كورونا وعام دراسي جديد...
انطلق العام الدّراسي الجديد في قطاع غزة في منتصف شهر آب/ اغسطس الماضي لعام 2021، قبل الإعلان عن افتتاح أبواب المدارس أمام عشرات الآلاف من الطّلبة والبدء بالتّعليم الوجاهي، تم تعقيم المدارس والفصول المدرسيّة في كلّ من المدراس الحكوميّة والخاصة والأخرى التّابعة للوكالة الأمميّة "الأونروا"، وإعطاء إرشادات مفصلة للمعلمين والمرشدين بطرائق التّعامل مع الطّلبة خلال فترة التّعليم الوجاهي. بدأ العام الدّراسي للهيئة التّدريسيّة في الرّابع عشر من شهر آب الحالي، بينما الطّلبة في السّادس عشرَ، وهذه العودة المبكرة حسب وزارة التّربية والتّعليم بغزة لتعويض الطّلبة عن الفجوات التي حصلت العام الماضي، بسبب نظام التّعليم المدمج الذي استخدمته الوزارة لمواجهة تداعيات الوباء.
وأوضحت وزارة التّربيّة والتّعليم في آخر إحصائيّة لها أنّ عدّد الطّلبة الذين سيلتحقون بالمراحل التّعليميّة الابتدائيّة والإعداديّة والثّانويّة كافة، بلغ 292.325، والطّلبة الجدّد الملتحقين في الصّف الأول بلغ 20.681 طالبًا.
وبَيّنت الوزارة أنّ إجمالي عدّد المدارس الحكوميّة في المديريات كافة بلغ 421 مدرسةً، بينها 10 مدارس جديدة، فيما ستعمل 177 مدرسة لفترة واحدة، و184 مدرسة ستعمل بنظام الفترتين الصّباحية والمسائيّة، وهناك 30 مدرسة صباحي دائم و30 مدرسة مسائي دائم.
استراتيجيّة جديدة
خطة وزارة التّربيّة والتّعليم الموضوعة بدأت بتقسيم العام الدّراسي إلى أربعة فصول، بدلًا من فصلين، وسيكون هناك دروسًا استدراكيّة سيتم العمل بها وفقًا للمنهاج الدّراسي الجديد للمراحل الدّراسيّة كافة، وخاصةً من الصّف الأوّل إلى الرّابع. أما باقي الصّفوف من الخامس حتى الثّاني عشر، سيتم تطبيق مادة استدراكيّة وتعليميّة جديدة، بحيث يتم شرح الدّروس القديمة حسب احتياج الدّروس الجديدة، ومن ثم يتم تعزيز القيم لدى جميع الطّلبة.
أما المعلمون فهم من الفئة الأساسيّة والمستهدفة لتلقي اللّقاح الذي كان اختياريًا في الأشهر الماضيّة، إما الآن فهو أمر إجباري بعد القرار الأخير من وزارة الصّحة بتطعيم جميع العاملين في المؤسسات والوزارات والهيئات الحكوميّة.
مدارس الوكالة الاممية واجراءات مختلفة!
اتخذت الاونروا إجراءات احترازية مضاعفة، منها زيادة أعداد العاملين في مجال النظافة، والقيام بحملة توعوية للطلبة والمعلمين من أجل الوقاية والحفاظ على التباعد الجسدي بالإضافة الى قرارها بإغلاق مقاصف المدارس وهو ما اغضب المتقاعدين مع مدارس الاونروا والذي يبلغ عددهم 167 متقاعد وطالبوا بضرورة تعويضهم
وتؤكد الاونروا ان اتخاذ القرار بعودة المقاصف في ظل انتشار جائحة كورونا ليس سهلاً والأمر ليس إغلاقاً نهائياً ويتطلب من إدارة الوكالة والتعليم والصحة العمل بالدرجة الأولى على صحة وسلامة الطلاب
ويستفيد من برنامج التعليم "الاونروا" في قطاع غزة أكثر من 285 ألف طالب وطالبة من الصّف الأوّل وحتى الصّف التّاسع الأساسيّ، وطواقم إداريّة تشمل المعلمين والمشرفين والإداريين حوالي 10 آلاف شخص.
وجاهي أم إلكتروني؟ أهالي الطّلبة بين نارين ...
التّصريحات الأخيرة من قبل وزارة الصّحة بغزة أثارت قلق ومخاوف المواطنين في المدينة، فتقديرات وزارة الصّحة تشير إلى احتمال زيادة نسبة تفشي الفيروس في الأيام المقبلة، والقلق الآن من العودة إلى التّعليم الإلكتروني الذي يعده نسبة كبيرة من أولياء أمور الطّلبة أنه أقل جدوى من التّعليم الوجاهي، وفي الوقت ذاته هم متخوفون من انتشار الفيروس في ظلّ عدم الالتزام بالتّدابير الوقائيّة، فمعظم المدارس وعلى الرّغم من اتخاذ الإجراءات الوقائيّة ونشر الإرشادات إلّا نسبة ضئيلة من التزم بها.
نسبة كبيرة من الأهالي تؤكد بأنها واجهت صعوبة كبيرة في التّعامل مع أبنائها خلال فترة التّعليم الإلكتروني، الذي بحاجة لآليّة محدّدة ومخصّصة قد لا تتوفر لدى آلاف الأسر من الطّرفين "المعلم والطلبة"، فنجاح التّعليم مرتبط بتوفر جهاز سواء كان حاسوب أو هاتف، وإنترنت بسرعة جيّدة تتوافق مع البرامج المحدّدة لعقد اللّقاءات، وكهرباء متواصلة ، وهي أمور لا تتوفر في كلّ منزلٍ في غزة وإن توفر أحدهما غاب الآخر ، في المحصلة لاحظ الأهالي تراجعًا في أداء طلبتهم خلال التّعليم الإلكتروني.
وتقاطعت نتائج استطلاع للرأي أجراه مركز الدّراسات وقياس الرّأي العام في جامعة الأقصى مع تقييمات الأهالي هذه، إذ أظهر الاستطلاع أنّ 93.3% يعتقدون أن طلبة المدارس والجامعات تأثّروا بالسّلب من اعتماد التّعليم عن بعد بسبب الجائحة.
تأثيرات الجائحة على الحالة التّعليميّة:
انتشار فيروس كورونا غير المتوقع وما تبعه من إجراءات غير مسبوقة كالتوجه والاعتماد على التّعليم الإلكتروني للطّلبة، فكانت مهاراتهم في التّعليم عن بعد متدنيّة ومهارات المدرسين في التّعامل مع تقنيات التّعليم الحديث ليس مناسبة على الرّغم من عقد ورشات عمل وجلسات مكثفة للمدرسين لتمكينهم من التّعامل مع المنهاج إلكترونيًا، إلّا إنّ المعلمين لم تكن لديهم إمكانية مناسبة في البيت للتعليم الإلكتروني إضافة لغياب المهارات لدى الكثير من الأهالي، ولذلك "طلبة الفصول الأساسيّة الأوّل والثّاني والثّالث الابتدائي لم يحصلوا على مهارات الكتابة والقراءة والعمليّة الحسابيّة الأساسيّة المطلوبة لينطلقوا للفصول الأعلى وللمواد الأوسع".
إذ إنّ 80% إلى 90 % من الطّلبة يفتقدون المهارات الأساسية للكتابة والقراءة والعمليّة الحسابيّة.
إنجازات...
على الرّغم من الظّروف القاهرة التي تمر بها غزة وتعيق سير عمليّة التّعليم بشكلٍ سلسٍ إلّا أنّ وزارة التّربيّة والتّعليم تمكنت من إقامة استوديو تصوير تليفزيوني، وخلال ستة أشهر تم تصوير حوالَيْ 2000 فيديو تعليمي قدمت من خلاها شرحًا وافيًا لمناهج الثّانوية العامة.
وتعتمد وزارة التّربية والتّعليم على المنصات الإلكترونيّة للمواد التّعليميّة بأنواعها، لتعزيز وتطوير مصادر التّعليم والتّعلم المتاحة للطلبة في المستويات كافة، إذ إنّ الاعتماد على التّعليم الإلكتروني خلال العام الحالي بنسبة 5 إلى 10 في المائة وقد ترتفع النّسبة حال تم اصدار قرارات جديدة بناءً على مستجدات الحالة الوبائيّة في قطاع غزة مع دخولها في موجة ثالثة قوية.
أما قضيّة اكتظاظ الطّلبة في الفصل الواحد قد يتجاوز عدّد الطلبة 40 طالبًا في كلّ فصل، تبحث سلطة الأراضي عن احتياجات قطاع التّربيّة والتّعليم من المدارس سواء مدارس حكوميّة أو تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وستحدّد وزارة التّربيّة والتّعليم احتياجاتها من المدارس على مستوى القطاع ووضع خطتها الاستراتيجيّة لمدة خمس سنوات وذلك بناء على موافقة اللّجنة الحكوميّة العليا على تخصيص واستملاك 39 قطعة أرض لإقامة مدارس عليها، إضافة إلى فرز عدّد أخر ضمن مشاريع الإسكان في محافظتي رفح وخانيونس جنوب القطاع وشمالًا أيضًا حسب مخطّطات المشاريع الإسكانيّة الجديدة.