تقنية تجميد البويضات - مآلاتها، ومتطلباتها ولمن هي معدّة؟

يعتبر السنّ العامل الرئيسي المؤثّر على خصوبة المرأة. تبدأ فترة الخصوبة مع الحيض الأول بشكل عام في سن 12 عامًا وتصل ذروتها في أوائل ومنتصف العشرينات، ثم تأخذ في الانخفاض حتى سن 35 عامًا لتبدأ بعد ذلك مرحلة انخفاض أكثر حدّة.

تولد المرأة مع مخزون محدود من البويضات يصل إلى ملايين البويضات، لكن أثناء فترة الخصوبة تمر بما يقارب 300 إباضة فقط.

 في الآونة الأخيرة هنالك ازدياد واضح وكبير في استخدام تقنيّة تجميد البويضات. يتزامن هذا مع تطور كبير في تقنيّة تجميد البويضات والأجنّة، وهو ما يعرف بتزجيج البويضات والأجنّة (Vitrification). هذه التقنيّة تعتمد على التجميد السريع وقد رفعت من نسبة النجاح في تجميد البويضات والأجنّة لتتجاوز ال90ـ%.

الهدف من تجميد البويضات هو تأمين فرصة للحمل المستقبلي لدى النساء. يتم الحمل عن طريق تقنيّة الإخصاب الخارجي، وهو ما يعرف بطفل الأنابيب، حيث يتم إخضاع المرأة لعلاج عن طريق حقن الهرمون المنشّط للحويصلات لإثارة وتحفيز المبيض لكي ينتج أكبر عدد من البويضات الملائمة للإخصاب والتجميد، وبعدها يتم استخراج البويضات في غرفة عمليات جراحيّة بواسطة تخدير كلّي.

لمن تخصص تقنيّة تجميد البويضات؟

للنساء في فترة الخصوبة. تتيح وزارة الصحة للنساء تجميد بويضاتهن ثم استخدامها عند الحاجة في مرحلة متأخرة من العمر من أجل الحمل في تقنية الإخصاب خارج الرحم. في بعض الحالات الصحية، تتيح السلة الصحية هذا العلاج بغرض إنجاب الطفلين الأول والثاني لزوجين لا يوجد لديهما أولاد من زواجهما الحالي، وأيضًا للمرأة والفتاة بدون أولاد، بغية حفظ الخصوبة.

الحفاظ على الخصوبة يتم عن طريق 3 إمكانيات مُختلفة:

  1. تجميد البويضات.

  2. تجميد الأجنّة في حالة الحديث عن النساء المتزوجات.

  3. تجميد قطعة من المبيض، في هذه الحالة يتم إجراء عمليّة جراحيّة عن طريق المنظار، يتم خلالها استئصال قطعة من المبيض وتجميدها، ومُستقبلًا تتم إعادة زرعها في جسد المرأة. هذه التقنيه ما زالت قيد البحث ولكن تستخدم في حالات قليلة وخاصة، على سبيل المثال لفتيات لم يبلغن سن النضوج أو في حالات ضرورة البدء بالعلاج الكيماوي او المعالجة الإشعاعية بشكل فوري.

تقنية تجميد البويضات موجّهة لفئتين مختلفتين: الأولى، فئة طبيّة، أما الثانية فهي اجتماعيّة (أو، ليست طبيّة).

أمثلة على حالات طبيّة ينصح فيها بتجميد البويضات أو الأجنة:

1.1 مع تطوّر الطب وازدياد حالات تشخيص الأمراض الخبيثة المختلفة والأورام السرطانيّة في مراحلها المُبكّرة، ازدادت فرص النجاة والتغلّب على المرض. كما هو معروف، أغلب هذه الحالات يعالج بواسطة العلاج الكيماوي والعلاج الإشعاعي، الّلذين يمكنهما التسبّب بضرر وهبوط القدرة على الخصوبة لدى المرأة، وأحيانًا إلى فشل كلّي للمبيضين. مثال على هذه الحالات: سرطان الثّدي وهودجكين ليمفوما، حيث يُنصح النّساء بإجراء تجميد للبويضات أو تجميد الأجنّة في حالة الزواج، وبذلك المرأة تحافظ على إمكانيّة الحمل والإنجاب في المستقبل. 

1.2 حالات طبيّة أخرى يُنصح فيها بإجراء عمليّة تجميد البويضات أو الأجنّة - النساء قبل الخضوع لعمليّة جراحيّة مثل استئصال وقائي للمبيض لدى نساء حاملات لجينBRCA ، وهي عمليّة وقائيّة من سرطان الثدي أو سرطان المبيض. 

 1.3 مع تطوّر تقنيّات "الاولتراساوند"، الموجات فوق الصوتيّة، هنالك ازدياد في تشخيص حالات وجود أكياس في منطقة المبيض بما يُعرف "اندومتريوما"-ENDOMETRIOMA CYST، وهي أكياس يتجمّع في داخلها سائل دموي، يمكن أن تؤدّي إلى ضرر في أنسجة المبيضين وقدرتهما على الخصوبة، بالإضافة إلى تشخيص ما يُسمّىDERMOID CYST، وهي نوع من الأكياس تتميز بوجود مادة دهنية في داخلها، إضافة إلى الشعر والغضاريف. 

العلاج في هاتين الحالتين هو استئصال هذه الأكياس عمن خلال عمليّة جراحيّة بالمنظار. العمليّة الجراحيّة يمكن أن تؤدّي إلى ضرر في أنسجة المبيضين و في حالات معيّنة إلى استئصال المبيض مع هذه الأكياس، وبالتّالي يؤدّي هذا إلى ضرر كبير في القدرة على الخصوبة. لذلك، تُنصح هؤلاء النّساء بإجراء عمليّة تجميد البويضات أو الأجنّة، قبل إجراء العمليّة الجراحيّة.

1.4 هنالك حالات طبيّة مُعيّنة تؤدّي إلى ما يسمّى انقطاع الطمث المبكّر وهو توقّف العادة الشهريّة قبل سن 39 عامًا (المعدّل لانقطاع الطمث هو سن 52 عامًا). من بين هذه الحالات ما يُعرف باسم طفرة متلازمة FRAGYL X.

على الرّغم من أنّ سبب انقطاع الطمث في هذه المتلازمة غير معروف بشكل دقيق، إلّا أنّ هنالك علاقة بين هذه الظاهرة والنّساء الّلواتي يعانين من أمراض المناعة على أنواعه، وهو ما يؤدي إلى انخفاض حاد في الخصوبة لدى النّساء ويسبب خطورة عالية لانقطاع الطمث. لذلك، تُنصح هؤلاء النساء بتجميد البويضات أو الأجنّة في حالة الزواج. 

2- الفئة الاجتماعيّة (أو غير الطبيّة): 

حسب القانون وأنظمة وزارة الصحّة، يحق للنساء بعد سن 30 سنة وحتّى سن 41 سنة، وباختيار ذاتي، حفظ الخصوبة عن طريق تجميد البويضات. في هذه الحالة، تكاليف العلاج على حساب المرأة الشخصي. يتم تجميد البويضات لفترة خمس سنوات مع إمكانيّة التجديد. 

وفي الختام، لا بد من الإشارة إلى أن إمكانية الحمل والولادة بعد سن 45 عاماً تنخفض كثيراً وقد لا تتعدّى ال5%.

د. فراس نمر زبيدات

أخصائي امراض نسائية ومشاكل العقم عند الرجال والنساء، طبيب مختص في "مستشفى العائلة المقدسة" وأخصائي مشاكل العقم في وحدة الاخصاب الخارجي في "مستشفى العفولة"

صبحي بدارنة
الموضوع ضر وري حساس وحيوي لمنع التعقيدات لانجاب الذرية الصالحة للاهل والمجتمع. بارك الله جهدكم.
الخميس 1 حزيران 2023
סנאא אבו רייא
مقاله علميه ولكن ابعادها عمليه وتساهم في توسيع المعلومات بمجال الانجاب والخصوبه. رائع ما كتبتم وبالتوفيق
الجمعة 2 حزيران 2023
رأيك يهمنا