قراءة في نتائج انتخابات الكنيست 2021: إسرائيل عالقة في ورطة قديمة جديدة والفلسطينيون فيها يشكون تقادم السياسة العربية وتكلسّها
بعد جولة انتخابية رابعة خلال عامين عادت إسرائيل لنقطة البداية بعدما أعادت أزمتها السياسية الائتلافية ذاتها وهي تعكس أزمة أكثر عمقا وأهمية في صفوف الإسرائيليين. تتفاقم أزمة الفعاليات السياسية في إسرائيل ومن خلفها جماهيرها التابعة لها بتغليب الاعتبارات الحزبية والحسابات الشخصية على المصلحة العامة العليا أكثر من أي وقت مضى وربما يساهم في ذلك حالة الاسترخاء والثقة بالنفس التي تعيشها دولة الاحتلال بعد حالة الضعف في الجانب الفلسطيني وتهافت دول عربية للتطبيع معها وتلقيها دعما غير محدود من قبل الولايات المتحدة. ويشكل الفساد بكل أنواعه واحدا من تجليات هذه الأزمة العميقة في إسرائيل 2021 ففيها تقدم لوائح اتهام خطيرة ضد رئيس الحكومة لكنه يواصل تشبثه بمقعده وعوضا عن استقالته يشن حملات محمومة ضد ما يعرف إسرائيليا بـ «حراس العتبة» وضد مؤسسات الدفاع عن النظام العام والقانون من الشرطة والنيابة العامة مرورا بالجهاز القضائي انتهاء بوسائل الإعلام. ومع ذلك يرتأي ربع الناخبين الإسرائيليين التصويت له حتى بعد الكشف عن شبهات بفساد أشد خطورة مما تضمنته لوائح الاتهام وهو ما يتعلق بـ «فضيحة الغواصات» حيث أعطى الضوء الأخضر للسلطات الألمانية ببيع غواصات للجيش المصري بخلاف الموقف التاريخي الممانع لإسرائيل. وعبرت أوساط إسرائيلية متنوعة عن دهشتها من هذه الصفقة وتضاعفت الدهشة بعدما تكشف أن المحامي الوسيط في هذه الصفقة هو أحد أقربائه ممن تلقى أجرا بقيمة 13 مليون يورو ووفق الشبهات فإن نتنياهو نفسه شريك معه. مثل هذه القضية تفسرّ ربما اعتبار مؤتمر هرتزليا للأمن القومي الفساد تهديدا استراتيجيا داخليا لا يقل خطرا عن قنبلة إيران ومع ذلك لم يكترث الإسرائيليون من أتباعه وكرروا التصويت له وإن كان بنسبة أقل مقارنة مع انتخابات 2020 وبقي «الليكود» برئاسة نتنياهو الحزب الأقوى مع 30 مقعدا (مقابل 36 في الجولة السابقة). وجاء الانخفاض غير الكبير في شعبية «الليكود» نتيجة تدني نسبة التصويت من 71 إلى 67 في المئة لعوامل أخرى منها التعب من الذهاب لصناديق الاقتراع والخوف من عدوى كورونا وانشقاق أحد قادة الليكود غدعون ساعر وتشكيل حزب «أمل جديد» وغيرها. ويتفق الإسرائيليون أصلا أن هذه الانتخابات جاءت استفتاء على شخص نتنياهو فتتكرر بسبب رغبته البقاء في سدة الحكم وللإفلات من المحكمة حتى لو كان تكرارها تهديدا للديمقراطية وهيبتها وعلى حساب مصالحها خاصة في المرة الرابعة المتزامنة مع أزمة اقتصادية كبيرة ناجمة عن جائحة كورونا وتبعاتها. وهناك من يحذر أن من شأنه الذهاب لانتخابات خامسة بحال لم ينجح بتشكيل حكومة مجددا.
يستدل من عدد الأصوات أن قوة «الليكود» تراجعت بـ 250 ألف صوت ما يعادل ستة مقاعد وهذا ما سبق وحذر منه نتنياهو نفسه قبيل يوم الانتخابات. في المقابل وحتى تكتمل الصورة لابد من الإشارة إلى أن بقاء نتنياهو في الحكم منذ 1996 و2009 على التوالي هو نتيجة ضعف خصومه وتفرقهم وانحسار اليسار الصهيوني تباعا منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000. ولذا فإن معسكر نتنياهو-بينيت يعد اليوم 59 مقعدا بينما يشكّل مجمل نواب الأحزاب المناهضة له في اليمين والوسط واليسار أغلبية نسبية61 مقعدا لكنهم أيضا غير قادرين على تشكيل حكومة توافقية بينهم حتى اليوم. هذا المعسكر المناهض لنتنياهو يحظى بأغلبية في الجولات الانتخابية الثلاث مع ذلك يعجز عن تركيب ائتلاف حاكم واليوم يبحث عن فكرة خلاقة تتيح لهم ذلك بعد التغلب على التناقضات الأيديولوجية والسياسية والشخصية خاصة أن بعض الأحزاب الصهيونية تعارض الاتكاء على أحزاب عربية في استبدال نتنياهو.
استبدال الاستعداء بالاحتواء
في قرارة نفسه كان نتنياهو يدرك أن مشاركة العرب الفلسطينيين في الانتخابات بنسبة عالية كما حصل في 2020 التي فازت فيها المشتركة بـ 15 مقعدا من شأنها أن تحكم عليه بالإعدام السياسي. ولذا بادر لتغيير استراتيجية الاستعداء بالاحتواء ومحاولة تخدير المواطنين العرب بالتزلف والتقرب منهم وتكرار الزيارات لبلداتهم وإغراقهم بوعود معسولة آخرها فتح خط طيران بين تل أبيب ومكة لتمكينهم من أداء الحج والعمرة أسرع وبكلفة أقل. كما شرع قبيل الانتخابات في التقرب من نواب القائمة العربية الموحدة «الحركة الإسلامية» داخل القائمة المشتركة عله يقيم صفقة معهم يمنحونه فيه دعما سياسيا بهذه الطريقة أو تلك عند الحاجة مقابل تقديم مساعدات وتلبية مطالب حياتية وحقوق مدنية لهم وللفلسطينيين في الداخل.
نتنياهو جيد لليهود
في انتخابات 1996 قاد نتنياهو حملة انتخابية بعنوان «نتنياهو جيد لليهود» وفي الجولات التالية كرّر شيطنة المواطنين العرب وهوّش اليهود عليهم كما تجلى في شعار «العرب يتدفقون للصناديق» في انتخابات 2015 وواصل تحريضه وتحذيره من التزوير وضرورة نصب كاميرات في انتخابات2019 و 2020. لكن نتنياهو غيّر جلده وصار «أبو يائير» في انتخابات 2021 مستبدلا استراتيجية الاستعداء للاحتواء: الغزل مع القائمة العربية الموحدة، زيارة البلدات العربية: احتساء القهوة السادة في النقب، لعب كرة القدم مع أولاد قرية جسر الزرقاء. في الظاهر تجول وتزلف للمجتمع العربي وفي الباطن ضاعف عدد مراقبي «الليكود» في البلدات العربية (1950 مراقبا) بالإضافة لاستئجار شركة مراقبة خاصة «كايزلر استراتيجيا». في حملته هذه المرة حاول نتنياهو اصطياد عصفورين بحجر واحد: زيادة عزوف الناخبين العرب عن الصناديق ومحاولة اقتناص مقعدين منهم لصالح حزبه.
تفيد نتائج الانتخابات أن نتنياهو نجح في الهدف الأول جزئيا فربما ساهم لحد ما في تعميق الركود في الشارع العربي وكذلك نجح جزئيا جدا في الثاني: حصل على نصف مقعد فقط ومع ذلك فقد ضاعف قوة «الليكود» في البلدات العربية مقارنة مع انتخابات 2020 رغم أن الأعداد زهيدة جدا ولا تتجاوز الـ 20 ألف صوت مقابل عشرة آلاف في الانتخابات السابقة نصفها من القرى العربية الدرزية في الجليل والكرمل. وبخلاف إنقاذ المجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل كتلة ميرتس الصهيونية اليسارية في انتخابات سابقة بمنحها عام 2020 حوالي 40 ألف صوت، لم يمنحها هذه المرة سوى 13 ألفا، رغم ترشيح غيداء زعبي من الناصرة وعيساوي فريج من كفر قاسم في المكانين الرابع والخامس وهما اليوم نائبان جديدان عنها وهذا بالأساس بسبب تدني نسبة تصويت أصحاب حق الاقتراع العرب من 65 في انتخابات 2020 إلى 52 في المئة هذه المرة. ويجمع المراقبون المحليون على أنه لو شارك المواطنون العرب بنسبة تصويت أعلى قليلا وزاد عدد نوابهم بمقعدين فقط لكان «المحرض الأخطر والكاذب الأكبر» نتنياهو خارج الصورة تماما اليوم مما يلقي الضوء على مدى قوة تأثير الصوت العربي في اللعبة الإسرائيلية.
هزة أرضية سياسية
وأظهرت النتائج أن نصف المواطنين العرب لم يشارك في اللعبة الانتخابية الإسرائيلية وتسبب هذا العزوف بوقوع هزة أرضية سياسية كبيرة بالنسبة للقائمة المشتركة التي حازت على 6 مقاعد فقط بعدما كانت بالأصل 15 قبل انشقاق الحركة الإسلامية عنها وبعدما تنبأت استطلاعات الرأي فوز المشتركة بـ 8- 10 مقاعد. في المقابل حازت القائمة العربية الموحدة (الحركة الإسلامية) أربعة مقاعد وكادت أن تحظى بخمسة بعدما كانت استطلاعات الرأي تتنبأ لها بالسقوط.
وعوامل هذه الهزة متنوعة مباشرة وغير مباشرة، محلية وإقليمية وهي عميقة متراكمة عنوانها «الشعب لا يريد مقاتلة الناطور فقط « ولا يريد التمثيل السياسي المسرحي والشعاراتي. يستدل من الأحاديث مع الجمهور الواسع أنه لم يعد يحتمل إرجاء القضايا الحياتية الحارقة كمكافحة تفشي الجريمة والفقر والبطالة وهدم البيوت والتركز فقط بالنضال السياسي والاحتجاجي ضد السياسات العنصرية الإسرائيلية المنتهجة ضد الفلسطينيين على طرفي الخط الأخضر. فلسطينيو الداخل الذين كانوا عقب نكبة 1948 نحو 160 ألف نسمة فقط تطوروا كما وكيفا وبات تعدادهم اليوم يفوق المليون ونصف المليون نسمة دأبوا في الجولات الانتخابية خلال الحكم العسكري المفروض عليهم حتى 1966 على التصويت بنسبة عالية أكبر من نسبة المقترعين اليهود (بلغت أحيانا 90 في المئة) وذلك بغية تثبيت البقاء وبسبب الضغوط من قبل حزب «مباي» الحاكم كما يؤكد عدد من المؤرخين أمثال بروفيسور مصطفى كبها والدكتور عادل مناع وغيرهما. وقد اعتبر الشاعر الراحل سميح القاسم بقاء فلسطينيي الداخل رغم كل التهديدات والحرمان والإقصاء من قبل العالم العربي أيضا «ملحمة» و «أكبر مسرحية في التاريخ». بعد يوم الأرض الأول عام 1976 وتشكيل الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، تراجعت نسبة التصويت للأحزاب الصهيونية للمرة الأولى دون الـ 50 في المئة وبعد توقيع اتفاق أوسلو صارت الأحزاب العربية تحظى بالأغلبية الساحقة من أصوات الناخبين العرب، لكن بالمجمل بدأت نسبة تصويتهم تنخفض لعدة عوامل ذاتية وموضوعية منها انتهاء مرحلة تثبيت البقاء وتراجع الضغوط الإسرائيلية.
تشكيل المشتركة
في العام 2015 بادر رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان بطرح مشروع قانون لرفع نسبة الحسم نكاية بالأحزاب العربية الصغيرة وطمعا بإسقاطها فعاد مشروع القانون كيدا مرتدا إذ اضطرت الأحزاب العربية لركوب زورق واحد لاجتياز نسبة الحسم من خلال تشكيل القائمة المشتركة التي تجمع الوطني والقومي والإسلامي بالشيوعي، وفاخرت جهات فلسطينية وعربية بمثل هذا المكسب المتحقق في عصر التشظي والانقسام خاصة داخل البيت الفلسطيني الكبير وفازوا مجتمعين بـ 13 مقعدا.
تفككت المشتركة في المرة الأولى في ربيع 2019 بعد خلافات على ترتيب المقاعد والمحاصصة فخاضت الانتخابات برأسين الأول مكون من الجبهة برئاسة أيمن عودة والعربية للتغيير بقيادة أحمد طيبي والثاني تحالف الحركة الإسلامية مع التجمع الوطني الديمقراطي فعاقبهم الجمهور بالعزوف عن التصويت فتراجع عدد النواب العرب من 13 إلى عشرة مقاعد. وفي انتخابات خريف 2019 عادت واتحدت الأحزاب مجددا وارتفع عدد نوابها إلى 13 مقعدا وارتفعت في انتخابات 2020 إلى رقم غير مسبوق 15 مقعدا.
لكنها فرحة ما تمت، فقد جاءت خيبة الأمل على قدر الأمل وربما بالغت المشتركة في رفع سقف التوقعات منها فما أن انقلب غانتس رئيس حزب «أزرق- أبيض» عليها والتحق بنتنياهو رغم توصية النواب العرب عليه حتى ساد الشارع العربي المحلي جو من الإحباط والتشكيك بجدوى العمل من الكنيست. وبعد شهور دبت الخلافات في المشتركة التي لم تتعلم من دروسها وبقيت توليفة انتخابية دون مشروع وطني حقيقي متكامل حتى انقسمت مجددا في مطلع العام الجاري وعاد تعداد نوابها لعشرة فقط، ستة للمشتركة و4 للموحدة.
سفينة بلا بوصلة
ولذا وضمن قراءة أسباب الهزة أو الانتكاسة الأخيرة هذه كان لابد من العودة للانطلاقة إلى 2015 إذ أن القارب الذي ركبته الأحزاب العربية لتجاوز نسبة الحسم العالية (3.25 في المئة) لم يكبر نوعيا ليصبح سفينة ساريتها عالية طريقها واضح وقباطنتها يرسون بها بالموانئ الصحيحة ضمن عمل جماعي ورؤية جامعة. لذا ونتيجة كونها غير متماسكة كفاية فقد تعرضت القائمة العربية المشتركة للضربات والاهتزازات عند كل عقبة أو خلاف سياسي أو اجتماعي. بقيت هشة المبنى في جوهرها لأنها بقيت مجرد توليفة أحزاب بدون رؤية جماعية ومشروع وطني واضح بل بدون برنامج عمل مع تدابير تصون وحدتها وتعدديتها مع طغيان النجومية، ناهيك عن أن بعض نوابها على مستوى القدرات الشخصية بلا خبرة وغير مقنعين بالنسبة لأوساط شعبية واسعة. إن جذور انتكاسة المشتركة تعود لولادتها بل سبقتها وكانت تتفاعل في بواطن الأرض حتى جاء الانفجار الكبير وهناك من يؤكد أنه حتى لو لم تنشق الموحدة وبقيت في القائمة المشتركة على وحدتها فلن تختلف النتيجة كثيرا في هذه الانتخابات تماما كما حصل في انتخابات نيسان/ابريل 2019 عقب تفكيكها الأول.
أزمة السياسة العربية في إسرائيل
ويتوافق عد كبير من المراقبين في الداخل على تشخيص أوسع يرى بانهيار المشتركة تعبيرا عن أزمة حقيقية تلازم كل السياسة العربية في إسرائيل منذ سنوات. يرى هؤلاء وبحق أن الدنيا تغيرت والعالم العربي تغير وإسرائيل تغيرت والعرب الفلسطينيون الذين يشكل جيل الشباب منهم 70 في المئة (الجيل الثالث بعد النكبة) تغيروا من كل النواحي لكن السياسة العربية (رغم نجاحاتها في البقاء والتطور والهوية) تقادمت وتكلست بروحها وأدواتها وأدائها وسلم أولوياتها ولغتها كما هو الحال مع منظمة التحرير الفلسطينية أو حركة «فتح» وفصائل اليسار الفلسطيني وحزب «العمل» الإسرائيلي. من هذه الناحية تبدو الجماعة الفلسطينية في أراضي 48 من ناحية ضعف تماسكها ووحدتها ومناعتها جزءا من النسيج الفلسطيني وحالتها لا تختلف عن حال بقية المجموعات الفلسطينية في الوطن والشتات فكافتها الآن تعيش حالة من الجزر والتردي بخلاف ما كان يشاع وكأن فلسطينيي الداخل بحالة نهوض استثنائي في زمن الردةّ.
مفاعيل التطبيع
خارجيا لا شك أن انهيارات الربيع العربي في المحيط قد تركت مفاعيلها في وعي فلسطينيي الداخل سلبا، ودفعت نحو حالة الجزر الوطني إضافة لترهل وضعف الحالة الفلسطينية في اتجاه ترجيح كفة الهموم الحياتية اليومية على الحقوق السياسية والنضال من أجل القضية الفلسطينية الأم. ولابد أن لهاث دول عربية غير قليلة على التطبيع مع إسرائيل قد زاد من حالة التردي الوطني مثلما أن ازدياد حدة المشاكل الحياتية غير المحتملة كاستشراء الجريمة والفقر قد ساهم في التأثير على وعي وسلوك وأولويات الفلسطينيين في الداخل باتجاه البحث عن إطفاء النار وعن حلول سريعة كيفما اتفق. وتفاقمت هذه الحالة في ظل تراجع الأحزاب العربية وانحسار التعبئة والتثقيف وزيادة المناعة التي طالما شهدتها الفروع والنوادي الحزبية والثقافية الوطنية لتعويض فقدان المضامين التي تنمي الأسرلة وتطمس الحسّ الوطني داخل المدارس العربية المحكومة بقرار إسرائيلي.
واليوم يريد فلسطينيو الداخل ممن لديهم عشرات آلاف الأكاديميين والمثقفين تغّير السياسة العربية ونفضها الغبار عن جسدها واستعادة معانيها الأساسية بالعمل الجماهيري وبناء الفروع والتثقيف والسعي الحقيقي لتوفير الحلول للمشاكل الحياتية: موازنة الأقوال والأفعال وموازنة الحقوق السياسية والمدنية، إحياء العمل الحزبي والتثقيف السياسي، تحمل واستخلاص الدروس يعني استقالات مسؤولين بدلا من الاكتفاء بالقول «سنستخلص العبر».
هذه الهزة التي أصابت الأحزاب المشاركة في البرلمان مرشحة أن تطال لجنة المتابعة العليا وكل روافد السياسة العربية لأنها هي الأخرى تكابد حالة التكلس ذاتها وسوس التقادم ينخر فيها كافتها. في المقابل فإن نهوض الفعاليات السياسية الفلسطينية في أراضي 48 ممكن جدا إذا تزودت بالتجديد والإصلاح الحقيقي. الفلسطينيون في الداخل (18 في المئة) سبق ونهضوا من الرماد في نكبة 1948 وهم شعب كريم ومعطاء ومسؤول وهو ينتظر التغيير للمسير من جديد، أرضه خصبة ولن تخذل من يفلحها ويعتني بها ولابد أن تبادله الوفاء بالوفاء وكل ذلك رغم تراجع قوة اليسار ومكانة الأحزاب في العالم ورغم تردي الحالة العربية والفلسطينية لاسيما أنهم مجتمع فتي شاب ويمتلك الكثير من أسباب القوة مما يبرر خوف السلطات الإسرائيلية منهم والسعي الدائم للسيطرة عليهم بالترغيب والترهيب وبالأسرلة وغيرها.
عن القدس العربي