الأردن.. موطن الحضارات القديمة وبلد السياحةِ المميّزة
عند الحديث عن الأردن سياحيًّا، لا يمكن حصر المواقع السياحيّة والأثريّة والجماليَّة التي يزخر بها، وذلك لأنه بحسب وصف الكثير من علماء وخبراء الآثار، بمثابة متحف أثري مفتوح، لحضاراتٍ عدَّة تعاقبت على أرضه عبر مختلف العصور.
كذلك هي مواقعه الجماليّة والطبيعيّة، إذ يعدُّ الأردن واحدًا من أهم بلدان العالم السياحيّة تنوُّعًا وثراء، خصوصًا وأنه يحتوي على مواقعَ نادرةٍ لا شبيهَ لها في العالم، كالبتراء ووادي روم والبحر الميت، الذي يُعد أخفضَ نقطة في العالم.
ونظرًا لفرادة وتميز إرثها ومعالمها، تعد البتراء بوابة السياحة التي ينظُرُ من خلالها زوار العالم إلى الأردن، وقد تعدد وصفها من قبلهم نظرًا لفرادتها وتميزها، فهي المدينة الوردية وأرض السحر والدهشة والمدينة الضائعة وغيرها من ألقاب وصفات..
وتمتاز البتراء بواجهاتها المنحوتة في الصخر، كالخزنة والسيق (مدخل البتراء الرئيسي) والدير والمحكمة والمدرج النبطي والعديد من المعابد والأضرحة وقصر البنت والبتراء الصغيرة وسيق البارد، إضافة إلى الكثير من المُغُرِ والواجهات الصخريّة الملونة، التي لا يشبهها شيء آخر في العالم..
وبحكم قربي من الموقع، فإنني ألحظ في كل يوم صرخات دهشة السيّاح من عِظَم وجمال وسحر الموقع الذي يأسر القلب ويستحوذ على اهتمام كل من يزوره، فمنهم من يقول: "شيء لا يصدق.." ومنهم من ينادي "يا للدهشة" وغالبيتهم يصمتون في حرم وحضرة جمال وشموخ المدينة..
ولا يقتصر جمال البتراء عند حد الموقع الأثري فحسب، وإنما للطبيعة في المدينة حضور مختلف، من خلال شموخ وتضاريس الجبال وما تمتاز به المدينة من تنوُّع حيويّ وإرث طبيعيّ ساحر.
إلى جانب البترا، وعلى بعد نحو 100 كيلومتر إلى الجنوب، يقع وادي رم، حيث سحر الصحراء والطبيعة وإعجاز الله عزّ وجل في تشكيل الجبال والهضاب، فيما يبدو انعكاس الشمس على رمال المكان، وكأنه بريق ذهب، أذهل كل من شاهده.
ومن التجارب المميِّزة في منطقة رم، التي ألحظ مدى إعجاب الزوار بها، هي سياحة التخييم، فالمنطقة تعد من أهم مواطن هذه السياحة على مستوى العالم، ويتم فيها تقديم تجربة فريدة ومميزة وثرية، تنال إعجاب ورضا كل من يخوضها.
وتتنوع خدمات التخييم في الموقع، بين خيمة بدوية أو فقاعة يستطيع الزائر من خلالها أن يشاهد إطلالة النجوم السّاحرة على جبال المدينة، ومغازلة القمر لفرادة وجمال المكان.
وأجمل ما يعيشه الزائر في تجربة سياحة التخييم، هو التراث المحلّي الذي يزيّن هذه المخيّمات، وكذلك الأغنيات ومعزوفات العود والناي، التي تجعل الزائر يتأمل في حضورها روعة المكان، بعيدًا عن الضجيج ومتاعب الحياة. كذلك رحلات سيارات الدفع الرباعي والجمال والخيل، التي تتيح للزائر استكشاف المكان والتأمل به.
وفي العقبة، خليج الأردن الوحيد، والتي تبعد نحو 40 كيلومترًا عن رم، ثمة ألق للبحر الذي تحيطه الجبال شرقًا، ويحتوي على عدد واسع من الفنادق والمنتجعات التي تقدم خدماتٍ متنوعة لزوار عروس البحر الميت.
وتمتاز الأردن أيضًا بسياحتها العلاجية؛ فالبحر الميت موطنٌ لعلاج الكثير من الأمراض، وفيه مراكز متقدمة لهذه الغاية، فيما تشتهر المملكة أيضًا بالمياه الطبيّة الاستشفائيّة في كلٍّ مِن ماعين في محافظة مأدبا، وعفرا في محافظة الطفيلة، إذ يحتوي كلا الموقعين على بركٍ مائيّةٍ ومراكزَ للعلاج الطبيعي بواسطة المياه الطبية من مختلف الأمراض.
وإضافة إلى المياه الطبيّة الاستشفائيّة، تشتهر مناطق الشمال، وخصوصًا الحمّة، بمياهها الكبريتية، ويقصدها زوّار من شتى دول العالم للاستشفاء والاستطباب بهذه المياه.
كما تعدُّ مأدبا موطنًا للفسيفساء، من خلال اللوحات الجمالية التي تنتشر في مناطق واسعة من المحافظة، لتعبر عن غِنى موروثِ الأردنِّ التاريخي وتنوّعِ الحضارات التي تعاقبت عليه.
وفي مناطقَ واسعةٍ من شمال المملكة ووسطها وجنوبها، ثمة متسعٌ لسياحة المغامرات، وسط الغابات حينًا وفي الجبال، أو في أودية تملؤها المياه كوادي الحسا، إضافة إلى رحلات التلفريك التي تم استحداثها أخيرا بمحافظة عجلون.
وللسياحة الدينيَّة في الأردن حضورُها، بدءً من مقامات الصحابة التي تنتشر في كافة مناطق الأردن، وكذلك موقع أهل الكهف، إلى جانب المغطس الذي يعد موقعا للحج المسيحي، وغيرها من أماكن، تعكس كَونَ الأردن بلدًا للتعايش والمحبة والسلام والألفة والأخوة.
أما عاصمة الوطن الحبيبة "عمّان" أو عمون، أو فيلادلفيا كما كانت تسمى قديمًا، فهي واحدة من أهم مدن العالم التي شهدت استيطانًا بشريًّا لحضارات عدة وأهمّها الرومانيّة؛ فمعالم وسط المدينة والمدرج الروماني وجبل القلعة، شواهد على قدم عاصمة الأردنيين وعراقتها.
وفي العاصمة عمّان، تتنوع الخدمات والمقاصد، فإلى جانب السياحة التاريخيّة، هناك الكثير من المنشآت الترفيهيّة والمنتجعات والفنادق ومراكز التسوّق والخدمات والمستشفيات والمراكز والمعاهد والجامعات، التي تظهر مدى تقدّم الأردن ثقافيًّا وعلميًّا وتكنولوجيًّا وفي شتى مجالات الحياة.
وفي الأردن سياحيًا، وبكوني أحد مقدمي الخدمة للزوار، فتبقى شهادتي مجروحة بتقدم الأردن من ناحية الخدمة السياحية، ولكن من يتابع ويقرأ ردود فعل الزوار عبر مواقع الحجوزات والخدمات السياحية العالمية، يدرك أن كل خدمة تقدم في المملكة هي متميزة.
ومن هنا أقدم دعوتي للجميع بزيارة الأردن، باعتباره متحفًا أثريًّا وموطنًا لمواقع نادرة ومكانًا يصلح لشتى أنواع السياحة، وبحكم ما يحظى به من خدمات متنوعة، وبأسعار تتماشى مع قدرات مختلف الزوار.
وكما قرأت في مذكرات ومدونات العديد ممَّن زاروا الأردن وتجولوا في أرضه وشاهدوا إرثه الحضري عن قرب، فإنَّ من لم يزر الأردن، لا يعتبر سائحًا.. فأهلا بكل زوار وطننا الحبيب، بلد الأمن والأمان، والمحبة، والسلام، والتسامح.
عيد النوافلة
ولد عيد النوافلة في البتراء وتلقى تعليمه الثانوي في وادي موسى ودرس الاخراج السينمائي في عمان وخلال هذه الفترة اخرج فلم هواة عن تفاعل المجتمع البدوي المحلي مع الغرب كما عمل في انتاج الاعلانات والمواد الاخرى وشارك في انتاج افلام عالمية.
في عام 2004 حصل على دبلوم ادارة الوجهات السياحية من جامعة جورج واشنطن لتعزيز معرفته السياحية , لفتت هذه الدراسة انتباهه لأنها تركز على تطوير السياحة المستدامة لتحقيق التوازن بين الجوانب البيئية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمنطقة لضمان فوائد طويلة الأجل للمجتمعات المستفيدة.
عام 1990 اسس وكالة الاردن للسياحة والسفر وفي عام 1994 اسس شركة الاردن للانتاج السينمائي لانتاج الافلام القصيرة والمشاركة في انتاج الافلام العالمية .
عيد النوافلة يعرف بانه مؤسس وصاحب فكرة البتراء في الليل Petra by Night في عام 1998 والتي تقوم على اضاءة البتراء في الليل بواسطة الشموع من السيق وحتى الخزنة ليتسنى لزوار البتراء زيارة البتراء ليلا والاستمتاع بتجربة مسائية مذهلة .
عام 2004 قام بتاسيس مطبخ البتراء في مدينة البتراء كاول منتج سياحي من نوعة في المنطقة والذي يدعو فيه زوار البتراء الى تعلم الطهي ووصفات الماكولات المحليه جانبا الى جنب مع الطهات المتخصصين وسيدات المجتمع المحلي كنوع من تسويق المنطقة مجتمعيا , كما اسس بازار "صنع في الاردن " Made in Jordan لصناعة الحلي والمجوهرات التقليدية في الاردن يدويا يقوم عليها سيدات من المجتمع المحلي , واخيرا فندق بترا بوتيك في عام 2018 “Petra Boutique Hotel”
منذ أكثر من ثلاثة عقود ، قدم عيد النوافله مفهوم التخييم 5 نجوم في وادي رم ، بدمج التجربة البدوية من خلال تدريب العاملين هنالك على تلبية احتياجات السياح بطريقة تظهر أسلوب حياة بدوية اصيلة ، وفي نفس الوقت إيجاد أرضية مشتركة بين الثقافتين. والتي مكنت السياح من تجربة الثقافة البدوية بشكل كامل مع الاستمتاع ببعض وسائل الراحة الحديثة.