صحة الأسنان- مؤشر للصحة العامة

الحفاظ على صحة الفم والأسنان يُعد مؤشّرًا للصحة الجيدة، لذلك يجب الاهتمام بها وإدراك مدى أهميّتها.

للأسنان وظائف عدّة ومهمة في حياة الإنسان، من أهمّها:

1. تساعد الأسنان في عملية الهضم الميكانيكية المتمثلة بتقطيع الطعام لتسهيل هضمه.

2. للأسنان وظيفة جمالية من خلال الأسنان السليمة المنتظمة.

3. للأسنان وظيفة مهمة في النطق والكلام ولفظ الحروف والكلمات بشكل سليم.

4. تلعب الأسنان دورًا مهما في التغذية والحفاظ على نظام صحي متوازن.

هناك عدّة أسباب لأمراض الفم والأسنان وأهمّها تسوّس الأسنان، ومن أجل الحفاظ على صحة الفم والأسنان من الضروري التشديد على فرك الأسنان مرتين يوميّا على الأقل والاهتمام بتغذية سليمة بعيدة قدر الإمكان عن تناول الحلويات والسكاكر وزيارة طبيب الأسنان للفحص مرة كل ستة أشهر ""درهم وقاية خير من قنطار علاج"".

يُعتبر الوضع الاقتصادي الاجتماعي للمواطنين مؤشرًا على مدى انتشار تسوّس الأسنان، ففي المجتمعات الفقيرة تُعتبر نسبة تسوّس الأسنان هي الأعلى حسب الإحصائيات والدراسات التي أجريت حتى الآن في مجال طبّ الأسنان. ولهذا فإن المجتمع العربي في البلاد يعاني أكثر بكثير من المجتمع اليهودي في نسبة المرضى بتسوّس الأسنان حيث تصل النسبة إلى حوالي تسعين بالمئة، في حين تصل نسبتها في الوسط اليهودي إلى حوالي خمسة وسبعين بالمئة.

في العام 2010 قامت الحكومة في البلاد بضم علاج الأسنان للأطفال حتى جيل 18 والمسنين من جيل 75 وما فوق إلى قانون الصحة الإلزامي، وكان لجمعية أطباء الأسنان العرب دور مهم في إنجاح هذا القانون لما فيه من خدمة للشرائح الفقيرة التي يُعتبر الكثير منهم من المجتمع العربي.

علاجات الأسنان في غالبيتها الساحقة في البلاد يقوم بها القطاع الخاص، والقطاع العام (الدولة) تقوم بجزء بسيط جدًّا. وفي بعض الدول في العالم تقوم الدولة بتمويل جزء كبير من علاجات الأسنان لما يحمله هذا العلاج من تكاليف باهظة الثمن. ولهذا فإن جمعية أطباء الأسنان العرب طالب وما زالت تطالب بأن تتدخل الدولة في هذا الموضوع وتأخذ على عاتقها ضم شرائح أكبر ضمن العلاج المجاني.

علاجات الأسنان:

  • تسوّس الأسنان

  • علاج العصب

  • علاج التهاب وأمراض اللثة

  • زراعة الأسنان

  • تقويم الأسنان

علاج الأسنان المصابة بالتسوّس:

كلّما تم اكتشاف تسوّس بالأسنان بصورة مبكرة كان العلاج أسهل وأنجع.

1. في التسوّس البدئي الذي يصيب طبقة الميناء أو إذا تقدم إلى طبقة العاج يُعالَج معالجة محافظة ويتم ذلك عادةً بإزالة التسوّس ومن ثمّ حشو السن بمواد خاصّة بذلك.

2. في التسوّس المتقدّم والذي يصل إلى لُبّ السّن يتطلّب الأمر معالجة لبّية (علاج عصب).

3. في حالة إهمال معالجة جذور الأسنان (علاج عصب) قد يحدث تعفن في عصب السن ومن ثم ظهور خراج يحتاج إلى معالجة أطول أو قد يؤدي إلى قلع السن في بعض الأحيان.

علاج العصب:

عندما يكون النخر في طبقة الميناء لا يعتبر مؤلما حال حدوثه ولكن ما إن وصل الطبقة التي تلي الميناء وهي العاج فإنّ العصب يعطي إشارات تحذيرية في شكل آلام متقطعة تزول بزوال المؤشر الخارجي مثل السوائل الباردة والحارة والسكريات. ولكن عندما يهمل المريض هذه التحذيرات فيصل التسوس إلى لب السن مسببا تلفا للعصب وتقوم البكتيريا بالتكاثر داخل السن مسببة التهابات أو خراج. والخراج هو عبارة عن تقيحات وخلايا تالفة وفضلات البكتيريا.

يمكن أن يسبب هذا الخراج أو الالتهابات آلامًا حادة جدا، كما يمكن أن يسبب تورمًا أو انتفاخًا جرثوميًّا يمكن أن ينتشر في الوجه أو الرقبة وذوبان العظم المحيط حول السن.

أمراض والتهابات اللثة:

اللثة الصحية تمنح إغلاقا طبيعيا بين السن وأطراف اللثة وتحمي النسيج الحساس الموجود تحتها من الجراثيم والتغييرات الكبيرة في درجة الحرارة.

اللثة السليمة: تبدو بلون زهرية واضحة المعالم، العظم المحيط بالكامل بجذور الأسنان، الأسنان ثابتة.

في حال وجود التهابات حادة وتقيّحات في اللثة يتم استعمال المضادات الحيوية التي تزيل الالتهابات الحادة.

استعمال المضمضة التي تحتوي على 0.2% chlorohexidine تساعد على تخفيف كمية الجراثيم وعلى تخفيف النزيف الدموي أثناء عملية التنظيف العميق للأسنان واللثة. عندما يكون عمق الجيوب اللثوية أكثر من 3 ملمتر يتم إزالة جميع الترسبات السنية وإزالة جميع الأنسجة اللثوية الملتهبة عن طريق صقل الجذور (كوريتاج).

زراعة الأسنان:

زراعة الأسنان هي عبارة عن بديل صناعي لجذور الأسنان، مصنوعة من معدن التيتانيوم النبيل الذي لا يرفضه الجسم.

حيث يحل مقام الجذور الطبيعية ويربط بها الأضراس الاصطناعية.

تقويم الأسنان:

تقويم الأسنان هو ذلك الجزء من طب الأسنان والذي يتخصص في تشخيص ومنع ومعالجة سوء إطباق الأسنان والفكين. إن ممارسة تقويم الأسنان تتطلب المهارة والمعرفة العلمية في تصميم وتطبيق والسيطرة على الأجهزة التقويمية المختلفة للوصول إلى النتيجة المطلوبة من الاطباق الصحيحة والتوازن الجمالي للوجه.

ما هي السن المثالية لبدء العمل بتقويم الأسنان؟

عملية تشخيص مبكر للحالة هي الأساس في تحديد جيل بدء التقويم.

علاج تقويم الأسنان لا يقتصر على جيل معين، وإن كان أسهل بكثير كلما كان المريض صغيرا لم يتجاوز عمر البلوغ، أي ما بين ال11-13عام حيث تكون معظم الأسنان الدائمة ظهرت وأخذت مكانتها في الفك.

ما هي المعايير أو الشروط التي يجب أن تتوفر للمريض للبدء قي علاج التقويم؟

أن يكون المريض بصحة جيدة لا تتعارض مع علاج الأسنان بشكل عام.

أن تكون حال عظام الفكين قابلة للتقويم.

أن تكون الأسنان خالية أو معالجة بالكامل من التسوس.

أن تكون اللثة خالية من الأمراض.

أن يكون المريض على درجة عالية من المحافظة على نظافة الفم والأسنان.

أن تتوفر الرغبة القوية لدى المريض للمعالجة والاستعداد الكامل للمحافظة على أجهزة التقويم ومواعيده واتباع إرشادات العلاج.

وأخيرًا درهم وقاية خير من قنطار علاج، فكما أسلفنا هناك مسؤولية فردية شخصية للمواطن في الحفاظ على صحة أسنانه من خلال التغذية السليمة ونظافة الفم والأسنان، وكذلك مسؤولية الدولة في توفير مادة الفلور من خلال مياه الشرب وفي توفير علاج وقائي وإرشادات وقائية مجانية للمواطنين خصوصًا للطبقات الفقيرة في المجتمع. وكذلك تقع مسؤولية كبيرة أيضا على طبيب الأسنان المعالج الذي يجب أن تتوفر فيه الأمانة والمسؤولية من خلال رفع معرفته العلمية والمشاركة في دورات الاستكمال والمؤتمرات العلمية والتعليم المستمر طيلة الوقت الذي يمارس به مهنته، وأن يقوم بتقديم العلاج بأفضل التقنيات والمواد والمعدات المتوفرة في سوق طب الأسنان في البلاد وتوجيه الحالات الصعبة أو تلك الحالات المرضية الخاصة إلى أخصائيين في المجالات المتعددة في طب الأسنان مثل أخصائيون في جراحة الوجه والفكين، علاجات العصب، تقويم الأسنان، طب أسنان الأطفال، ترميم الفم، طب الفم، وأمراض اللثة.

جمعية أطباء الأسنان العرب في البلاد والتي تأسست عام 2000 تقوم بتنظيم مهنة طب الأسنان في المجتمع العربي من خلال رفع الوعي الصحي السِّني للمواطنين والاهتمام بالمستوى العلمي المتقدم لأطباء الأسنان من خلال إقامة مؤتمرات علمية محلية ودولية ودورات مهنية والحفاظ على نزاهة المهنة ومنع سيطرة رأس المال على مهنة طب الأسنان والدعايات المخالفة للقانون وانتحال ألقاب غير معترف بها أو ألقاب علمية لم يحصل عليها الطبيب وكل الظواهر السلبية التي تحصل للأسف في مهنة طب الأسنان وهي قليلة، فالغالبية العظمى من الزميلات والزملاء طبيبات وأطباء الأسنان العرب على مستوى عالٍ من المسؤولية المهنية والاجتماعية للقيام بمهمتهم على أحسن وجه."

د. فخري حسن

المدير العام لجمعية أطباء الأسنان العرب في البلاد ومن مؤسسي الجمعية عام 2000. تخرّج عام 1986 من كلية طب الأسنان في جامعة صوفيا في بلغاريا ونائب المدير الطبي لكلاليت سمايل ومدير عيادتي كلاليت سمايل الناصرة وأم الفحم سابقًا

شاركونا رأيكن.م