لَكُنّ عَمّا تَعرِفْنَ؛ اختِلاجُ الوَردِ وثَورةُ الزّنْبَق

رغمَ كلّ الظروف، رغمَ وَهَنِنا في هذه الأوقات...

أتذكّركنُّ جميعًا، فنحنُ سيّدةٌ تحملُ في قلبها قبيلةً، وقبيلةٌ تحمل كلَّ سيّدة في قَلبها...

تذكَّرْن "ألّا تَخفْنَ"، تَذَكَّرْن "ألّا تقلقْن"... تذكَّرْن أن تعبّرنَ عمّا في القلوب... لأنّ الكتابة شفاءٌ أو طلبٌ لِدَواء.

تذكّري تفحّصي...

تذكّري أن تَكوني بخير... وأن تُحبّي ذاتك... لكِ هذه القصيدة:

******

 

في مساء مِن عِطرٍ

تتحسَّس على مهلٍ،

تمرّر الأصابع بين ضميرَي نقيض

يرتَخِيان في حَنان.

أيّهما تصدّق؟

الوجَع أم الحبّ؟

بينما يختلجُ الوردُ فيها

وهي تثور كلّ صباحٍ ثورة الزّنبق.

وهي تَبحثُ عن كومةِ قَشٍّ

في إبَرٍ لاسعةٍ وجسدٍ وَلِهٍ

وهي تدور فوقَ وسواسٍ

لا يَعرف الكِتمان.

تتحسّس على مهلٍ، تمرّر فوق رِخام الصِبا

وتقول لحبيبٍ مَلَّ السؤال:

"مرّرْ أصابِعك بينَ الزحام،

هل هناك من هَرَمٍ يطلُّ فوق الغمام؟"

قلبي بينَ النهدَين يرقّ وينطوي مرارًا

لا أعرف طعمَ الليلْ

أذوبُ في دروبِ الماضي

أقلّب صفحاتِ الذكريات

"هناكَ مَن مُتْنَ، عندَ الصّباحِ، وقتَ المساء!"

وَلَهي يزداد وجعًا عندَ شاطئ حبّنا

أموت عندما تمرّر يديْكَ!

اِحملْ عنّي ذاكَ الجسدَ

خُذ باقات الوَرد عن صَدْري

وصوَرًا أحملُها

حينَ

تَساقَطَ الوجعُ خريفًا عندَ آهاتِ الوجدِ...

كلّما عرفْنا الحُبَّ

كلّما أضاعَني عطرُكَ

عُدْتُ حمامة أيكٍ تشربُ من نهرِ طفولتِها.

ثمّ تكبرُ

لتمرّر الأصابعَ تحتَ الإبطَينْ،

فوق النّهدَين..

صباحَ مساءَ

بينما تُعَوِّدُ الجسدَ

على الخروجِ

من أرضِ الوسواس.

د. شيرين تناصرة برغوت

معلّمة وباحثة في اللغة العربيّة واللسانيّات الساميّة

رأيك يهمنا