ومضى عام 2021 حاملا أيامه الأخيرة ليرحل الى مكان لن يعود منه أبدا لكن ذكرياته في المشهد الرياضي ستبقى محفورة بالأذهان تماما كما هو الحال في كل عام ليمضي الفائزون وهم يحملون بصمتهم التي تركوها خلفهم ويراجع الخاسرون ملفاتهم وحساباتهم لتعويض ما فاتهم من سوء الطالع الذي لازمهم....

في كل عام تتحد في المشهد الرياضي العالمي قصص وروايات النقاد والاعلاميين والمهتمين بهذا المشهد لاختيار نجمهم المفضل وفريقهم المميز في مختف الألعاب ، وعندما نتصدى للحديث عن نجومية خارقة أو حضور متميز لنجم كبير صبغ العام 2021 بصبغته وادائه اللامع فإننا نتجه بالبوصلة هذا العام الى ايقونة الكرة الارجنتينية ليونيل ميسي الذي قدم في بطولة كوبا أميركا أفضل العروض واستحق لقب اللاعب الأفضل وجائزة الهداف مع 4 أهداف وأهدى منتخب بلاده الكأس التي غابت عن خزائن التانجو منذ العام 1993 وحقق ما عجز عنه الملك البرازيلي بيليه والاسطورة الارجنتيني الراحل مارادونا حيث فشلا بالفوز بهذا اللقب ...

أخفق ميسي في ثلاث محاولات سابقة في الأعوام 2007 أمام البرازيل و2015 و2016 أمام تشيلي بالوصول الى حلم التتويج بكوبا أميركا لكنه في العام الحالي نجح باعتلاء المنصة بتتويج مستحق ليحصد اللاعب الأفضل على مستوى العالم سبع مرات لقبه الدولي الأهم...

بفضل ميسي عادلت الارجنتين الرقم القياسي بعدد مرات الفوز بالبطولة القارية مع 15 لقبا بالتساوي مع اوروغواي في حين يعتبر اللقب الثالث لميسي في مسيرته الطويلة بعد بطولة العالم تحت 20 سنة مع الارجنتين في العام 2005 وذهبية مسابقة كرة القدم في اولمبياد بكين عام 2008.

غادر ميسي برشلونة بسبب عدم مقدرة النادي الكاتالوني على الوفاء بالمبالغ المالية الكبيرة التي يستحقها والتحق في النادي الأغنى عالميا باريس سان جيرمان محققا بداية متواضعة سترتفع قيمتها تدريجيا في سعي الفريق الباريسي لتتويج جديد يحث الخطى من أجله بكل ثقة مع التركيز على لقب دوري ابطال اوروبا الذي بات يشكل هاجسا للفريق الفرنسي وان تحقق في أواسط العام القادم فانه دون شك سيمنح ميسي دفعة معنوية هائلة للتألق في مونديال قطر خريف العام القادم وهو ما يمثل آخر فرصة على الأغلب للأسطورة الارجنتينية لتحقيق حلمه الأكبر على كل المستويات والأصعدة...

مع ألقاب وبدون نياشين يبقى ميسي موهبة عالمية تضاهي بيليه ومارادونا ولا يتفوق على ثلاثتهم أحد في تاريخ طويل لكرة القدم العالمية بدأ منذ كتابة الصفحة الاولى في تاريخ المونديال عام 1930 في اوروغواي مرورا بدوري ابطال اوروبا وكوبا أميركا وبطولات الدوريات المحلية ومسابقات الكؤوس التي حطم فيها ميسي كل الأرقام وتوج نفسه زعيما بدون منازع متفوقا في غلته التهديفية على كل نجوم برشلونة....

انجازات نضع من خلالها ميسي نجما لعام 2021 متطلعين دوما الى العام القادم لنرى ماذا أعد لنا البرغوث الصغير في مسعاه لاختتام حياة كروية عامرة بالألقاب والبطولات.

 


كاتب المقال: منير الغول وهو المحرر الرياضي لصحيفة القدس منذ عام 1986.

منير الغول

المحرر الرياضي لصحيفة القدس منذ عام 1986

شاركونا رأيكن.م