عن الحراك الشبابي الطرعاني: علامة فارقة في النضال الشعبي البلدي
مبادرة شبابيّة طرعانية مُستقلة تسعى لإحياء طرعان اجتماعيًّا وثقافياً، بدأت بنشاطها قبل خمسة أعوام على يد بعض الشباب المتطوعين، ارتكزت نشاطات الحراك على مبادرات تطوعية وتقديم الدّعم والمساعدات للعائلات المستورة، من خلال جمع تبرعات من أهل الخير. توزيع الطّرود الغذائية في الشّهر الفضيل، والأضاحي في المناسبات على العائلات المحتاجة.
في السّنة الأخيرة وعلى ضوء أحداث العنف الأليمة التي عصفت في طرعان، وحالة التّصعيد من أعمال العنف الّتي طالت جميع أهالي البلدة، وأعمال تخريب الممتلكات الخاصة والعامة. تكتلت نواة جديدة من الحراك الشّبابي الّتي انضمت للحراك القائم في طرعان بهدف رأب الصّدع الاجتماعي الّذي ولد نتيجة الأحداث والتأثير على مساعي الإصلاح وتعزيز الانتماء للبلد الواحد والشعب الواحد.
بالبداية كانت اجتماعات وملتقى شبابي من مختلف العائلات والأطياف في طرعان للتعبير والحوار البناء حول ما يدور، ودورنا ككوادر شبابية في البلد التي تحلم بمستقبل مشرق لنا ولأبنائنا، لنعيد لطرعان أواصر المحبة والتآخي وحسن الجوار التي عهدناه على مر الأجيال.
نحن في الحراك نعبر عن رغبتنا من خلال الحراك في إحداث تغيير اجتماعي، نسعى إلى حياة آمنة وتغيير الواقع.
عند بدء الحراك كنا نريد التّعبير عن صرخة غضب وبأنّنا تعبنا ونرفض هذا الواقع، وننادي ونشد على مساعي الصلح والإصلاح، قمنا بالمبادرة لوقفة احتجاجية دعينا إليها أهالي البلد كافة بالإضافة لشخصيات اجتماعية اعتبارية سياسيّة ودينية ووجهاء من مجتمعنا العربي ليكونوا شريكين بحمل للمسؤولية معنا بالتأثير على إحلال السّلم، الأمن والأمان.
كانت مشاركة واسعة وجماهير غفيرة من خارج طرعان التي شاركتنا هذه الخطوة، بالإضافة إلى مشاركة حراكات شبابية من البلدات المجاورة.
كانت أهمية هذا الحراك أنه المبادرة الأولى على مستوى النّضال الشّعبي في طرعان، من جهة لاقى صدى إعلامي كبير وواسع، ومن جهة أخرى عزّز وقوى شعورنا بالوحدة وقدرتنا على التأثير على الرّغم من كلّ العراقيل والمخاوف في الطريق والأصوات المزعجة التي حاولت أن تؤثر على رسالتنا.
من خلال هذه الخطوة استطعنا أن نضع بصمة جديدة في نشاطنا البلدي وكسب الثّقة وتحديد هويتنا وميزتنا الخاصة في عملنا الجماهيري.
نحن نرى أنه من بالغ الأهمية أن تبقى قضية مكافحة الجريمة والسلاح والعنف في مركز الاهتمام الاجتماعي وأن تتصدر سلم أولويات المجتمع، من خلال حراكات شبابية داخل كل بلدة وبلدة، لأنه من الواضح أن سُلطات الدولة لن تتحرك طالما بقينا صامتين حيال هذا الواقع.
نحن نعمل على نشاطات آنية وكذلك في برنامج بعيد الأمد للمحافظة على استمرارية الحراك ولإحداث تغيير في واقع العنف داخل بلدتنا، تعزيز روح الانتماء والعمل التطوعي البلدي والمساهمة في رفع الثقافة السياسيّة لدى شريحة جيل الشباب في طرعان.
كاتبة المقال: حنان صبّاح وهي عاملة اجتماعية، وناشطة اجتماعية ومستشارة لرفع مكانة المرأة ومديرة سلطة مكافحة العنف بمجلس محلي طرعان