السكري في المجتمع الفلسطيني في إسرائيل- معطيات مقلقة وثورة في العلاجات

بحسب معطيات المنظمة العالمية للسكري IDF عدد مرضى السكري للعام 2021 عالميًا هو 537 مليون ومن المتوقع أن يصل إلى 643 مليون شخص في العام 2030 و783مليون في العام 2045.

ثلاثة أرباع مرضى السكري يعيشون في دول متدنية الدخل؛ ونصف مرضى السكري غير مشخصين. السكري تسببت بوفاة 6.7 مليون انسانا في العام 2021. أكثر من 1.2 مليون مصابون بالسكري من النمط الأول.
21 مليون امرأة أصيبت بسكري الحمل. 541 مليون باحتمال عال للإصابة بالسكري من النمط الثاني. 11.5% من ميزانية الصحة مخصصة لمرض السكري في العالم في العام 2021 وهو ما يعادل ال 966 مليار دولار وأكثر الدول التي تتصدر قائمة أعداد مرضى السكري هي: الصين، الهند، باكستان، الولايات المتحدة، أندونيسيا، البرازيل، المكسيك، بانغلادش، يابان ومصر.

ما هو مرض السكري؟

السكري هو ارتفاع معدل السكر في الدم ما يزيد عن 126 ميليغرام. وما قبل السكري هو ارتفاع نسبة السكر في الدم فوق المعدل العام اي بين 126-100 ميليغرام.

يقسم السكري إلى ثلاثة أنواع رئيسية:

• الأول – سكري الشباب) عادة ما يصيب من هم في سن الولادة حتى ال (35 حوالي 10% سببه خلل في المناعة. حيث إن جهاز المناعة يهاجم الخلايا التي تفرز الأنسولين في البنكرياس، والسبب في ذلك غير معروف تمامًا، ولكن في الغالب دمج بين العوامل البيئية والوراثية.

• الثاني – الذي يستحوذ على 90% من مرضى السكري. وما يميزه بأن خلايا الجسم لا تتجاوب بشكل جيد مع الأنسولين، ما يؤدي إلى ارتفاع السكر في الجسم ويدفع بالبنكرياس إلى إفراز أكثر للإنسولين بشكل تدريجي ما يؤدي إلى فشل خلايا البنكرياس التي تفرز الإنسولين بنهاية الامر. حتى الماضي القريب كان يلاحظ الأمر لدى كبار السن، غير أن اليوم بتنا نراه بشكل متزايد لدى صغار السن أيضًا.

• الثالث – سكري الحمل.

وهنالك أنواع أخرى من السكري.

عوامل الخطر:

العامل الوراثي (سكري في العائلة)؛ وعوامل بيئية كالسمنة، والغذاء غير الصحي، والابتعاد عن النشاط الجسدي، والتقدم في العمر، "ما قبل السكري"، وسكري الحمل وغيره. ومؤخرا أشارت بعض الأبحاث إلى ارتفاع باحتمالات تطور مرض السكرى لدى من أصيبوا بفيروس كورونا.

لتجنب تطور المرض، يوصى بـ:

اعتماد نمط حياة صحي (غذاء ونشاط جسدي) من أهم العلاجات لمنع السكري. بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض الأدوية التي تخفض من نسبة الإصابة بالسكري مثل الميتفورمين - Metformin.

مضاعفات السكري:

ممكن أن يتسبب داء السكري مع مرور الوقت بإلحاق الضرر بالقلب والأوعية الدموية، والعينين، والكلى، والأعصاب. إذ يزداد احتمال تعرض البالغين المصابين بالسكري للنوبات القلبية والسكتات الدماغية بضعفين أو ثلاثة اضعاف. 60% من مرضى السكري فوق سن ال 60 يتوفون بسبب مضاعفات القلب والدماغ. إصابة الجهاز العصبي (تلف الاعصاب) يؤدي إلى زيادة احتمال الإصابة بتقرحات القدم والتعفن مما قد يستدعي بتر الأطراف؛ ومن بين المضاعفات الأخرى، اضطرابات في الجهاز الهضمي وفي الأداء الجنسي. يشار إلى أن إصابة الشبكية تعد من الأسباب الرئيسية للعمى عند مصابي السكري. ويعد السكري من الأسباب الرئيسية المـؤدية للفشل الكلوي.

العلاج ومنع التعقيدات:

يكمن في الغذاء والنشاط الجسدي وتخفيض الوزن لدى من يعاني من السمنة الزائدة وبعض العقاقير.

حتى الماضي القريب كان علاج السكري يعتمد على تخفيض مستوى السكر في الدم وإيصاله إلى المعدل الطبيعي قدر الإمكان، حيث إن الأبحاث أشارت إلى أن علاجا مكثفا للسكري خفض من بعض التعقيدات في العيون، الكلى والاعصاب. بكلمات أخرى، كنا نسعى للوصول إلى توازن السكر في الدم منعًا لإصابة العينين، والكلى والأعصاب، ولكن لم ننجح في تخفيض نسبة الوفيات جراء تعقيدات في القلب والدماغ. حيث إن 60% من مرضى السكري ممن هم فوق ال 60 عامًا يتوفون بسبب تعقيدات المرض وتأثيراته على القلب والدماغ.

في العقد الأخير أدخلت مجموعتا عقاقير جديدتان لعلاج السكري: GLP-1 A אנקריטינים و SGLT2–I وفي الأعوام الأخيرة الماضية أبحاث حول هذه العقاقير أثبتت قدرتها على تخفيض نسبة السكر في الدم بالإضافة إلى تخفيض الوزن والأهم تخفيض نسبة الوفيات من ذوي الخلفيات المرضية المتعلقة بالقلب والأوعية الدموية، وكذلك حماية الكلى لمن يعانون من السكري أو غيره من الأمراض. وعليه هاتان المجموعتان من العقاقير باتت تحتل المكان الأول في علاج مرضى السكري عالميًا، لا سيما بين المرضى ذوي الخلفيات المرضية التي تتعلق بالقلب والأوعية الدموية والكلى.

في الختام، لا شك بأن العقد الأخير وبفضل هذه العقاقير شهد ثورة في علاجات مرض السكري، من تخفيض التعقيدات ومنع المضاعفات، إلى حماية الكلى، والقلب والدماغ بشكل أنجع وأنجح ما أدى بالضرورة إلى التقليل من خطر الوفاة جراء مرض السكري.

كاتب المقال: د. فياض عدوي وهو مدير وحدة الغدد الصماء والسكري في مستشفى صفد.