التّعليم في زمن كورونا والجريمة - ملاحظات سريعة!
لنعمل كلّ ما في وسعنا من أجل أن تكون سنة خير وأمل.
عن التّربيّة والتّعليم في زمن كورونا وزمن العنف والجريمة
نحن أمام لحظة مفصليّة، إذا كان تعليم أبناءنا فعلًا مهمًا، علينا أن نعمل كلّ ما في وسعنا لمنع انتشار المرض (التّزام بالتّعليمات، الحذر، التّطعيمات والفحوصات…)
غير ذلك معناه أن مزيدًا من المدارس ستغلق وتنتقل للتعليم عن بعد... وهذا معناه في الوضع الحالي حرمان معظم الطّلاب من التّعليم، وغيرها من الأضرار وخسائر ساعات التّعليم والموارد، اتساع الفجوات، تسرب أو بالأحرى تسريب، وربما دفع شريحة من الطّلاب إلى دائرة العنف والجريمة.
في المدارس، يجب أخذ وسائل الحيطة وعدم الاستهتار إطلاقًا. ولا مجال لغير ذلك في واقع مدارسنا.
أن لا يرسل الأهل أبناءهم إلى المدرسة في حال وجود احتمال لمرض إلّا بعد التّأكد من وضعهم.
على الحكومة أن تستعد لجميع السّيناريوهات وملائمة الخطّط للواقع، وبنائها مع من يعمل في الحقل وإعطاء الموارد والوسائل للسلطات المحليّة وللمدارس، وبطبيعة الحال تحمل مسؤوليّة قراراتها وخطّطتها بما في ذلك ضمان صحة الطّلاب والمعلمين وضمان حق جميع الطّلاب في التّعلم.
يجب أن نتذكر ونذكر، الفجوات داخل مجتمعنا تتسع... قرابة ثلثي الطّلاب يعيشون ظروفًا صعبة من ناحيّة اجتماعيّة- اقتصاديّة، هؤلاء الطّلاب هم الأكثر تضررًا من الأزمة وعلى وزارة التّربيّة وعلى مؤسساتنا أن تبذل قصارى جهدها لوقف استمرار الخسائر وإعطاء أولويّة لهذه الفئة والعمل على تعويضها.
عندما نتحدث عن دور المدارس في مواجهة العنف فإننا نتحدث عن استيعاب جميع الطّلاب وضمان حقهم جميعًا في تعليم بجودة عاليّة- بالأساس أبناء الطّبقات المسحوقة، وضمان العدالة الاجتماعيّة والمساواة في التّعليم...
عندما نتحدث عن دور المدارس، نتحدث عن دورها في منح الطّلاب الأمل لبناء حلم يسعون لتحقيقه.
ونتحدث عن أن يجد الطّالب نفسه في المدرسة؛ أقصد كلّ طالب بدون استثناء، وأن يكون للتعليم معنى وأن يشعر الطّالب بأنه يستفيد ويتطور ويطوّر قدراته بما في ذلك على التّعلم الذّاتي.
نتحدث عن توسيع آفاق الطّلاب وتطوير وعيهم وقدراتهم على التّفكير والتّفكير النّقدي والإبداع.
ونتحدث عن التّربيّة للقيّم الإنسانيّة وللهُويّة والانتماء، فاستمرار هذا الوضع الذي نتعلم به عن "الآخر" وأن هذا الوطن هو وطنه وهذه الدّولة هي دولته وكأننا أغراب هنا، وأن لا نتعلم عن أنفسنا وروايتنا وواقعنا، يقود إلى المزيد من الاغتراب..
ونتحدث عن دور جهاز التّعليم في بناء حصانة المجتمع في مواجهة العنف والأزمات.
ونتحدث عن مكانة المعلمين ومهنيّتهم والتزامهم ورسالتهم ومثابرتهم، والأهم أن يكون المعلمون قدوة لطلابهم وقادة في مجتمعهم.
كلّ الخير للجميع، لنتمسك بالأمل ولتكن لدينا الإرادة لمواجهة هذا الواقع وتغييره…
وللحديث بقية.
كاتب المقال: د. شرف حسّان وهو رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي.