مواكب الرحيل
مٓشٓاهدٌ في مشهد وتركتُ عيني هناك
تنزفُ الأشجارُ ولا متسع في الوادي
الأرواحُ رياحٌ تصفقُ الأبوابٓ وتأخذُ معها مناديلٓ الوداعِ
يخبئُ الناسُ رسائِلٓهم في جذعِ شجرةٍ نازفة
تنادي الجذورُ بعضها، تئنُّ الأمهات
تئنُّ الجبالُ في الصدى
أنقبُ في البدايات عن أمنيةٍ
أبحثُ في البئرِ القديمةِ عن رجاءٍ
عن إبرةٍ أطرزُ بها التحيات
تعاويذُنا اهترأت ولم يفهمها المسافرون في مراكبٍ الرحيل
اللحظات زفرات والوادي يستغيث
ليس في العين متسعُ لهذا النزيف
الحزن يمطر، ينهمر، يسيل، يفيض، يتدفق
يتغلغل في المسامات
وينساب من المسامات
الحزن يحتل الهواء
يصبح هو الهواء
يصبح هو الشهيق والزفير
الحزن ينطق ، يحكي، يشكو، يعلل، يتداعى، يبكي
يقول أقواله بصوته الصائح الجارح القارح النابح
الحزن يحتكر الكلام ببلاغته، بفداحته، بدمامته، بوقاحته
الحزن يسرد ويتنبأ
النائحات يجُلن في خرائب البلاد
يلملمن منها الرماد ويَكْسُونَها بالسواد
يخاطبن الموتى بأبجدية الرثاء، بالندب، بالصلوات ، بالسِوٓر، بالأناشيد، بالترانيم ، بالتهاليل، بالنشيج، بالأنين
النائحات يأتين حشودا وقافلات ليُلَقِّنَّ الصمت ألحان العويل
فدوى روحانا
مصورة من مواليد قرية عسفيا الكرمل ومقيمة حاليا في بيت لحم. أعمالها تبحث في الذاكرة الجمعية الانسانية بشكل عام والفلسطينية بشكل خاص. حائزة على الميداليا الذهبية من الجائزة العالمية "ND Awards" في التصوير المفاهيمي لسنة 2019