استمروا في نشر الحقيقة البسيطة. إنها تحررنا أخيرًا
أقول دائمًا للناس: "أنا فلسطيني مثل يسوع". وهو مشهور جدًا بالمناسبة، يجب أن نستخدمه أكثر، وقد قال الكثير من الأمور العميقة، إحدى المحببات إليّ هي: "سوف تعرف الحقيقة، والحقيقة ستحررك".
هذه هي حرب المعلومات. ولسبب واحد بسيط، نحن الفلسطينيين ننتصر، ذلك لأننا نشارك هذا الشيء مع ابن عمّنا يسوع: "الحقيقة".
بالتأكيد، قد يبدو الأمر مبتذلاً. قد يبدو الأمر رومانسيًا. لكن الحقيقة تمنحنا قوتنا، على الرغم من أننا نحن الفلسطينيين نعاني، وعلى الرغم من أننا في كثير من الأحيان نشعر بالحزن والألم العميقين، إلا أننا ننام جيدًا في الليل. وكل ذلك لأننا نعلم أن الحقيقة موجودة معنا، إنها تسمح لك بالاستيقاظ كل يوم، والابتسام ومواصلة الحياة. ولهذا السبب ابتسمت والدة الشهيد، ولهذا السبب لن يذهب سكان غزة إلى أي مكان.
والحقيقة هي السبب وراء استعداد الفلسطينيين في كل مكان في العالم لهذه اللحظة، لقد استمعنا إلى كبارنا، والأجيال التي سبقتنا، الذين رووا لنا قصص عام 1948، ولا تزال قصص الاحباط والمعاناة تلك تعيش فينا حتى اليوم، وهم يعيشون فينا لأنهم الحقيقة.
كان الفلسطينيون والعرب على مستوى العالم في طليعة رسائل وسائل التواصل الاجتماعي منذ بداية الإبادة الجماعية في غزة، وقد حققوا نجاحًا كبيرًا مع الجماهير في أوروبا وأمريكا، وخاصة بأوساط الأجيال الشابة. وقد تُرجم هذا النجاح إلى تدفق الملايين إلى الشوارع للمطالبة بالحقوق الفلسطينية، في لندن وواشنطن وبرلين ومدريد وغيرها، يهتف مواطنو العالم: "من النهر إلى البحر، فلسطين ستتحرر!"
كيف تمكّنا من تحقيق هذه الظاهرة العالمية؟ حسنًا، الأمر بسيط! لقد سمع الشبابُ المؤثرون يقولون: "كل ما سمعتموه عن إسرائيل، وعن ديمقراطيتها، وعن حريتها، وعن أخلاقها... كله كذب". فقال جمهورهم: "كيف يمكن أن يكون كذلك؟" لذلك سعى هؤلاء الشباب إلى الحقيقة، الحقيقة التي كنا نقولها لهم ثمّ وجدوها بأنفسهم.. وعندما تجد الحقيقة، تجد الحرية. ولكن هناك شيء آخر يحدث، عندما تجد الحقيقة، ستدرك دائمًا أنك كنت ضحية الخداع، وعندها تدرك أنّ حديث الفلسطينيين عن النكبة في جميع وسائل التواصل الاجتماعي هو بمثابة تذكير لإسرائيل بما فعلته بنا، ما نعرف أنها فعلت بنا.
قبل ست سنوات، لم يكن لدينا صوت فلسطيني قوي في الكونغرس؛ ثم انتخبنا امرأة واحدة، هي رشيدة طليب. 535 أمريكيًا يخدمون في الكونجرس الأمريكي. وهذه المرأة وحدها جعلت إسرائيل و "إيباك" تفقدان عقليْهما. امرأة واحدة من أصل 535، بدأوا في عقد مؤتمرات حول كيفية التخلص من رشيدة، جمعوا عشرات الملايين من الدولارات للتخلص من رشيدة، ليست مجرّد امرأة واحدة من بين 535.
الآن، إذا كنت قويًا وآمنًا، فأنت لا تهتم بامرأة واحدة من أصل 535. أنت تهتم فقط بواحدة من بين 535 إذا كنت ضعيفًا، إذا كنت غير آمن، إذا كنت هشًا، لأنك تعلم أنّ شخصًا واحدًا فحسب لو تحدث بالحقيقة يمكن أن يجعل كل شيء ينهار.
حقيقتنا تعني أيضًا أننا لا نحاول إسكاتهم، هم يحاولون إسكاتنا ونحن لا نفعل ذلك. نحن في الواقع نحب ذلك عندما يتحدثون. مثل يعكوف. تذكرونه؟ "إذا لم أسرقها أنا، فسيفعلها شخص آخر!" استمر يا يعكوف في الحديث، من فضلك لا تصمت! لقد قام بأشياء هائلة من أجل القضية الفلسطينية، وسنسمي شارعًا في رام الله باسمه يومًا ما.
أعرف الحقيقة من جدتي سلمى، التي ولدت في يافا حوالي عام 1915. عاشت في منزلنا في أمريكا. كنت، كل ليلة، أنا وأخي نزور غرفتها بعد العشاء، لأنها كانت تعطينا كعك الشوكولاتة الذي لم تشترِه لنا أمي أبدًا. ولكن قبل أن نحصل على الكعك، كان علينا أن ندفع الثمن، وكانت الأثمان أن نستمع إلى حكاياتها من يافا بفلسطين عام 1948. نفس القصة كل ليلة، كانت ترفع إصبعين وتقول: "قالوا لنا إننا يمكن أن نعود بعد أسبوعين"، كلّ ليلة، ذاتُ الإصبعين.
لقد كانت الحقيقة، لقد عشت مع الحقيقة. لم تكن تكذب، لم تكن أي من جداتنا تكذب، لقد أعدونا لهذه اللحظة، نحن الفلسطينيين أذكياء، لكننا لسنا أذكياء بما يكفي لنقول نفس الكذبة لمدة 75 عامًا.
لذا فإن الرسالة واضحة: استمروا في التقدم، استمروا في نشر الحقيقة البسيطة، إنها تحررنا أخيرًا.