الوالدية البديلة

هل هنالك ما يحل مكان الولادة والولد والوالد وكل المشتقات من كلمة والدية؟ وكيف لنا أن نجد البديل في الوالدية؟

في مسار حياتنا الشخصي والعائلي والاجتماعي، نأخذ في عين الاعتبار أننا سنقدم على أهم مشروع في حياتنا ألا وهو إنجاب أطفال، لكي نصبح والدين - أباً أو أماً.

حين نلد طفلاً نصبح والدين لذلك الطفل من حقيقة كوننا قد أنجبناه من صلبنا ومنحناه جزءًا من جيناتنا شكلاً خارجيًا وطباعًا داخلية. ليست هده الامور الوحيدة التي نمنحها لأطفالنا وأولادنا بعد ولادتهم، بل يتبعها الحب والتعلق والاهتمام والأمان والدعم وجميع الاحتياجات النفسية والجسدية التي من شأنها أن تزيده قوة وثقة بالنفس لكي يواجه الحياة بسلاح قوي وملائم.

وها نحن نرى أن هناك العديد من الأطفال الذين فقدوا نعمة الحياة في كنف والدين محبّين وبيت دافئ يرضيهم ويُشعِرهم بالأمان والقوة والثقة بالذات.

العائلات الحاضنة هي عائلات بديلة هدفها احتضان الأطفال الذين لا تسعفهم الظروف للعيش في أحضان والديهم البيولوجيين ويضطرون إلى الانتقال من بيت عائلاتهم، بموافقة الأخرين أو بواسطة قرار محكمة الشؤون العائلية.

الوالدية البديلة عن طريق نموذج العائلات الحاضنة هي التقاء احتياجات لدى الطفل ولدى الأهل الذين يرغبون في الدخول إلى عالم الوالدية البديلة، من خلال نموذج العائلات الحاضنة أو التبني. وهناك فرق كبير بين هذين النموذجين من الوالدية البديلة.

مصطلح "العائلات الحاضنة" يحمل في داخله مفهوم الحضن الدافئ الذي يحتاج إليه الإنسان مند نعومة أظفاره حتى نهاية حياته. أما التبني فيشمل، بالإضافة إلى ذلك، البعد الرسمي من حيث انتماء الطفل إلى العائلة المتبنّية في الأوراق الثبوتية أيضاً.

أود الحديث عن نموذج العائلات الحاضنة بشكل خاص، لما يحمله من معان كثيرة ومشاعر قوية لا يمكن مقارنتها بنماذج أخرى من الوالدية، إذ نجد فيه الحب والاحتواء والتقبل والأمان والتعاطف والتحديات والتحمل والتقارب والابتعاد في آن واحد.

الاحتضان، أو الحضانة، تعني ضم طفل/ة إلى عائلة بديلة عوضًا عن عائلته/ا البيولوجية لتكون له/ا بمثابة حضن دافئ وملجأ آمن بعد تجربة الصعوبات والتنكيل العاطفي والنفسي التي مر بها في عائلته البيولوجية.

العائلة المحتضنة عادة ما تشعر بالرضا والفخر لتوفيرها الحماية لذلك الطفل والعناية به وباحتياجاته الجسدية والنفسية وكل ما يترتب عليها من تحديات وفرح في آن واحد.

للوالدية في نموذج العائلات الحاضنة عدة إمكانيات: فهناك احتضان الأطفال، والبالغين، وهناك احتضان ذوي الاحتياجات الخاصة - العاطفية والنفسية وكذلك الجسدية. 

في كل الأحوال، الوالدان والعائلة بأكملها تتعايش مع كل طفل أو بالغ (عن طريق الحضانة) بشكل يتناسب مع وضعه واحتياجاته. وفي المقابل، عادة ما تلقى منه الحب والتقدير والحنان. 

غير أن هناك، في إطار العائلات الحاضنة، حالات من الوالدية تنطوي على تحديات، منها وضع الحدود للطفل أو تقويم بعض تصرفاته غير السوية. ولكن مع صعوبة الأمر، لا شك أن في هذا التحدي الأخير فرصة لتعزيز قوة العائلة وقدرتها على الاحتواء.

الاحتضان، بمفهومه القانوني، جاء لإيجاد وتوفير حلول للأطفال دون سن 12 سنة؛ وهو يأتي، في المقابل، بتعويض للعائلات الحاضنة على شكل مدخول شهري لضمان احتياجات الطفل من مأكل وملبس واحتياجات يومية بسيطة إضافية. أما الاحتياجات العلاجية، فيتم تغطيتها من قبل "الجمعية الحاضنة"، وفقَا للقانون. 

في الختام، الوالدية البديلة في إطار العائلات الحاضنة، أو التبني، جاءت لتعطي حلولًا للأطفال وتلبي رغبات العائلات، حيث تلتقي الحاجة مع الرغبة ويكملهما الدعم المادي، سعيًا إلى تحقيق الهدف بوصول الطفل إلى بر الأمان عند بلوغه السن القانونية وهو مزود بالأدوات اللازمة لمواجهة التحديات والتأقلم مع متطلبات الحياة. 

للمزيد حول الوالدية البديلة والعائلات الحاضنة، ندعوكم إلى زيارة موقع وزارة الرفاه الاجتماعي - قسم الحضانة والعائلات الحاضنة، للتعمق في الموضوع وفحص سبل تقديم الطلبات لمن ت/يرغب في الأمر. 

روزان عيد

عاملة اجتماعية علاجية ومفتشة لوائية في مجال العائلات الحاضنة

خولة ابو دلو
برأيي لا يوجد ما هو أسمى وانبل من وجود عائلة حاضنه تحتضن طفل أوجده القدر بلا والدين
السبت 24 حزيران 2023
חנה מתא
كل الاحترام والتقدير للسيدة روزان عيد على هذا الطرح الانساني وبخثها لهذا الموضوع المهم لما فيه من اعطاء الطفل العطف الوالدي والمحبه العائليه له
السبت 24 حزيران 2023
شاركونا رأيكن.م