نافذة على فيلمين لافتين تناولا "هبّة أيار"
ارتأينا في نشرة أيار هذا العام أن نسلط الضوء على فيلمين هامين تناولا "هبة أيار 2021"، الأول من خلال توثيق شهادات لضحايا الأحداث خلال وقوعها في مدينتي يافا واللد؛ والثاني من خلال نقلها عبر مشاهدات ذاتيّة لناشط سياسي وصحافي بعد عام على وقعوها، بأثر رجعي.
الفيلم الأول – الشهادات من أيار 2021
في أيار 2021، قامت الشرطة الاسرائيلية بقمع الاحتجاجات التي انطلقت في البلدات العربية في إسرائيل بوحشية غير مسبوقة. شملت حملة الترهيب اعتقالات عنيفة ومضايقات يومية واستخدام الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي. وفي الوقت ذاته، هجمت عصابات من المواطنين اليهود المتطرفين على السكان العرب في المدن الساحلية (المختلطة)، مخلفة دمارًا ورعبًا في مختلف ارجائها، وكل ذلك بحماية قوى الأمن الاسرائيلية.
على ضوء قمع حرية التعبير والتحريض المستمر والتغطيات المنحازة في الإعلام العبري، قررت مجموعة نشطاء/ نشيطات تجميع شهادات الضحايا من أهالي يافا واللد.
تزامنًا مع ذلك، بدأت "لجنة الطوارئ"، التي تشكلت في يافا مع بداية الأحداث، بتلقي شكاوى وشهادات من قبل الأهالي حول الاعتداءات التي تعرضوا لها، وهو ما أكد الحاجة والضرورة لعملية التوثيق المنظمة والممنهجة.
عقب ما لمسه النشطاء من أهمية في مواكبة هذه العملية، قرروا توسيع المشروع ليضم مدينة اللد – التي شهدت المواجهات الأبرز من بين المدن الساحلية – الأمر الذي لاقى تفاعلًا كبيرًا من قبل نظرائهم في اللد.
تم عرض الفيلم في أكثر من 20 بلدة حتى اليوم، وشاهده المئات في مختلف أنحاء البلاد.
تجدر الإشارة إلى أنه بعد عرض الفيلم، تمت ملاحقة بعض الشخصيات التي أدلت بشهاداتها في إطاره، كما كانت هناك محاولات لمنع عرضه أو السماح بتغطيته في بعض وسائل الاعلام المركزية في البلاد.
الفيلم الثاني - "في العودة إلى هبّة أيّار"
شارك الفيلم الوثائقي "في العودة إلى هبّة أيّار" للصحافي الفلسطيني ربيع عيد في العديد من المهرجانات حول العالم، بعد إطلاقه أواخر عام 2022، وكان عرضه الأول ضمن مهرجان أيّام فلسطين السينمائيّة في رام الله والقدس وجنين.
يحكي عيد في هذا الوثائقي القصير قصّته الشخصيّة كصحافي خلال "هبّة الكرامة/ أيّار 2021" التي حصلت في كل فلسطين، وينقل من خلاله مشاهد ذاتيّة عايشها خلال الهبّة، إذ كان اغتيال الصحافية شيرين أبو عاقلة في أيّار 2022 دافعًا لعودة ربيع من بريطانيا أثناء دراسته إلى فلسطين، وليفتح أرشيفه الخاص لهبّة أيار عام 2021 في مدينة حيفا وأماكن أخرى، والتي كان وثّقها بهاتفه. يستعيد ربيع في هذه الرحلة ذكريات وأحداثاً وأماكن ويخوض في أسئلة حول تجربة العمل الصحافي خلال أحداث خطيرة وقلق العائلة الدائم، كما جاء في وصف الفيلم.
فاز الفيلم الذي كان مشروع تخرج عيد من جامعة "ساسِكس" على جائزة "المخرج الناشئ" ضمن الدورة التاسعة عشرة لمهرجان الأرض في جزيرة سردينيا. إلى جانب ذلك، شارك الفيلم في كل من: مهرجان كرامة لحقوق الإنسان في الأردن، أمسية الأفلام القصيرة لجمعيّة الثقافة العربيّة في حيفا، مهرجان "التحرير للأفلام الوثائقيّة" في بنغلادش، مهرجان "بلا حدود" في اليابان، مهرجان "الفسيفساء الدولي للأفلام" في كندا، مهرجان "هيستنجز روكز" في بريطانيا ومهرجان "قصّة" الدولي لأفلام الطلاب في إيرلندا.
وسوف يشارك الفيلم في الأشهر القادمة في عدد من المهرجانات الدوليّة الأخرى، منها: مهرجان "شيكاغو فلسطين" للأفلام في الولايات المتحدة، مهرجان "كرامة لحقوق الإنسان" في اليمن، مهرجان "هيوستن فلسطين" للأفلام، مهرجان "برايتون روكس" للأفلام في بريطانيا، مهرجان الأخبار "قصة حقيقية" للأفلام في الولايات المتحدة، مهرجان هارليم الدولي للأفلام في الولايات المتحدة، مهرجان "الدريدج" للأفلام في بريطانيا ومهرجان جزيرة "إيرابيترا" الدولي للأفلام في اليونان.