الحراك الفحماوي الموّحد: نموذج ملهم لحراك مؤثر

تبلور الحراك الفحماوي الموّحد جراء حالة الإحباط الّتي سادت في المجتمع العربي من دور الأدوات التّقليدية في الضغط على الشرطة في موضوع الجريمة، وجاء أيضًا ليطرح موقفًا نضاليًا شبابيًا ضد آفة الجريمة والعنف التي تعجز الشّرطة عن مواجهتها وتتخاذل في ذلك.

في الأسبوع الثّامن للمظاهرات الّتي استمرت بشكلٍ أسبوعي على مدار ثلاثة أشهر، كانت دعوة من الحراك لمظاهرة قطرية استقطبت عشرات الآلاف والتي تعد من أكبر المظاهرات الّتي حصلت على مدار العشرين سنة الماضية.
وما ميّز هذه المظاهرات والمسيرات هي وحدة الجماهير من رجل دين، وعلماني، ووطني وسياسي، كما أنَّ دور المرأة ومساهمتها كانت جبارة وعظيمة في جميع المسيرات لنعطي رسائل واضحة للمؤسسة الإسرائيلية بأنَّ العنف هو وليد سياساتكم ونهج الشّرطة المتواطئة، وهي المساهم الأوّل في انتشار هذه الظاهرة و مجتمعنا ليس بعنيف، و ثقافتنا هي ثقافة الأخوة والتّسامح والوحدة .

وهذه الّرسالة لجميع الأحزاب والحركات الوطنيّة ولجنة المتابعة بأنَّ أساليب وثقافة النّضال الكلاسيكي قد تتغيّر وأننا أمام مرحلة مهمة لرفع سقف التّحديات .

أهداف الحراك هي إعطاء نموذج للعمل الوحدوي واستمرار النّضال من خلال العمل الميداني، وبأدوات أخرى ومنها ثقافيّة وإبداعية، والتّأثير الفعلّي وتغيير النمط في أسلوب نضالنا، وإن الشّباب بقدرتهم وصمودهم سيكونون هم أساس أي معركة تواجه جماهيرنا العربيّة .

نموذج الحراك هو مثابة شرارة انطلقت ويجب أن تستمر وتؤثر في بلداتنا العربيّة ولا تختصر على بلدٍ واحد.
فالنهوض بشبابنا يكمن في آليات العمل وفكره الحر.

من هنا ندعوا الجميع احتواء واحتضان الحراك لأنه جاء من رحم الألم والمعاناة.

 


كاتب المقال: محمد خضر جبارين وهو من مؤسسي الحراك الفحماوي الموحد

محمد خضر جبارين

من مؤسسي الحراك الفحماوي الموحد

رأيك يهمنا