أن تكوني امرأة في المجتمع العربي هو تحدٍّ ولكن أن تكوني مع إعاقة فهو التحدي الأكبر!

للأسف، إننا نلحظ ازديادًا ملموسًا في كل ما يتعلق بتعرض النساء مع إعاقة لأنواع العنف وأشكاله المختلفة كالاقتصادي، والنفسي، والجنسي والجسدي أيضا.

كما بات واضحًا من خلال ظواهر التحرشات والاعتداءات المتكررة والمتزايدة أنه يتم التعامل مع الإعاقة على أنَّها أسهل لاستغلال الضحية كون الإعاقة بالفعل يمكن أن تعيق تعامل المعتدى عليها واختيار رد الفعل المناسب.

إنَّ معظم الاعتداءات التي شهدناها في مجتمعنا كانت من نصيب النساء اللواتي يعانين من إعاقات ذهنية ونفسية؛ وهذا نتيجة لعدم القدرة لدى المعتدى عليها أن تميز نوايا المعتدي، واستنادًا لتجارب العديد من النساء، كان من الواضح وجود الأفكار النمطية الخاطئة عند قسم من المعتدى عليهنّ بأن الإعاقة تسهل من التعامل مع المرأة كضحية، وأيضا الاعتقاد السائد بأن وجود الإعاقة يؤدي إلى شعور بالنقص لدى النساء وهنّ طبعا بحاجة ماسة إلى هذا التواصل الذي يتحول لاعتداء.

للأسف، إنَّ المعطيات غير واضحة فيما يتعلق بالعنف لدى النساء مع إعاقة ولكننا نلحظ في الفترة الأخيرة تزايدًا مقلقًا وبالتحديد في المؤسسات الخاصة التي كان من المفروض أن تكون بمثابة بيت دافئ وآمن لهن.

محور العنف ضد النساء مع إعاقة كان مهملا بعض الشيء ولكننا نستطيع التحدث عن بعض المبادرات وحملات التوعية في هذا المجال، وعلى الرّغم من هذه المحاولات كلِّها إّلا أننا نفتقر أحيانا لبعض الإتاحات لبعض الإعاقات مثل التعامل مع امرأة مع إعاقة سمعية، وغيرها.

بعد تجربة استمرَّت لما يزيد عن تسعة عشر عامًا في التطوع في أحد مراكز المساعدة لضحايا العنف الجنسي والجسدي، أعتقد أن هناك ضرورة لدمج وتوفير الإتاحة لعدد أكبر من المتطوعات في هذه المراكز، وأيضا إتاحة الفرص أمام المهنيات مع إعاقة لإشغال مناصب مهنية في هذه المجالات ليتسنى لنا التفكير بالآليات السليمة لمكافحة هذه الظاهرة، آخذين بالحسبان كافة التحديات والمعيقات التي قد تواجهها المرأة أو الفتاة كونها مع إعاقة.

 


كاتبة المقال: هناء شلاعطة وهي مستشارة تنظيمية ومبادرة اجتماعية وموجهة مجموعات.

هناء شلاعطة

مستشارة تنظيمية ومبادرة اجتماعية وموجهة مجموعات

شاركونا رأيكن.م