بينما ينام العالم، نفيق على دماء شبابنا!
في دروب الحياة التقينا ومضى الزمان ومضينا لنجد أنفسنا على مفترق طريق الرحيل.
أُغْرِقت عُيون أُمهاتنا وزوجاتنا وأطفالنا وكل من أحبنا.
لنبق ذكرى بين الأحبة!
سنستمر بين فرح ودمعة، فقد وألم، حب ولوعة وشوق.
ولم تطب الحياة لأحد.
فكل منا قبطان في سفينته وما علينا إلا أن نُحسن الاتجاه والخيارات.
فنحن من نُهَندس سعادة وشقاء الأيام.
لماذا وصلنا إلى هذا الحد من الكراهية، هجمات بعقليات تأسرل فاجعة.
لم يعد مستبعدًا أي نوع من أنواع القتل، ما ذنب هذا الأب المعيل، أو الزوج المعيل..
أين الانسانية؟!
الحرية شمس يجب أن تشرق في كل نفس، فكيف ستشرق كل صباح وغذاء فكرنا ملوث وملطخ بالدماء.
تلك العصابات تقود أبناء وشباب مجتمعنا نحو الهاوية،
وستستمر بنا الأيام، لا محالة!
كيف سنعود إلى أحوالنا في خضم التشرذم الحالي.
ألا نُغير للدنيا قوافينا إني أحِّن إلى ماضٍ وحنينا.
هل كل شيء سينتهي وسيصبح بخير وعلى ما يرام؟
نشعر بالتشتت والشتات. هل سنبقى طويلًا وفوضى الأفكار تتصارع في رؤوسنا، أصبح الغد كابوسًا غير واضح المعالم.
لكل منا حلم، ينساه في معركة الحياة التي تخدعنا واسمها العيش، هذا الحلم كالطفل المدلل يشاكلنا كلما اتخذنا مكانًا نائيًا في القلب.
أَما آن لهذا الطفل أن يشب ويكبر؟
فعلا كَبُر، وفجأة تيتَّمت أحلامه، وترك الوجع البشع القاتل!
هل تدركون بشاعة الشعور؟!
ألا نكترث؟!
نحن نجابه بعضنا بعضًا.
بات الانكشاف على أحداث وتفاصيل كل جريمة كشفًا دقيقا، موثقا بالتفاصيل العميقة والمقلقة، ومهما كانت قدراتنا الذاتية ووعينا وإدراكنا للأمر، إلا أنه من الصعب التعامل مع هذه الأحداث بسهولة. فهي قد تُخَلِّف تأثيرات سلبية على التطورات وتولد اسقاطات على المهارات الذهنية والعقلية والاجتماعية.
العواقب وخيمة ومن الممكن أن تؤدي إلى رفع مستوى الضغط النفسي مما يؤدي إلى تطور اضطرابات نفسية وجسدية.
فالحصانة النفسية تتعزز باستشارة ومتابعة أصحاب المعرفة والشأن، كالأخصائي النفسي والمعالج النفس... هنا يعطى الشخص نصائح وأدوات لتخطي مثل هذه الأزمات
ومنهم من يرفض كل الرفض أية مساعدة من قبل أي طرف وعندها تكون النتائج قاسية والانكسار أعمق.
قد تظهر علامات عديدة على وجود خوف دائم وقلق واضطراب حادين وتغيير حاد وتدريجي في المزاج، نشاط وحيوية أقل ومزيد من الانطوائية.
ومن الممكن أيضاً أن يلعب العامل الوراثي أو الجينات دوراً كبيراً لتتضاعف الأزمة النفسية وتتطور ألى ازمة نفسية حادة
وننتقل من أزمة مؤقته عابرة، الى اضطراب نفسي حاد.
أبناؤنا واتخاذ القرار
يشهد العصر الحالي تطوراً هائلاً في جميع مناحي الحياة، اذ يتسم بالتحولات الآخذة في الازدياد وبسرعة القصوى، مما أدى إلى ظهور العديد من المستجدات التكنولوجية والثورة المعلوماتية، وإلى إحداث تغييرات ملحوظة في كثير من القطاعات والميادين التي انعكست على حياة أفراد المجتمع فواجهوا العديد من التحديات والصعوبات والضغوطات المختلفة التي باتت تتطلب اتخاذ قرارات حكيمة وغير متسرعة.
خلال السنوات الاخيرة، نتداول كل يوم الأحداث والجرائم البشعة بحق أبنائنا، من كل حدب وصوب.
أصبحنا نهاب الغد بسبب تفاقم العنف والجريمة.
شبابنا اليوم يلجؤون إلى سرعة القرار لا يتروون ولا يتعمقون في حسنات هذا القرار أو سيئاته.
من العوامل التي يتأثر بها الفرد ما هو شخصي كالعوامل النفسية والشخصية، مثل الدوافع التي أدت إلى اتخاذه للقرار المتسرع وعدم التأني، إضافة إلى الميول والرغبات وضعف الثقة بالنفس وأسلوب التفكير ومدى الفاعلية الذاتية والقدرة على تحليل المشكلة ورؤية أبعادها.
ومن أهم العوامل، العامل الأسري والاجتماعي وما يرتبط بهما من عادات وقيم وتقاليد مجتمعية تلعب دوراً واضحاً في حياة كل فرد.
أهمية القدرة على اتخاذ القرار
تكمن أهمية القدرة على اتخاذ القرار في كونها الخطوة الأخيرة في صنع القرار، وهي عملية أساسية في حياة الفرد. فهي تزيد من قدرته على مواجهة المشكلات وحلها، وهي ذات تأثير مباشر على حاضره ومستقبله وحياته الشخصية والمهنية، وتساعد الفرد أيضاً على التفكير الاستراتيجي العميق والتخطيط الذي يعتبر جوهر عملية اتخاذ القرار المناسب، وتجعله أكثر تأملًا في الخيارات والوضع الراهن لحالته لاتخاذ الأنسب منها والابتعاد عن الاندفاع والتسرع وتساهم أيضاً في الاستقلالية الذاتية وتحمل المسؤولية.
متطلب رئيسي
تعتبر القدرة على اتخاذ القرار من المتطلبات الأساسية لجميع أفراد المجتمع لأنهم يواجهون التحديات والصعوبات وبحاجة ماسة إلى المساعدة في اتخاذ القرار.
منهم من تنقصه المعلومات التي يحتاج إليها ومنهم من يمتلك معلومات لا يحتاج اليها، ومنهم من يعجز عن استخدامها، ومنهم من يتردد عند الاختيار بين الاحتمالات المطروحة.
ركن محوري
تعد القدرة على اتخاذ القرار ركناً محورياً في حياة الأفراد الشخصية والمهنية، فبعض القرارات تعتبر أساسية ومعقدة تحتاج إلى تفكير طويل ومعمق، كالقرارات المفصلية المرتبطة بالعمل والمهنة، ومنها البسيط الذي يحتاج إلى تفكير أقل، مثل الخروج من البيت، تناول الطعام، اللباس وما شابه..
فما على أفراد المجتمع سوى اختيار الأنسب من بين المتاح لهم لتجاوز كل الصعوبات والمواقف التي تضع العثرات في طريق تقدمهم نحو مستقبل زاهر وواعد.
لا لسياسات فرق تسد ولا لحصاد مئات القتلى من الأرواح ولا للرصاصات الطائشة.
معًا، يدًا بيد نحو غد آمن.
نستودع الله حالنا، فاجعله يا رب في خير وعلى خير وإلى خير.
د. زهرة حبشي
معلمة تربية خاصة ومستشارة تنظيمية ومعلمة ومعالجة لخلق أدوات للتعليم المصحح ومشخصة تعليمية وحاصلة على لقب الدكتوراة في علم النفس التربوي والإرشادي