لماذا سأصوّت للجبهة والتغيير؟

في الانتخابات القادمة، التي ستجري في الأول من تشرين الثاني 2022، سأشارك لأول مرة في الانتخابات.

وبصفتي ناشطة في العمل السياسي، أشعر بالمسؤولية من أجل رفع نسبة التصويت بين الشباب العربي.

أعتقد، أولًا، أنه يجب أن نكون جزءًا من العمل السياسي في البلاد
وثانيًا، وجودنا كعرب في الكنيست مهم جدًّا من أجل تمثيل مجتمعنا لنكون جزءًا فعّالًا في اتخاذ القرارات، ولكي يكون الكنيست منصّة أخرى وميدانا آخر للتصدي لكل القوانين والقرارات العنصرية التي تسنّ وتُمارَس ضدنا.

وفي هذه الانتخابات أشعر بمسؤولية أكبر، لأنني مشاركة بشكل أكبر في اتخاذ القرارات، على مستوى منظمة الشبيبة الشيوعية، من أجل مصلحة شعبي. والقصد هنا في العمل الانتخابي وإقناع الشباب لتبنّي دور فعّال في الانتخابات. الهدف الأول هو الخروج للتصويت، والهدف الثاني هو تشجيعهم على التصويت للقائمة التي تمثلهم تمثيلًا مشرّفًا وتحصل حقوقهم بطريقة مشرّفة دون القبول بفتاتٍ وبقايا.

في وقتنا هذا وخاصة بين فئة الشباب، ندرك أنّ هناك عطبا معينا في فهم أهمية ودور النائب العربي في الكنيست وبالتالي نسمع الكثير من التساؤلات واللوم، مثل "شو عملوا لنا النواب العرب؟". أولا يجب أن نوضح، أن النواب العرب موجودون في المعارضة، ووظيفة المعارضة هي إثارة قضايا الجمهور، وفي الوقت نفسه مواجهة القرارات التي تعارض مصالح مجتمعنا العربي وشعبنا الفلسطيني، أي إن "إنجاز" النائب في الكنيست يُحسب في كيف تصدّى للقوانين والعنصرية وكيف واجه التمييز، وكيف دافع عن مبادئه وصان ثوابته.

إن عضو الكنيست العربي، لديه أمور كثيرة يجب أن يقوم بها، فعدا عن القضايا المركزية، مثل مصادرة الأراضي في النقب، وتوسيع مناطق النفوذ، وإلغاء أوامر هدم بيوت عربية، فعليه أيضًا تقديم اقتراحات لجدول أعمال الكنيست، حيث عليه أن يضع قضايا المواطنين العرب، الصغيرة والكبيرة، على بساط البحث، وهناك الكثير الكثير من القضايا في مجالات البناء والصحة والتعليم والثقافة والرياضة وارتفاع أجور التعليم في الجامعات والسكن للأزواج الشابة.. وغير ذلك الكثير.

ولذلك فإننا نستنتج أن وظيفة عضو الكنيست تتطلب أن يكون على اتصال مباشر مع الجمهور، في القرى والمدن، من أجل أن يطلع على قضايا الناس. وفي الوقت نفسه على الشباب أن يبادروا لعقد لقاءات مع أعضاء الكنيست، من أجل إطلاعهم على المشاكل التي تواجههم، فردية كانت أو جماعية، وهكذا يكون العمل مثمرًا أكثر. لأن العمل الناجح يكون فقط بالاتصال المباشر وإلغاء الحواجز بين الجمهور وممثليه.

في الأول من تشرين الثاني أريد أن أصوّت للأعضاء الذين اهتموا بقضايا العنف ضد النساء، وبمعاقبة المجرمين بحق النساء، وأن أصوّت لمن اهتم بقضايا الطّلاب، والسكن، البيئة والأطفال، لمن حاول وناضل لتمرير قانون بناء مشفى في سخنين وقانون لم الشمل، القائمة الوحيدة التي فعلت كل ذلك دون التذلل تحت أذناب اليمين هي قائمة الجبهة والعربية للتغيير.

باعتقادي إن فترة الانتخابات هي فترة مثالية أيضًا في مجال تقوية العلاقة بين فئة الشباب وبين أعضاء الكنيست، فعندما يشارك كل منا في اختيار عضو الكنيست والحزب الذي يتوافق مع آرائه، فهذا يمكّننا أن نؤثر على نشاط وبرنامج عمل عضو الكنيست الذي نختاره.

من المهم الإشارة إلى نقطة مهمة، بأن الشباب العرب يبتعدون عن العمل السياسي والعمل بين الناس. أنا أعتقد أن السياسة تؤثر على حياتنا، فالتمييز ضدنا نابع من سياسة الحكومة، وإذا شاركنا في العمل السياسي سيكون بقدرتنا على مواجهة هذه السياسة، والأهم من ذلك أن هناك قوى يمينية متطرفة تعلن أنها لا تريد عربا في هذه البلاد، وهذا الأمر يحتم علينا أن نكون واعين لما يجري حولنا، يجب أن نكون واعين ومشاركين، فالأمر يؤثر أيضًا على وجودنا ومستقبلنا.

هناك قضية أخرى وهي قضية شعبنا الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال والقتل والتشريد، واجبنا أن نعمل من أجل إنهاء الاحتلال من خلال العمل مع نشطاء السلام اليهود. لأن تحقيق السلام وإقامة الدولة الفلسطينية، يؤثر ايضًا على مستقبلنا وحياتنا، فاستمرار الاحتلال والتوتر يؤثر على حسن العلاقة بين العرب واليهود وبالتالي يؤثر على حياتنا. وعلى عضو الكنيست الذي يمثلني أن يضع هذا الأمر في مركز أعماله.

العمل البرلماني مهم جدًا، ولكن من يستحق أن يمثلنا هناك؟

من يستحق ان يمثل الناس، فقط من هو منهم وبينهم طيلة العام، بين الأطفال في الخلايا والمخيمات والكرنڤالات، بين الشباب في الطلائع ورابطة الطلاب.

كوادرٌ جبارة بأجيال مختلفة، تجد في نشاطاتنا ابن ال 5 سنوات وابن الثمانين عاما، يقفون معًا.. كوادرٌ جبارة فيها من كل الأجيال والفئات، تعمل بلا كلل ولا ملل، توصل الليل بالنهار، وتبقى صامدة.

صوتي "وم" لأنّ جبهتنا أكثر من يستحق أن يمثل الناس في البرلمان.


كاتبة المقال: حلا بشارات (18 عاما) من يافة الناصرة، خريجة مدرسة الجليل الثانوية البلدية وعضوة في الشبيبة الشيوعية.

حلا بشارات

(18 عاما) من يافة الناصرة، خريجة مدرسة الجليل الثانوية البلدية وعضوة في الشبيبة الشيوعية

رأيك يهمنا