جمعية حياة للأيتام من رحم الصّعاب تولد المحبة

من طفل يتيم لمؤسس جمعيّة تحتضن الأيتام، رأى الدّنيا بصورة أجمل وشق طريقًا طويلة وصعبة لكن في نهاية المطاف غرس علم انتصاره أعلى القمة. رسم هدفه وخطّط له بكلِّ دقة ومسؤوليّة على الرّغم من ظروفه الصّحية القاهرة، لم يستسلم ونظم أفكاره واحدةً تلو الأخرى لتمسي من المشاريع القياديّة الّتي غمرت ضحكات الأطفال بكلّ حبٍ ومودة.

تأسيس حياة ورسالتها

تأسست جمعية حياة عام 2017 وانطلقت من مدينة النّاصرة على يد الشّاب أمير ناصر، الذي كشف لنا عن رسالته في مدّ يد العون ورعاية الأيتام ومساعدتهم للنهوض والانخراط مع أبناء جيلهم، من خلال مشاريع الجمعيّة الكثيرة الّتي تعمل على توفير الرّعاية المعنويّة والمساعدة في حال كانت هناك أية مشكلة، وتقديم الدّعم المالي إضافةً لصندوق حياة المختص بدعم طلبة العلم والتّعليم الأكاديمي.
كما تقدم الجمعية خدماتها أيضًا لمجموعات أولاد في ضائقة وخاصة المتواجدين في البيوت الدّافئة مثل: هوستيل عدن في عكا، ودير كريش في بيت لحم، بهدف دمجهم في المجتمع من خلال مجالات عدة كالتّربية والفن والرّياضة وغيرها... بالإضافة إلى تقديم خدمات ل 50 عائلة أحاديّة الوالديّة.

 رؤية حياة

حرصت جمعية حياة على توفير الحد الأقصى من الدّعم من أجل إيصال رسالتها بالشّكل المخطّط له، وجاء هذا من خلال المشاريع التي نجحت في تطويرها وإظهارها للعلن منظمة متينة قادرة على المواجهة وقادرة على احتضان الكثير من الأبناء الذين فقدوا أنصاف الشّعور بالمحبة والحنان.
ووصلت الجمعية لهدفها حيث وازنت في التعامل مع الأيتام بشكل دقيق كما وصف لنا ناصر الحالة النّفسية للطفل، إذ أنه يشعر بالعطف المفرط كما يشعر بالنقص أيضًا، وعلى أي شخص يحب أن يقدم المساعدة له عليه أن يتعامل معه كشخص عادي لا يظهر شفقته ورحمته، ولا يغدق عليه بالمحبة لأنه سيتجاوب بشكل عكسي ويحس أكثر بضعفه.

 مشاريع حياة

حققت جمعية حياة لرعاية الأيتام الكثير من النّجاحات والإنجازات الّتي توالت خلال الأعوام القليلة الماضيّة، إذ ابتكرت البرامج الجديدة الّتي تهدف لتقديم خدمات ترتقي لتطلعات الأطفال والعائلات الّتي ترعاهم من خلال خدماتها.
وشهدت النّشاطات الأخيرة الكثير من الثّناء كونها ترجمت إحدى أهداف الجمعية في العائلات الحاضنة، كما وأنشأت نقلة ملحوظة في تطوير مفهوم العمل المؤسسي والتّطوعي المنظم، إضافةً للعديد من الفعاليات المبتكرة الّتي تعزّز روح المساعدة ليبدأ عام 2021 برصيد مليء بالنّجاحات لصالح حياة.
وفي حديث مع أمير ناصر أسدلنا السّتار عن المشاريع التي غيّرت النظرة النمطيّة المعتادة تحت إطار العمل المؤسسي المنظم داخل المؤسسات والجمعيات التّطوعية.
بداية تحدث عن مشروع التبني الذّي واجه الكثير من الصعوبات ومنها الدّينية والاجتماعية، وبدورها حياة تسعى لتقديم المشاركة لأطفال التبني وللعائلات المساعدة كمثال على نجاح المشروع.
ومن التّبني للأسرة الحاضنة مشروع أخر يتحقق في حياة، كونه أسهل من التّبني فيما يتعلق بالدين، وكان التّعاون هنا مع شركة "אדנמ" صاحبة الامتياز لمناقصة الأسرة الحاضنة.
أما نموذج العائلة المضيفة كان له دورًا مميزًا وناجحًا في مختلف القطاعات فقد تم التعاون بين الجمعية والمدارس الدّاخليّة، وجمعية الأطفال المعرضين للخطر، وجاءت فكرة هذا المشروع لدعم واحتضان الأطفال اليتامى بشكل أسبوعي، لتكوّن حياة 6 عائلات مضيفة مع بداية 2021.
وكشف أمير ناصر أيضًا عن خطوة مهمة لتعزيز ودمج الأبناء في الجامعات والمعاهد العليا، وأكد أن هناك 17 طالبًا مرشحًا للمتابعة الأكاديمية والتّوجيه المهني والاجتماعي، حيث سيهتم صندوق حياة بمرافقة طلبة العلم ودفع الرّسوم المتطلبة للدراسة والسّكن والمواصلات. وقدرت نفقات النقابة 20000 شيكل لكل طالب سنويًا.

 هدف حياة

عرفنا في الماضي أن دار الأيتام هي المكان الّذي يقدم الطعام والملابس فقط لأطفالٍ فقدوا الأم أو الأب أو الاثنين معًا، لكن وصلنا اليوم لجمعية تعنى بالطفل منذ الصّغر ترافقه في مدرسته وتحضنه بكلّ محبة، تزرع بداخله قيم تربوية وأخلاقية وترافقه حتى التعليم العالي ليمسي فردًا ناجحًا في المجتمع...
هذه جمعية حياة، وهذا هدفها الذي ينثر السعادة في قلوب الأبناء.


كتبت التقرير: سناء مظهر عبّاس خريجة لقب أول في اللّغة العربيّة والإعلام- الجامعة العربيّة الأمريكية، وطالبة تحرير وتدقيق لغوي

سناء مظهر عبّاس

حاصلة على اللّقب الأوّل في اللّغة العربيّة والإعلام من الجامعة العربيّة الأميركيّة وطالبة لقب ثاني بتخصص تحرير وتدقيق لغويّ

شاركونا رأيكن.م