أمراض السرطان في المجتمع الفلسطيني في إسرائيل- أكثرها شيوعا، أسبابها والمطلوب للتغلب عليها

السرطان هو عبارة عن خلل جيني في الخلية، حيث تفقد الخلية القدرة على التوقف عن التكاثر. هناك عوامل وراثية تؤدي إلى السرطان بالإضافة إلى عوامل بيئية تعود إلى نمط الحياة، الغذاء، جودة الهواء والتدخين.

لذلك بما أنه لكل شعب خصائصه الوراثية، والنمط الحياتي الخاص، فإن ذلك يؤدي إلى اختلافات في نسبة الإصابات في الأمراض السرطانية والاختلاف في أنواعها بين الشعوب المختلفة.

في مجتمعنا العربي، لم تحدد الابحاث حتى الان اية عوامل وراثية خاصة والتي قد تؤدي إلى انتشار السرطان، ولكن هناك في الآونة الأخيرة عدة أبحاث تحاول إيجاد أسباب وراثية لانتشار سرطان الثدي بشكل واسع ولدى فئات عمرية أكثر فتيه مقارنة بالمجتمع اليهودي.

هنالك عوامل بيئية وحياتية مميزة بدى المجتمع العربي، فالمجتمع العربي بغد في مرحلة انتقالية ما بين الحياة التقليدية للحياة الحديثة. هذا ما نراه في الانتقال للحياة العصرية السريعة مع تغيير في عادات الحركة والتغذية التي ترتكز بالأساس على النمط الغربي.

بالإضافة إلى ذلك نسبة التدخين المرتفعة جدا عند الرجال العرب، إذ تصل هذه النسبة إلى حوالي 40% وهي من النسب المرتفعة حدا عالميًا. التدخين مسؤول عن أكثر من 50% من خالات السرطان بشكل عام.

بناءً على ما تقدم، فإن سرطان الرئة هو السرطان الأكثر شيوعًا في المجتمع العربي خلافا لصورة الحال في المجتمع اليهودي، وهذا يؤدي إلى ارتفاع في نسبة الموتى نتيجة لهذا المرض الفتاك.

بالإضافة إلى سرطان الرئة، فكما ذكر سابقا فإن هناك نسب مرتفعة في سرطان الثدي لدى النساء العربيات في اجيال مبكرة واقل بحوالي 10 سنين مقارنة بالنساء اليهوديات. بالإضافة فإن هذا النوع من السرطان يكتشف لدى النساء العربيات بمراحل متقدمة أكثر ومن هنا فإن نسبة الشفاء تكون اقل.

من هنا، وبسبب خصائص المجتمع العربي، فإن هناك العديد من التحديات والعقبات للوصول إلى نتائج علاجية أفضل في مجتمعنا العربي.

بداية، حتى الان ليس لدينا معلومات كافية عن العوامل الوراثية لسرطان الثدي لدى النساء العربيات، كما هو الحال لدى النساء اليهوديات من نفس الفئة العمرية. الخلل الجيني المسمى BRCA هو طفرة جينية وراثية والتي تترافق مع سرطان الثدي وسرطان المبيض لدى النساء اليهوديات. لذلك فإن لدى النساء اليهوديات هناك فحص جيني خاص لمتابعة وتعقب هذا الجين بينما ليس هناك جين محدد لدى النساء العربيات والذي يمكن فحصه للحصول على معلومات وراثية عن السرطان.

المشكلة الثانية التي تميز مجتمعنا هي قضية التدخين وخطط مكافحته في المجتمع العربي. التدخين هو آفة مجتمعية ضارة، وتشير الإحصائيات إلى أن ما يقارب 40% من الرجال العرب هم مدخنون، وبذلك فإن نسبة الإصابة بسرطان الرئة عند هذه المجموعة هي مرتفعة جدا وتؤدي إلى عدد وفيات مرتفع.

برامج الإقلاع عن التدخين متوفرة في صناديق المرضى وهي تعتمد بالأساس على علاجات نفسية ودوائية متطورة. المشكلة لدينا في المجتمع العربي هي عدم تقبل فكرة العلاج بسبب قلة التوعية والشرح وعدم وجود برامج أكثر تطورًا الموجهة خصيصًا للمجتمع العربي مع الاخذ بعين الاعتبار كل خصائص المجتمع الثقافية والاجتماعية.

المشكلة الأخيرة التي أريد التوقف عندها هي منالية العلاج والوصول إلى التشخيص المبكر، وبالتحديد في المناطق العربية في النقب، حيث لا تتوفر دائما الخدمات الصحية المطلوبة، ما يفرض على المريض السفر لعدة ساعات لتلقي خدمات صحية أو علاجية، مما يؤثر سلبًا على فرص التشخيص المبكر وبالتالي على نتائج العلاج.

لذلك، على السلطات المعنية الاخذ بعين الاعتبار كل هذه الفوارق والفجوات والعمل بصورة موضوعية وجدية على تقليصها.

د. عبد اغبارية

محاضر في كلية الطب في معهد "التخنيون" ومدير قسم الأورام في مستشفى "بني تسيون" في حيفا

شاركونا رأيكن.م