السياحة وسوق العمل: فرصٌ وتحدّيات

تعَدُّ السياحة من القطاعات الحيوية في أراضي 48، حيث يأتي الملايين من السيّاح سنويًا لاستكشاف تاريخ البلادِ الغني وجمال طبيعتها الخلابة. يساهم قطاع السياحة بشكل كبير في الاقتصاد ويوفر فرصَ عملٍ متنوّعة للمحليّين والوافدين. 

في هذا المقال نستعرض فرصَ العمل المتاحةَ في قطاعِ السياحة في البلاد، بالإضافة إلى التحدّيات التي قد تُواجِهُ العاملينَ في هذا المجال.

فرص العمل في السياحة في البلاد

تشملُ فرص العمل في قطاع السياحة تشكيلةً واسعةً من المهن والوظائف. يمكن للراغبين العمل في الفنادق والمنتجعات السياحيَّة، حيث توجدُ الحاجة إلى موظفي استقبال، موظفي حجوزات، نُدُل، طهاة، موظفي ترفيه وغيرهم. كما توجد فُرصٌ للعملِ في وكالات السفر والسياحة، في مجالات تنظيم الرحلات السياحيّة والتسويق السياحي.

بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة متزايدة إلى المرشدين السياحيّين المؤهلين، الذين يقومون بتوجيه الزوار وتقديم المعلومات حول المعالم السياحيّة والتراث الثقافي. كما يمكن للأفراد العمل في قطاع الخدمات السياحيّة الأخرى مثل تأجير السيّارات، المتاحف، المطاعم والمقاهي.

تحديات سوق العمل في السياحة

على الرغم من الفرص المتاحة في مجال السياحة، تحتاج صناعة السياحة إلى التعامل مع عدد من التحديات في سوق العمل. 

  • المنافسة: يوجد منافسة قوية بين العاملين في صناعة السياحة. تتنافس الفنادق والمنتجعات ووكالات السفر لجذب السياح وتقديم تجربة فريدة. يتطلب النجاح في هذا السوق التميُّز والابتكار.

  • التوظيف والتدريب: قد يواجه أصحاب العمل صعوبة في إيجاد الكوادر المؤهلة في صناعة السياحة. يحتاج العاملون في هذا المجال إلى مهارات تواصل جيدة، معرفة باللغات الأجنبية، وفهم عميق لاحتياجات السيّاح.

  • التغيُّرات السياسيّة والأمنيّة: يمكن أن تؤثر التغيرات السياسية والأمنية على قطاع السياحة في إسرائيل، تصاعد التوترات السياسية قد يؤدي إلى تراجع عدد الزوّار والتأثير سلباً على الاقتصاد المحلّي.

  • التكنولوجيا والتحول الرقمي: يتطلب السوق السياحي الحديث التكيُّف مع التحول الرقمي واستخدام التكنولوجيا لتعزيز تجربة السائح وتسهيل عمليّات الحجز والتواصل.

  • الموسميَّة: تعتبر السياحة في إسرائيل غالبًا موسميَّة، حيث يشهد بعض الأشهر تدفقًا كبيرًا للسياح، في حين تكون بقيّة الأشهر هادئة نسبيًا. قد يواجه العاملون في السياحة تحدّيات في إدارة التغيّرات الفصلية، من حيث تزايد وتناقص الطلب، وتخطيط العمل وفقًا لذلك.

بالتكيُّف مع هذه التحديات، يمكن لصناعة السياحة أن تكون رائدة في عدة قطاعات:

  • الفنادق والمنتجعات: تشمل هذه القطاعات الإقامة والضيافة. تعد الفنادق والمنتجعات المركز الرئيسي للسيّاح حيث يتم توفير الإقامة والخدمات الفاخرة والترفيه.

  • وكالات السفر والجولات السياحيّة: توفر وكالات السفر خدمات التخطيط والحجز للرحلات السياحيّة، بالإضافة إلى تنظيم الجولات السياحيّة للسياح وتوفير مرشدين سياحيين مؤهّلين.

  • المطاعم والمقاهي: تعتبر الخدمات الغذائية جزءًا أساسيًا من تجربة السائح. توفّر المطاعم والمقاهي المأكولات المحليَّة والعالميَّة وتقدم أجواءً مميزة للزوار.

  • النقل السياحي، يتضمن هذا القطاع وسائل النقل المختلفة مثل الحافلات السياحيّة وسيّارات الأجرة وشركات تأجير السيارات، التي توفر وسائل نقل سهلة ومريحة للسياح.

  • المعالم السياحية والثقافية: تشتهر البلاد بمعالمها التاريخية والثقافية الرائعة. تتضمن هذه القطاعات المواقع الأثريّة، المتاحف، الحدائق الطبيعية، والمواقع الدينيَّة التي يقصدها السياح من جميع أنحاء العالم.

  • الأنشطة الترفيهيّة والرياضيّة: تقدم هذه القطاعات مجموعة متنوعة من الأنشطة والتجارب الترفيهية والرياضية للسيّاح، مثل رياضة الغوص، الرحلات بالزوارق، والسفاري في الصحراء.

يتطلب سوق العمل المهارات التي يجب اكتسابها في مختلف المجالات من خلال التدريبات والاستكمالات المختلفة في قطاع السياحة:

  • إدارة الفنادق والضيافة: تشمل إدارة الفنادق، المنتجعات ومرافق الضيافة، وتتضمَّن القدرة على إدارة العمليّات والفرق والكوادر، وتحقيق رضا العملاء، وإدارة الحجوزات والتسويق.

  • التسويق السياحي: يشمل الترويج للوجهات والأماكن والخدمات السياحية، وتطوير استراتيجيات التسويق عبر وسائل الإعلام المختلفة والتواصل الاجتماعي.

  • إدارة الموارد البشرية: تشتمل على إدارة العمال والموظفين في صناعة السياحة، توظيف الكوادر المهنيَّة وتطوير برامج التدريب والتنمية البشرية.

  • المرشدون السياحيون: يُطلَبُ منَ المرشدين السياحيين المعرفة العميقة بالمعالم السياحيَّة والثقافة المحليَّة، والقدرة على توجيه السيَّاح وتقديم المعلومات المهمَّة بشكل ممتع وتفاعلي.

  • خدمة العملاء: يحتاج قطاع السيَّاحة إلى موظفين يتمتعون بمهارات تواصل جيّدة وقدرة على التعامل مع السيّاح بلباقة واحترافيّة، وتلبية احتياجاتهم ومتطلباتهم.

  • التكنولوجيا السياحيّة: تُطلَبُ الاستفادة من التكنولوجيا وتطبيقاتها لتطوير التجربة السياحيّة، مثل التطبيقات الميدانيّة، وتقنيّات الواقع المعزز، ونُظُم إدارة الحجوزات.

  • التدريبات في مجال السياحة: تلعب التدريباتُ دورًا حيويًا في تطوير وتعزيز المهارات والمعرفة لدى العاملين في هذا القطاع. توفر التدريبات فرصة لتحسين المهارات الفنيَّة والمهنيَّة المطلوبة في صناعة السياحة، مثل خدمة العملاء، التسويق، إدارة الفنادق والمرشدين السياحيين. يتعلم المشاركون تقنيّات جديدة وأفضل الممارسات التي يمكنهم تطبيقها في مجال عملهم.

  • تحسين الفهم والمعرفة: يساعد التدريب في زيادة مستوى الفهم والمعرفة بصناعة السياحة، بما في ذلك فهم احتياجات وتوقعات السيّاح، وفهم التحدّيات والاتجاهات الحاليّة في السوق، والمعلومات الثقافيّة والتاريخيّة المتعلقة بالوجهات السياحية.

  • تعزيز رضا العملاء: يمكن للتدريب أن يساهم في تحسين خدمة العملاء ونَيل رضاهم. يتلقى العاملون التدريب على كيفيّة التعامل مع السيّاح بلباقة واحترافيّة، وفهم احتياجاتهم وتلبيتها بشكل فعّال، مما يساهم في تحقيق تجربة سياحيّة مرضية وإيجابيّة.

  • تعزيز الابتكار والتنوّع: يمكن للتدريب أن يحفز الابتكار والإبداع في صناعة السياحة. من خلال تعلم المفاهيم الجديدة والتحدّيات الصناعية. يمكن للعاملين طرح أفكار جديدة والعمل على تحسين العمليات وتطوير تجارب سياحية مبتكرة.

  • تعزيز الثقة والاحترافية: يساعد التدريب على بناء الثقة بالقدرات والمعرفة الخاصة بالعاملين في صناعة السياحة. يشعر المشاركون بالأمان والاستعداد للتعامل مع متطلبات العمل والتحديات المختلفة، وبالتالي يعزّزون صورتهم المهنية.

يوفّر التدريب فرصة للتعلم المستمر والتنمية الذاتيّة في مجال السياحة. يتيح للعاملين متابعة الاطلاع على التطورات والابتكارات في الصناعة وتطبيقها في أعمالهم اليومية.

يعتبر التدريب في مجال السياحة عاملاً مهمًّا في زيادة فرص العمل وتحسين فرص التوظيف. فالعاملون الذين يمتلكون مهارات ومعرفة محدثة ومتخصصة في السياحة يكونون أكثر جاهزية للتأقلم مع احتياجات سوق العمل وتلبية متطلبات الوظائف المتاحة.

يمكن للتدريب أن يساهم في تعزيز التنافس بين المؤسسات السياحيّة، سواء كانت فنادقَ أو وكالات سفر أو منظمي جولات سياحيّة، فعن طريق تطوير قدراتِ الموظفين وتحسين مستوى الخدمة المقدمة، تتمكن المؤسّسات من جذب المزيد من السيّاح وبناء سمعة تجارية حسنة في السّوق.

التدريب في مجال السياحة يلعب دورًا حاسمًا في تحسين الكفاءة والمهنيّة والمنافسَة في صناعة السياحة، التي تُعتَبَرُ رافعة اقتصادية مهمّة محليًّا وعالميًّا. 

حنان صباح

عاملة اجتماعية، وناشطة اجتماعية. تعمل مديرة لجمعية الناصرة للثقافة والسياحة. وكانت في الماضي مستشارة لرفع مكانة المرأة ومديرة سلطة مكافحة العنف بمجلس محلي طرعان

شاركونا رأيكن.م