الطلاب الجامعيون العالقون بعيدًا عن مؤسساتهم التّعليمية في روسيا بين مطرقة قيود كورونا وسندان الاعتبارات السياسيّة!

لا تزال قضيّة الطّلاب العالقين تؤرق الآلاف من الطّلاب وعشرات الآلاف من أهاليهم، فهي تمس بشكلِ مباشر بالمستقبل الشّخصي لكلّ طالب وتمس بشكل عام بتطور المجتمع علميًا واقتصاديًا، والأخطر أنه حتى الآن لم نرَّ النّور في آخر النّفق، وربما نحن بانتظار تعقيدات أخرى مرتبطة بانتشار وباء الكورونا وظهور طفرات أخرى التي قد تؤدي إلى الإغلاق من جديد .

القضيّة ابتدأت مع بداية أزمة كورونا في آذار عام 2020 إذ اضطر الطّلاب للعودة لبيوتهم في البلاد، ومنذ ذلك الحين لم يسمح لهم في روسيا العودة إلى مقاعد الدّراسة؛ بينما طلاب الدّول الأخرى استطاعوا العودة لأنّ تلك الدّول التي يتعلمون بها سمحت لهم بالعودة إما بشكل استثنائي أو لأنها فتحت الحدود للجميع .

في روسيا ما زالت الحدود مغلقة أمام ذوي الجوازات الإسرائيليّة، بينما هي مفتوحة للعديد من دول العالم حتى المصنفة حمراء كالهند ولبنان مثلًا، وذلك لأن إسرائيل تمنع دخول حملة الجوازات الرّوسية إليها، ولهذا روسيا ترد بالمثل، وجراء هذا الموقف يعاني المئات من الطّلاب ولا يستطيعوا العودة إلى مقاعد الدّراسة، الأمر الذي يضر بمستقبلهم التّعليمي مما اضطر العشرات من طلاب السّنوات الأولى إلى ترك مقاعد الدّراسة في روسيا والبحث عن بدائل أخرى في العالم أو في إسرائيل .

نحن في رابطة الخريجين نتابع الموضوع ونتواصل مع كلّ المؤسسات الرّوسية والإسرائيليّة لحل هذه المشكلة، لأن استمرارها واستمرار التّعلم عن بعد سيعيد من جديد قضيّة النّقاش حول مستوى التّعليم عن بعد مقابل التّعليم الوجاهي، وقلقنا تحديدًا متعلق بطلاب المهن التي تطلب تطبيق عملي كالطب مثلًا وفيما إذا ستعترف إسرائيل بهذه الشّهادات لاحقًا .

توجهنا في الرّابطة بشكل رسمي للجانبين الرّوسي والإسرائيلي بطلب تجنيب الطّلاب الجامعيين من الطّرفين من الاعتبارات السياسيّة والمواقف المحدّدة من قضيّة المنع المتبادل، والسّماح لهم للعودة لمقاعد الدّراسة بأسرع وقت ممكن من أجل تقليص الأضرار المستقبليّة عليهم، وقد قمنا بإرسال الرّسائل إلى وزراء الصّحة والتّعليم العالي والتقينا وزير الخارجيّة، وتوجهنا أيضًا برسالة لنائب رئيس الحكومة الرّوسية والتقينا السّفير الرّوسي في إسرائيل حول الموضوع الذي وعدنا بدراسة اقتراحنا، ولكن حتى الآن لم نتلق أي جواب رسمي بالموضوع.

 


كاتب المقال: د. سمير خطيب وهو رئيس رابطة خريجي جامعات روسيا والاتحاد السوفياتي في أراضي ال48.

د. سمير خطيب

رئيس رابطة خريجي جامعات روسيا والاتحاد السوفياتي في أراضي ال48

شاركونا رأيكن.م