مبادرات ثقافية نقباوية

ارتأينا في نشرة تشرين أول هذا العام، أن نسلط الضوء على غيض من فيض المبادرات الثقافية اللافتة التي تأتينا من النقب، في روافدها المختلفة التوثيقية، التقليدية والمعاصرة.

 

المبادرة الأولـى – "الهجرة إلى الجنوب" للكاتب والباحث في تاريخ النقب موسى سلمان الحجوج:

وهو إصداره الأخير من أصل عشرة كتب، وقد عكف عليه طيلة سبع سنوات، التقى خلالها مع أكثر من 155 معلم من الشمال والمثلث والجليل ومدن الساحل لرصد مسيرتهم التعليمية، ممن عملوا في المدارس العربية في النقب منذ عام 1949 وحتى اليوم.

يقول الأستاذ موسى: "روى لي كل مرب التقيت به، حكايات سنوات الخمسين من القرن الفارط، والويلات والصعوبات التي كانت تعترض طريقهم في جهاز التعليم.كل مرب له حكايات طويلة في النقب، وكل مرب سرد لي قصصا كثيرة لم تخرج للنور بعد، حكايات تصاريح الحاكم العسكري، طريق الوصول للمدرسة سيرا على الأقدام لمسافات طويلة وأحوال المدارس العربية في النقب المأساوية في ذلك الزمان، وفصل المعلمين من عملهم ونفيهم لمناطق بعيدة.كذلك حكايات الواجب للأهل في النقب، والخدمة الطيبة المخلصة التي أداها المعلمون من أهلنا في الشمال للنقب. وحكايات أخرى كثيرة منها المأساوي وأخرى فيها من عبق الماضي."

ويضيف: "في الكتاب معطيات تنشر لأول مرة عن التعليم في النقب، كذلك معلومات عن المدارس ووثائق كثيرة عن مراسلات المعلمين للوزارة، ووثائق أخرى سيجد فيها القارئ معلومات تساعده في فهم الحياة السائدة في النقب خلال فترة الحكم العسكري."

ويختتم كلامه قائلا: "لقد نذرت نفسي منذ الصغر لهذا الوطن الذي يسكن بي وشرعت أنسج له من خيوط عواطفي ومن شعاع ملحمة النضال والبقاء وفياً له."

عن الكاتب: موسى سلمان الحجوج وهو ناشط في مجال التوثيق الشفوي ويعد من أبرز المدافعين عن التاريخ الشفوي بخصوص الحالة في قضاء بئر السبع، خصوصا وأنها لا تلاقي استحسانا ولا اعتبارا من قبل المؤرخين الأكاديميين الذين يعتمدون أكثر على الوثيقة التاريخية الصرفة. هذا هو كتابه العاشر. كما أنه موسيقي يعزف على آلات موسيقية شعبية عدة منها الربابة والسمسمية.

المبادرة الثانية – "مبدعون في ظلال الكلمة":


الواتساب في خدمة القصيدة

في مبادرة للشاعر والنّاشط الثقافي سعد ابو غنّام انطلقت مجموعة مبدعون في ظلال الكلمة كمجموعة واتساب خاصّة بمساق الكتابة الإبداعية في مركز تطوير كوادر التدريس - تل السبع سنة 2018 وبعد انتهاء المساق ازداد عدد المنتسبين لمجموعة الواتساب حتى تخطّى المائتين مشترك من جميع أنحاء البلاد ومن خارجها وجلّهم من المبدعين والمبدعات ومحبّي الأدب والشعر من كافّة أطياف المجتمع.

تهدف المجموعة إلى إطلاع الجمهور على تجارب شعرية فلسطينية وعربيّة هامّة لم تحظ بالاهتمام الكافي ولم تترسّخ بعد في الذاكرة الجمعية الثقافيّة العربيّة، أسماء مثل غسّان زقطان وزكريا محمد وشربل داغر وعلاء خالد وعبد الوهّاب المؤدّب ووجوه شابّة مثل دعاء سويلم.

تطمح المجموعة الى تنظيم لقاءات شعرية بمشاركة أعضاء المجموعة ومهمتّين آخرين بالكلمة المكتوبة.

للمزيد من المعلومات حول المبادرة، اضغط\ي هنا.

المبادرة الثالثة – أعمال الفنانة والمصوّرة سارة شحدة:

تنتمي إلى الصحراء وليس إلى قرى وأماكن تعتبرها اغترابا وحصارا. درست الفن التشكيلي وحصلت على اللقب الأول ثم درست الفن لمدة ست سنوات في مدارس مختلفة في النقب وخلال هذا الوقت كانت ترسم وتصور في آن واحد. قامت بإنشاء صفحة تجمع فيها كل مصورين النقب اسمها "الدرب". الهدف هو استخدام الكاميرا في مجالات يمكن أن تعود بالفائدة على النقب. مع تطور علاقتها مع الكاميرا وازدياد تعلقها وشغفها بالصحراء. تقول سارة: "عندما أسير وحدي في الصحراء ومعي الكاميرا انفصل انفصال تام عن العالم الخارجي ولا شيء يبقى سوى حوار عميق مع الله والجبال. الكاميرا علمتني أن أكون شجاعة مستقلة وحرة فكريا. بالنسبة لي هي قارب نجاة وهي حلقة وصل بيني وبين العالم."

بالنسبة للمواضيع التي تطرحها سارة من خلال الصور، كل شي يخص الإنسان وصراعه الداخلي وصراع المجتمع البدوي والتغيرات الحادة التي تحدث له سواء كان هذا على الصعيد السياسي أو العادات والتقاليد. وتقول: "ليس سهلا أن تكوني امرأة فنانة ومصورة في مجتمعنا نعم سهل كمصورة تجارية لكن كمصورة فنية وتطرح قضايا تريد أن تقترب أو تقتحم خصوصية المجتمع فهذا يتطلب تضحية كبيرة جدا وعمل مرهق للنفس قبل أن يكون للجسد. لكن حبي للنقب دائما يكون في المقدمة أحب هذا المجتمع وسوف احمل قضيته معي أينما ذهبت." 

من بين مشاريعها الأخيرة، كما وصفتها بكلماتها:

"ما لم أقله لأحد"

عمل جسدت فيه الكبت الذي يعاني منه الفرد لأن الإنسان عبارة عن مجموع كل الكلام الذي لم يقله.. تحديدا المرأة أو الانثى بشكل عام هي مقيدة من الخارج وايضا تقيد نفسها وذلك بسبب الخوف الذي يكبر بداخلها على مر السنين. كل حقيقة بداخلنا تتطلب منا شجاعة لإخراجها للشمس ولكي تلامس الضوء لكن الثمن أحيانا يكون باهظا جدا لذلك الأغلب يختار الصمت وأنا هنا اخترت اليدين لكي اخبركم بأمور كثيرة.

 لمشاهدة الفيديو، اضعط\ي هنا.

"هبة سعوة"

مجموعة صور من أحداث النقب الأخيرة، في مظاهرة سعوة.. كنت هناك ووثقت كل ما حدث أثناء المظاهرة بالنسبة لي كانت تجربة غريبة وفريدة من نوعها كيف اتحد الجميع وتشاركوا الخوف والحب والنجاة كنت أرى الناس يتسابقون ليساعد أحدهم الآخر.. فجأة ظهر الحب على السطح.

للمزيد من المعلومات حول أعمال سارة، اضغط\ي هنا.
 

المبادرة الرابعة - "بوابة الشعراء" للشاعر النبطي سلامة إسماعيل القيعان:

يقول سلامة: "بدأت رحلتي مع الشعر النبطي منذ عشر سنين تقريبا. البداية كانت صعبة للغاية، لم أكن أعرف الوزن ولا القافية إلى أن هداني الله إلى فيديوهات عبر اليوتيوب وبعد بضع سنين إلى شاعر من أرض الحجاز يقيم في الرياض اسمه سعيد الثقفي. لقد كان آخر محطاتي في التّعلم ومن ثم بعد ذلك أخذت زمام الأمور على أصولها وتوجهت إلى موقع اسمه بوابة الشعراء. وتمت إجازتي بشعري النبطي على يد الأستاذ – حمد الحجري- الشعر النبطي له تاريخ عريق مع البدو في ترحالهم وحياتهم في الصحراء. وأتمنى أن يكون في النقب خاصة أن كثيرا من الشعراء الذين يكتبون على هذا الطّرقِ الجميل الذي نحن جميعا بحاجته للتعبير به عن مكنوننا الاجتماعي والسياسي."
للمزيد من المعلومات حول أعمال سلامة، اضغط\ي هنا.
 

المبادرة الخامسة – "الشاب عبد":

الشاب عبد ابن قرية حورة في النقب، هو موسيقي مخضرم، ينحدر من عائلة مبدعة في فنون المرئي والمسموع، وشقيق المخرج السينمائي كمال أبو شارب الذي يعتبر من أول الفنانين النقباويين. أقام عدة جولات فنية في كل مناطق الشمال، متخذًا من سخنين نقطة انطلاقه إلى كل مناطق وادي عارة والجليل.
أقام منذ أربع سنوات الانسامبل المؤسس لمسرح حورة البلدي ويعمل حاليا على إنجاز رسالته للدكتوراة من جامعة تل ابيب في الإخراج السينمائي.
الشاب عبد بدأ مشواره مع الموسيقى وكانت له عدة مشاريع خارج البلاد آخرها كان مشروعه مع نساء سربرنيتسا حيث جرت المجزرة الفظيعة في البوسنة والهرسك.
للاطلاع على بعض أعماله، اضغط\ي هنا.

 

المبادرة السادسة – أعمال الفنانة حلا أبو جعفر:

حلا أبو جعفر، سينمائية شابة من سكان مدينة رهط، أنهت سنتها الثانية في التعليم الأكاديمي للقب الأول في صناعة الأفلام في كلية "سبير" في النقب. تتناول أفلامها قضايا النقب. في فيلمها الأول تطرقت فيه إلى عنصرية الشرطة الإسرائيلية تجاه العرب الفلسطينيين.

تقول حلا: "أحببت السينما والتلفزيون منذ نعومة أظفاري. أمي كانت مدمنة أفلام بالأخص الأفلام العربية، ويبدو أني ورثت هذه الهواية منها، غير أنني اخترت التعمق في عالم الأفلام واكتشفت بأن السينما والإعلام "الإسرائيليين" مغرضان بتناولهما قضايانا – في أسلوب الطرح وفحواه وكذلك مفرداته. أنا سعيدة جدا لكوني الشابة النقباوية الأولى التي على وشك إنهاء تعليمها في كلية "سبير" في قسم صناعة الأفلام. الأمر الذي لم يكن سهلًا لي ولعائلتي، بسبب نظرة المجتمع وكلامهم. لدرجة، أننا وفي سنتي الدراسية الأولى لم نكن نتحدث أبدًا عما يدور في حياتي الدراسية بشكل علني. أما اليوم وبعد أن رأت عائلتي فيلمي الأول ألمس قبولهم للفكرة وإعجابهم بها، بل أصبحوا يشاركون الناس بمجال تخصصي وإنجازاتي. حاليًا، أنا في مرحلة إنتاج فيلم جديد وهذه المرة بموضوع فلسطينيي الشتات، واستعد للاشتراك في مهرجان "سينما الجنوب" مع فيلمي الأول.

للاطلاع على فيلم حلا الأول بعنوان: "البندقية في الفصل الأول!"، اضغط\ي هنا.

شاركونا رأيكن.م