شاركت قبل بضعة أشهر برفقة صديق عزيز حفل زفاف شمالي البلاد، في الحفل تواجد معنا على نفس الطاولة عضو كنيست عربي وخلال الحفل قام المطرب بإلقاء التحية وذكر أسماء بلداتنا العربية التي نعتز بها ولكنه لم يعرّج على منطقة النقب ولم يذكر بلدة من بلداته، فإذا بعضو الكنيست قد تنبه للأمر فقال لصديقي ممازحا "المطرب ما جاب سيرة النقب" فكان رد صديقي له "المطرب مثل أعضاء الكنيست العرب، النقب في القلب، ومش بحاجة يثبت ذلك".

هذا الموقف البسيط قادني لتساؤل مهم، ما هو دور الأحزاب العربية مما يحصل في النقب وكيف يترجم حب النقب الذي في القلب على أرض الواقع؟!

انتهجت غالبية الأحزاب الفاعلة على الساحة السياسية سياسة إطفاء الحرائق تجاه ما يجري في النقب، فغالبية ما تقوم به الأحزاب هي بالأساس ردود فعل وليس برنامج عمل سياسي لمواجهة التحديات القائمة والتصدي لها ولا يملك أي حزب من الأساس خطة عمل سواء على المدى القريب وكذلك على المدى البعيد وما هو تمثيل أهالي النقب داخل الأحزاب العربية ومدى تأثيرهم وهل هم شركاء في دائرة اتخاذ القرارات ، خاصة إذا ما أشرنا إلى أن حزبا سياسيا ما يبلغ عدد أعضائه حوالي 1000 عضو فيما يبلغ عدد أعضائه من منطقة النقب حوالي 30 عضوا أي ما نسبته حوالي 3% فقط من مجمل أعضاء الحزب!

وزيادة على ذلك فإنه ذات الحزب يوجد له أكثر من 70 فرعا على طول البلاد وعرضها بينما عدد فروع هذا الحزب في البلدات العربية في النقب هو صفر (0)!!!!

هذه الدلالات تقودني للقاء مع شخصية "سياسية" دافعت عن جدوى الشراكة العربية-اليهودية، وحجته في ذلك أن هنالك 4 شبان يهود رافضين للخدمة العسكرية -مع تأكيدي الشخصي نبل هذا الموقف الأخلاقي الذي لا نقاش عليه" ، فيعود ليكرر بأن هذا موقف سياسي "عميق" وبسبب مواقف كهذه فإنه نعم تستوجب تستحق الشراكة العربية- اليهودية.

إذن على المقياس فإني أنوه على أنه في آخر 5 سنوات هدم في النقب أكثر من 10 آلاف بيت ناهيك عن مصادرة الأراضي وتحريش المحاصيل الزراعية ومنع بناء البيوت وهذا غيض من فيض من السياسيات التي يعاني منها عرب النقب البدو.

أليس هذا الموقف وهذا الصمود هو أيضا موقف وطني وأخلاقي "عميق" يستوجب الشراكة العربية-العربية أولا، شراكة المحرومين من أرضهم على أرضهم!

يبدو لي أن ذنب عرب النقب أنهم ليسوا "تقدميين" فلو أنهم كانوا كذلك لاستمات البعض لبناء شراكة سياسية "عميقة" معهم!

توفيق طوبي أحد القيادات السياسية وهو الذي كشف مجزرة كفر قاسم قال مقولته الراسخة لأعضاء الكنيست العرب الذين صوتوا ضد إنهاء الحكم العسكري الذي فرض على شعبنا ما بعد النكبة، هذه المقولة تصلح لمواقف سياسية أخرى:

"اخجلوا على حالكو...دم ما في عندكم"


كاتب المقال: عزّ الدين أبو الطيف وهو ناشط اجتماعي من سكان مدينة رهط، حاصل على اللقب الاول في العلوم الطبية المخبرية من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية.

تصوير: وليد العبره. 

 

* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن "فارءة معاي" او القيمين\ات عليها.

عز الدين أبو الطيف

ناشط اجتماعي من سكان مدينة رهط، حاصل على اللقب الاول في العلوم الطبية المخبرية من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية

شاركونا رأيكن.م