لغز الغاز بالشرق الأوسط
يا لها من سنة (2021) ... لنرتب الأوراق قليلًا بما يتعلق بالغاز الطبيعي بالشرق الأوسط.
إسرائيل
تستمر إسرائيل بتعزيز مكانتها الإقليمية كمصدر غاز في شرق البحر الابيض المتوسط وكمورد مستقبلي لأوروبا من خلال آبار كاريش، تمار والحقل العملاق لفيتان. وهنا تأتي المفاجأة بدخول الإمارات العربية كلاعب إقليمي في قطاع الغاز من خلال الذراع الاستثماري السيادي (مبادلة) بشراء 22% بمبلغ 1,1 مليار دولار وأصبحت بذلك اللاعب العربي الثاني في خريطة الغاز الطبيعي في الشرق الأوسط بعد مصر.
مصر
لا شك أن رياح الحظ تهب جيدا حيث أسست مصر نفسها كلاعب إقليمي جديد من خلال الشراكة بين شركة إيني الإيطالية واكتشاف حقل زهر العملاق مقابل الشواطئ المصرية، وساعد أكثر محطتي تسييل الغاز الطبيعي المسال ونقله عبر السفن إلى أوروبا. ومن المتوقع أن تصل مصر إلى اكتفاء ذاتي بحلول نيسان\2022 من الطاقة مما سيؤثر إيجابا على الميزان التجاري الداخلي.
الأردن
هنالك معارضة شعبية من خلال الاتفاقيات التي أبرمتها مع إسرائيل بخصوص تبادل الطاقة الشمسية والمياه، حيث أبرمت اتفاقية خضراء بتوليد الطاقة من خلال إقامة حقل خلايا شمسية في الأردن مقابل حصول الأردن على مياه محلاة من إسرائيل. ولكن الأردن أصبحت حلًّا لمشاكل الطاقة في لبنان من خلال الأراضي السورية. حيث الأردن سوف تورد كهرباء إلى لبنان من خلال توليد الطاقة الكهربائية من الغاز الإسرائيلي والمصري واستجرار الطاقة بخطوط كهرباء تمر عبر سوريا إلى لبنان.
السلطة الفلسطينية
لا يزال بئر غزة مارين مغلق لأسباب سياسية هنالك محاولات لجلب الطاقة من إسرائيل وإقامة محطتي توليد كهرباء في جنين والخليل، ولكن ما زالت هذه المحالات خجولة جدا من حيث التطبيق.
الغاز الطبيعي فرض نفسه بقوة من خلال إقامة جسم معترف به دوليا وهو منتدى غاز شرق المتوسط من خلال الأمم المتحدة وبحضور مراقب من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي لرؤيتهم الكاملة أن ذلك سوف يخفف من التأثير الروسي على إمدادات الغاز الطبيعي لأوروبا.
الطاقة الخضراء
ما يلفت للنظر أن وجود الكلام عن الطاقة الخضراء بالشرق الأوسط أصبح حاضرا بقوة بالرغم من أن الثقافة هي ثقافة نفط ومشتقات النفط بقيادة السعودية والخليح من خلال منظمة أوبك للنفط. حيث تبرز القيادة الشبابية من خلال مشاريع توليد الطاقة الشمسية وبداية بروز مهندسين شباب بكافة الدول العربية بتطبيق نظام الأبنية الخضراء التقليدية؛ التي كان أجدادهم يبنون بها مثل البناء بالطين والخشب والفناء الداخلي حيث يحافظ على التهوية وبذلك يخفف استهلاك الطاقة. مما سيؤثر إيجابا على تقليل استهلاك الطاقة بالمستقبل.
الصناعات الكهربائية
لا شك أن المستقبل في العالم والشرق الأوسط يتجه باتجاه تطبيقات كهربائية لكل مناحي الحياة، وأول المجالات هي صناعة السيارات الكهرباء، مما يشكل ضغطًا هائلًا للدول من حيث تحضير البنية التحتية المتهالكة وذلك من حيث توليد الطاقة الكهربائية واستجرار الطاقة إلى المستهلك النهائي إما للصناعة أو للسيارات.
في النهاية، سنة 2022 سوف تشهد انضمام لبنان إلى هذا النادي المغلق من خلال تسوية بلوك 9 من أجل حل مشاكل الطاقة في لبنان، فمن المتوقع أن يكون مزيجًا من الطاقة الخضراء والغاز الطبيعي في المستقبل القريب هو المسيطر على مشهد الطاقة الإقليمي في الشرق الأوسط.
يجب ألا ننسى أن كل هذا التكتل الإقليمي ما هو إلا صراعات خلفية سياسية لوقف التمدد الروسي في أوروبا وكل ذلك بدعم أمريكي وأوروبي.
طارق عواد
رجل أعمال وخبير في مجال الغاز بالشرق الأوسط