علاجات التجميل الطبية– ثورة أم فقاعة؟

انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من مراكز علاجات التجميل حول العالم، وتختلف أسباب اللجوء إليها من فرد لآخر، فقد يلجأ إليها الأشخاص في كثير من الأحيان لقلة الثقة بالنفس والرغبة في الحصول على الكمال، بينما كانت في الأساس لأسباب علاجية، خاصةً إذا كانت لعلاج مشاكل ناتجة عن الحوادث أو عيوب خلقية مولود بها الفرد. فما هي علاجات التجميل؟ وما هي أنواعها؟

علاجات تجميل طبية

يجب التفريق بدايةً بين مصطلح علاجات تجميل طبية غير جراحية (aesthetic medicine)، وعلاجات تجميل جراحية (plastic surgery)، إذ إن هناك فرقا واضحا بينهما.

تستخدم علاجات تجميل جراحية (plastic surgery) في إصلاح وإعادة خلايا أو أعضاء مفقودة أو متضررة بالإضافة إلى تحسين أداء العضو، بينما تستخدم علاجات تجميل طبية غير جراحية (aesthetic medicine) في تغيير شكل أجزاء من الجسم غير متضررة دون التأثير على كفاءة أداء العضو للحصول على مظهر جمالي وزيادة الثقة بالنفس من وجهة نظر صاحبها.

أنواع علاجات التجميل الجراحية وغير الجراحية؟

تمثل علاجات تجميل طبية غير جراحية أنواع عديدة، منها ما هو للوجه، ومنها ما هو للجسم، أمثلة على ذلك:

● البوتوكس والفيلر

● علاج التجاعيد

● جراحات الأنف

● شد البطن

● جراحات الثدي، من تكبير وتصغير ورفع الثدي

● شفط الدهون

● علاج العيوب الخلقية، مثل الشفة الأرنبية ، والوحمات.

● الحروق الكبيرة والتي تصل إلى حروق من الدرجة الثالثة.

● أضرار ناتجة من خلايا سرطانية في الجسم.

أسباب اللجوء إلى علاجات تجميل طبية غير جراحية؟

تختلف أسباب اللجوء إلى علاجات تجميل طبية غير جراحية، ولكن في كثير من الأحيان تكون بسبب محاولة الوصول للكمال.

تأكد عزيزي\عزيزتي القارئ\ة من الأسباب التي تجعلك تذهب\ين لهذه العلاجات، فهي علاجات طبية كباقي العلاجات، ومنها مخاطر كتلك المخاطر الناجمة من الجراحات الكبرى، فتأكد\ي من رغبتك الأكيدة في علاج مشكلة لديك.

فما هي المخاطر المحتملة من إجراء علاجات تجميل طبية غير جراحية؟

تتمثل المخاطر المحتملة في:

● العدوى في منطقة العلاج والتي بدورها قد تؤدي إلى حدوث ندبات في الجسم، والتي قد تتطلب التدخل الجراحي مرةً أخرى.

● الخدر في الأعصاب خاصة الطرفية والتي قد تصبح مزمنة.

● نزيف الدم والذي قد يحتاج إلى التدخل الجراحي لعلاجه.

● الندبات في مناطق إجراء الجراحة.

وعليه فإن اتخاذ قرار إجراء العلاج من الأمور التي يجب اتخاذها بالحيطة والحذر، كما يجب التواصل على الفور مع الطبيب المعالج عند ظهور أي مضاعفات بعد إجراء العلاج، أو حدوث أي تورم، أو ألم في المنطقة المعالجة.

ما هي تكلفة علاجات تجميل طبية غير جراحية؟

تتراوح تكلفة إجراء علاجات تجميل طبية غير جراحية من مكان لآخر ومن بلد لآخر، إذ يكون في كثير من الأحيان غير مغطى من قبل شركات التأمين الطبي.

تختلف أسباب تكلفة علاجات تجميل طبية غير جراحية بناءً على:

● كفاءة الأطباء القائمين على الجراحة.

● مدى تجهيز غرف العمليات.

● توفير الأجهزة المناسبة.

يعد من أهم الأمور التي يجب مراعاتها قبل اختيار المكان المناسب هو التأكد من موافقة الجهات المسؤولة والمختصة على المركز.

أسباب انتشار علاجات تجميل طبية غير الجراحية:

تلعب مواقع التواصل الاجتماعي في وقتنا الحالي دورًا كبيرًا في الكثير من القرارات التي يأخذها البعض، وإن من أهم أسباب لجوء العديد إلى إجراء العلاج هي محاولة الوصول إلى الكمال، بسبب انتشار الكثير من الصور التي ليس لها علاقة بالواقع.

وقع الكثيرون في وقتنا الحالي فريسة لمواقع التواصل الاجتماعي، فها هي ذي تظهر فائقة الجمال، بأسنانها ناصعة البياض، دون أي ندوب في الوجه أو الجسم، وها هي الأخرى التي تمتلك من الجسم ممشوق القوام، وها هي ذي لا تمتلك أي علامات تمدد في الجسم بالرغم من إنجابها لطفلين، مقارنات طوال الوقت لا تنتهي أدت إلى اتجاه العديدين إليها، والتي أدت في كثير من الأحيان إلى اقتراض البعض المبالغ الباهظة التي يحتاجونها لإجراء الجراحة.

مستقبل علاجات تجميل طبية غير الجراحية:

قد يظن البعض أن علاجات تجميل طبية غير جراحية وصلت إلى أوجها، وأن الثقافات ستتغير وتتجه إلى توقف الكثيرين عن عملها، إلا أن من وجهة نظري إن هذا الكلام خاطئ، ولاسيما أن الأبحاث مازالت مستمرة لتطوير وسائل إجراء العلاج، وليست فقط في مجال الجراحة، ولكن هناك بعض شركات الأدوية بدأت تلجأ إلى إنتاج بعض المستحضرات والتي من شأنها أن تخفي عيوبا أو تغيرا في لون الجلد.

استمرار الأبحاث في مجال الجراحة التجميلية، أدى إلى ظهور أنواع جديدة من الجراحات وهي: الطب التعويضي، وزراعة وتمديد الأنسجة، وهو المستقبل الذي يتطور بصورة سريعة.

يعمل كل في مجاله على التطور ومواكبة العصور، وعليه يعمل أطباء الجراحة التجميلية، لاسيما وأنه مجدٍ ماديًا، مما أدى إلى اتجاه العديدين من خارج المجال الجراحي (وغير الجراحي) إلى العمل به، ولمواجهة هذا التطور يجب تغيير ثقافة الناس، وزرع الأفكار الأساسية والتي تتمحور في أن الجمال هو جمال الروح وليس الشكل، وأن جمال الشكل زائل مع تقدم السن، وأنه لا يوجد شخص كامل الجمال، تغيير عقلية القارئ\ة هي الوسيلة الوحيدة التي من شأنها العمل على التصدي لعلاجات التجميل الجراحية هذه.

د. أمير كيّال

طبيب مختص في طب الجلد

شاركونا رأيكن.م