كلّ النوارس عادت من غربتها إلّا أهل فلسطين

كل النوارس عادت من غربتها إلّا أهل فلسطين..

والبلابل غرّدت وغرّدت بكل حنين.. 

ويا وجعك يا فلسطين...

في مخيّمات اللجوء والشتات تتصاعد أحلامهم وتتبخّرُ 

على ضفاف الحنين انتظروا وانتظروا..

يشتكون ألم الفراق.. 

سكنوا الغربة، 

إلا انّ الوطن سكنَ أرواحَهم، 

وبحر يافا وحيفا وعكا سكن أحلامَهم 

ورمل الشواطئ رسم خارطة الرجوع مرارا؛ 

الرجوع الذي يعتريه الأمل والالم وسط الخذلان والنسيان والطغيان. 

في مواسم الحصاد جمعوا المناجل.. 

وفي مواسم قطاف البرتقال الحزين جهّزوا الصناديق في البيارات..

ومن هنا تبدأ حكاية الوطن الحزين.. 

تحكي لنا قصص الانبياء وأبي الضَّيفَان خليل الرحمن سيدنا إبراهيم عليه السلام، وتروي لنا حكايا الرملة وهارون الرشيد ونبي الله صالح، ومراح سيّدنا يعقوب، ومقام سيّدنا يوسف والبئر..

تحكي لنا كيف تلبّدت مشاعرهم عندما أُلقِيَ نبي الله يوسف في الجبّ. 

وكيف لنا ألّا نعرّج على مدينة التاريخ والحضارة أريحا ومقام سيّدنا موسى عليه السّلام، 

ولن ننسى جبل التجربة وما عاناه السيّد المسيح عليه السلام هناك، 

فأمّا الناصرة مدينة البشارة، وطهارة مريم عليها السّلام، وسَكَن سيدنا عيسى، وبيت لحم وكل حجارة المهد تروي لنا قصصَ البشارة والخلاص، ومسجد عمر ابن الخطّاب مقابلا للمهد ليسطّر لنا أنّنا أبناءُ الوطن الواحد لا تفرّقنا الديانات ولا العبادات.

وهل لنا ان ننسى الجليلَ وسيّدَنا يونس؟ 

وفي قدسنا اجتمع الأنبياء، 

هناك في قبلة العيون والقلوب عند صخرة الإسراء والمعراج، ورحلة سيّدنا محمّد، صلّى الله عليه وسلم، إلى السماء من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى. 

وهل ننسى قيامتنا وأقصانا وعهد الفاروق عمر ابن الخطاب؟ 

وكيف خطَّتْ يداه العهدة العمرية ليضمنَ العدلَ للمسيحيّين في البلاد المقدَّسة، وعدله وحكمته في ألّا يصلّي في القيامةِ كي لا تُحوَّلَ الكنيسة إلى مسجد، فعند رفع الأذان من مسجد عمر ابن الخطاب في ساحة القيامة نترنَّم على قرع أجراس القيامة إلى جانب صوتِ الأذان لتعلن لنا يوما أنَّ العودَة آتيةٌ لا محالة. 

فهل يموت الحلم وينكسر الزيتون وتفنى الكروم؟ 

إنها فلسطين أيها السادة

أرضُ المحشر والمنشر 

مهبطُ الأنبياء 

أمُّ البدايات والنهايات 

فلسطين تحيا فينا ونحيا فيها 

من بحرها وجبلها وأوديتها وسهولها وتلالها وعيونها 

لكم منها كلُّ السلام 

لكم منها كلُّ الخير 

باسمها نعلو وباسمها نرقى.

ميرفت عادل بصول

ناشطة اجتماعية ومرشدة سياحية وموجهة مجموعات وصاحبة شركه ارشاد وتنظيم برامج مسارات ودروب بيسان

رأيك يهمنا