شهادة من جبهة الحرب: عن إخلاء عرب العرامشة

عرب العرامشة بلدة عربية بدوية تقع على الحدود الشمالية بين إسرائيل ولبنان، تبعد عن الخط الفاصل مع لبنان بضع مئات الأمتار فحسب. عدد سكان البلدة 1700 شخص، ينتمون لخمس عائلات تربط بينهم علاقات القرابة والنسب. ومن الجدير ذكره أن لأهل البلدة أقارب من الجهة الاخرى من الحدود وتحديدا في قرية الظهيرة اللبنانية. 

يشار إلى أن أغلب سكان البلدة يعتمدون في معيشتهم على الزراعة ومنهم من يعمل في المصانع فضلا عن المستقلين.  العديد من بينهم متعلمين ومثقفين.. أطباء، ممرضون، محامون وأصحاب مصالح تجارية. القرية بحد ذاتها قرية هادئة وادعة تقع على جبل يبلغ ارتفاعه 500 متر عن سطح البحر.

في ظل الحرب المستمرة على غزة منذ أكتوبر 2023 تم إخلاء غالبية سكان البلدة، إلى مناطق أخرى وتحديدا إلى فنادق بمدينة الناصرة والقدس، وهناك من اختار الانتقال مؤقتا عند أقربائهم ومعارفهم ببلدات أخرى. يشار إلى أن قسم من الأهالي اختاروا البقاء في البلدة بالرغم من خطورة الوضع.

من الطبيعي أن يعاني الأهالي من بعض القلق والتوتر خصوصا بأننا لا نعرف إلى أين تتجه الأمور والكثير من الأسئلة تطرح، مثل:

  • متى سيتمكن الأهالي من العودة الى بيوتهم؟ 

  • هل ستطول الحرب؟ 

  • ماذا عن اشغالنا ومصالحنا وأعمالنا؟

  • ماذا عن أبنائنا دوامهم المدرسي؟ 

الكثير من الأسئلة التي لا إجابات لنا عليها، الأمر الذي يزيد من القلق والضغط النفسي.

وبسبب الموقع الجغرافي الخاص للبلدة من الطبيعي أن تسمع صفارات الانذار بين الفينة والأخرى، إلى جانب سماع دوي القصف والغارات التي تطلق من الجهتين إن كان من اسرائيل أو من لبنان وهذا يزيد من قلق الأهالي، الذين يخشون سقوط الغارات بالبلدة أو أن تحصد الحرب حياة الأبرياء، كما حصل أثناء حرب عام 2006 حين قتلت امرأة وإبنتيها أمام منزلهم في البلدة.

يشار الى أن القرية تتبع للمجلس الإقليمي "مطي أشير" ولا مجلس محلي خاص بنا. تدار القربة من قبل لجنة معينة مكونة من تسعة أعضاء تشمل رئيسها، وهي القائمة فعليا على تزويد البلدة بالخدمات والعمل مقابل المجلس الإقليمي المذكور.  

ومن الجدير ذكره، أنه بخلاف من تم إجلاؤهم للفنادق، الأهالي الذين بقوا ببيوتهم في البلدة لم يتلقوا أي خدمة بالرغم من توقف أعمالهم وأشغالهم وتعليم أبنائهم ووضعهم النفسي الصعب. وعند توجهي للجهات الرسمية بصفتي رئيس اللجنة المحلية في القرية، تلقيت ردودًا سلبية، حيث تم نقل المسؤولية إلينا لاختيارنا البقاء في البلدة بالرغم من الأسباب التي دفعتنا للبقاء... وهذه هي أوضاعنا في هذه المرحلة.  

في الختام، ندعو الله ان يحل السلام بين جميع شعوب العالم، ونتمنى أن تعود الحياة لسابق عهدها وأفضل مما كانت عليه الحال؛ ونؤكد من موقعنا أن من حق الجميع العيش بحرية وكرامة وسلام.


الصورة: للحدود الفاصلة بين لبنان واسرائيل من الجهة الاسرائيلية.

صايل سعد

رئيس اللجنة المحلية في عرب العرامشة

شاركونا رأيكن.م