هل يمكن للذكاء الاصطناعي والروبوت استبدالكم في أماكن العمل؟
هذا السؤال وأسئلة مشابهة تطرح كثيرًا في الآونة الأخيرة. إمكانية هيمنة الذكاء الاصطناعي على أماكن العمل واستبدال المورد البشري بمورد اصطناعي، لأسباب يمكن اعتبارها شرعية تتعلق بالمشغل أو المستهلك أو بالأصح صاحب الحاجة، من مبدأ الأقل تكلفة، أقل متابعة، أقل ساعات عمل، أكثر انتاجية وجودة عالية ودقيقة وغيرها من الاعتبارات. هل تخيلتم يومًا أنه سيتم استدعائكم من قبل روبوت لجلسة استماع لإنهاء عملكم ولتجنيد روبوت مكانكم؟! أو أن ينافسك روبوت في مكان العمل؟! أو ان يستبدل زميلك الذي تتبادل معه الأفكار والمهام والإنجازات؟ هذا المشهد لا يندرج بالضرورة في إطار الخيال العلمي أو المستقبل البعيد! صحيح أنه كان في عداد التصورات المستقبلية البعيدة، ويبدو أنه قد حان الوقت لذلك أو بكلمات أخرى المستقبل البعيد أصبح حاضرًا! إذ أن الروبوت أصبح يتولى وظائف عديدة عوضًا عن الانسان منها: ما يسمى ب"النادل المستضيف"، وسائق المركبات ذاتية القيادة، ويستبدل المراجع المهنية نمت هو الحال في منظومة ال chat gpt، أو الطبيب الجراح في منظومة الروبوتات المساندة في العمليات الجراحية أو حكم كرة القدم في منظومة ال var " "، الخ. ربما! ولكن هل سيأتي اليوم الذي نرى به الروبوتات تطالب بحقوقها مثلا حقوقها النقابية في "يوم العامل"! أو أن تحتفي بيوم خاص بها ك "يوم الروبوتات"؟ تساؤلات كثيرة مركبة، منها ما يمكن اعتبارها واقعية ومنها خيالية، ويبدو لنا كأنه مستقبلًا بعيدًا، غير أنني مقتنعة بأننا حتمًا سنراه يومًا ما...
لنرصد بعض من المعلومات المهمة حول الذكاء الاصطناعي. أولًا، الذكاء الاصطناعي ليس بالجديد فهو حاضر، مرافق وميسّر لنا من خلال الهواتف، والتطبيقات المختلفة، "سيري"، "غوغل" وغيره من المنظومات التي نعرفها ونستخدمها اليوم. فكل هذا التطور دخل حياتنا لييسّر أمورنا اليومية ولتكن صيرورات العمل والتعلم والانتاجية عالية وأكثر جودة وأقل وقت وتكلفة، ولسد غيرها من الاحتياجات. كما ويتم العمل اليوم على تدريب طواقم الموارد البشرية على أساليب التعامل والعمل إلى جانب وبالتعاون مع الروبوت، علمًا أن هناك العديد من أصحاب المهن اللذين فقدوا وظائفهم بعد أن تلاشت في السنوات الأخيرة بسبب التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي. بكلمات أخرى، الذكاء الاصطناعي هو سلاح ذو حدين. فالأبحاث الأخيرة تشير الى أن الروبوتات قد تبدل 45% من الوظائف، وأن هذه النسبة قد ترتفع إلى 58% عند تطوير تقنيات إضافية تستعيض عن بعض مهارات البشر؛ ومع ذلك فإن هناك 4% من مهارة الابداع و29% من مهارة التعاطف الحسي الذي قد يصعب استعاضتها في الروبوت بالمقابل. ومن هنا لا بد من الإشارة إلى الخطوات التالية لمواكبة الإنتاجية وضمان استدامة التفوق على الروبوت ومنها:
أن نعمل على تطوير مهارات وأدوات لا تتوفر في التقنيات التكنولوجية أو لدى الروبوتات كمهارات البحث، التطوير، التعلم لمنافسة الذكاء الاصطناعي.
تجديد أدواتنا على الدوام ومعها جودة إنتاجيتنا.
اكتساب المهارات والتدرب على كل ما هو جديد، بما يشمل تقنيات الذكاء العاطفي.
أن نبحث عن مهارات وأدوات بشرية من عالم الذكاء العاطفي ومجالات أخرى مشابهة مطلوبة في سوق العمل، التي يصعب برمجتها، ومتابعة التميز بها باستمرار.