطنين اليهود هم العرق الأعلى في الدولة وأن العرب مواطنون من الدرجة الثانية. لكن العرب لم ينسوا.

هذه قائمة جزئية لدسائس نتنياهو والليكود لقمع الصوت العربي وهناك أمور أخرى كثيرة ما زلنا لا نعرف أنه يقوم، أو سيقوم بها، حتى الانتخابات. اختلفت وسائل نتنياهو لكن هدفه العنصري واحد: قمع المصوتين العرب، لسلبهم النفوذ السياسي والتأثير على الواقع، والحفاظ على الفوقية اليهودية، وضمان عودته إلى الحكم.

تشير البيانات من الأيام الأخيرة إلى ارتفاع في نسبة التصويت المتوقعة لدى المواطنين العرب. إن استمرّ هذا الارتفاع، ستجتاز الأحزاب العربية نسبة الحسم وستدخل الكنيست، ما سيفشل محاولة نتنياهو لإسكات العرب مجددًا ويجعله يخسر الانتخابات.

رون جيرليتس

المدير التنفيذي ل"مركز آكورد - علم النفس الاجتماعي للتغيير الاجتماعي" في الجامعة العبرية في القدس

شاركونا رأيكن.م