عِبر ودروس في الصحة الجسدية والنفسية إثر أزمة كورونا

 كأخصائية طب طبيعي وتغذية وكام، ارتأيت مشاركة القارئات والقرّاء بعض الملاحظات التي لفتتني خلال أزمة كورونا، والتي تتعلق بصحتنا الشخصية في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها محليًا وعالميًا، وأقدم بعض التوصيات من موقعي، علّها تساهم في تجاوز المرحلة بأقل ما يمكن من أضرار، وأهمّها، إلى جانب ما بات مفهومًا ضمنًا مثل:

  • الحفاظ على التباعد الجسدي

  • الامتناع عن التجمهر

  • المحافظة على النظافة والتعقيم

  • ارتداء الكمامات

  • إبداء بعض التسامح والتفهم، في ظل الظروف النفسية الصعبة التي يعيشها الجميع.

غير أنّ تعزيز مناعتنا لا تقل أهميّة عن كل ما ذُكر سابقًا، في مجابهة ملايين الفيروسات المتواجدة في الجو، علمًا أن جهاز المناعة هو خط الدفاع الأوّل لصدّ الأمراض التي تهاجم أجسامنا. يتأثر جهاز المناعة بنوعية الحياة المتبعة وجودتها، ولذا، يجب علينا كأفراد اتباع نمط حياتي صحّي متعدد الأبعاد، والذي يتضمن الإصغاء الدقيق لأجسادنا وأنفسنا ومحيطنا، وتعميق المعرفة واتباع طرق جديدة في مواجهة التغييرات الحاصلة ومعرفة التعامل معها، من خلال العودة لطبيعتنا الأصلية؛ للتغذية الصحية والأرض.

الأمر الذي يتطلب منا الانتباه لغذائنا اليومي، على أن يكون متوازنًا حاويًا جميع العناصر الغذائية من خضار، فواكه، حبوب وبذور، وذلك لاحتوائها على العديد من الفيتامينات، المعادن، الأملاح والألياف والتي بدورها تقوي جهازنا المناعي، وتمنحنا النشاط و الحيوية.

إنّ أهميّة تناول الخضار والفواكه بألوانها المتعددة الحاوية على مضادات اكسدة (مثل فيتامين A و C، سيلينيوم)، والتي تمنع بدورها إنتاج الرديكال الحر الذي يحارب مبنى الخلية، وبهذا يضعف جهازنا المناعي ويجعله أكثر عرضة للأمراض. تحتوي الحبوب والبذور بدورها، على مجموعة فيتامينات B وبعض المعادن المهمة والأحماض الدهنية غير المشبعة. ولا ننسى احتساء بعض الأعشاب الطبيّة والمتاحة بمحيطنا مثل البابونج، اليانسون، الشاي الأخضر والميرميّة، النعناع، والذي يحتوي على زيوت أثيرية مطهرة للجسم ومسكنة للآلام مع المداومة على شرب الماء بمعدل 8 -12 كاس يوميًا.

تجدر الإشارة، إلى أنّ هناك أنواعًا من الفطر ذي الفوائد العلاجية المثبتة علميًا، والمتوفرة في هذه الفترة من العام مثل الكورديسيبس، الشيتاكي، المايتاكي، الرايشي والتراميتس، والتي يمكنها أن تكون بمثابة غذاء أو إضافات غذائية واقية ومقويّة لجهاز المناعة، كما من شأنها أن تحمل خصائص علاجيّة في مواجهة عدة أمراض، وفقا للطب الطبيعي، منها السكري، الكولسترول، الضغط، وحتى أمراض مستعصية، كلّ بحسب خصائصه العلاجية.

من الناحية الأخرى، هناك مجموعة من النباتات والأعشاب المتوفرة في محيطنا ويمكن تناولها كمكملات غذائية علاجية مثل المورنجا، عرق السوس، مخالب القط، استراجلوس، سمبوك وراديولا.

إضافة لما ذكر، من الضروري التنويه لأهمية تجنب أو التقليل من التدخين، واستهلاك المشروبات الروحية والمشروبات الغازية والمشروبات التي تحتوي على الكافيين.

بما يتعلق بالضغوطات النفسية التي لازمت، ولا زالت تلازم العديد منّا خلال أزمة كورونا، من المهم التأكيد على أهميّة الابتعاد عن مصادر التوتر والمنغصات، التقليل من مشاهدة التلفاز وضرورة الحفاظ على ساعات نوم ثابتة لا تقلّ عن السبع ساعات يوميًا واعتماد الفعاليات الرياضية داخل البيت أو خارجه، إلى جانب تخصيص مساحة للتأمل، كلّ وفقًا لإيمانه ومعتقداته، وتكثيف اللجوء إلى ما نحبّ من هوايات؛ كالقراءة، الرسم، الزراعة، الخياطة، تربية الحيوانات الاليفة، لا سيما في العائلات متعددة الأطفال، للتخفيف من الاحتقان والتوتر، إلى جانب مشاركة أفراد العائلة في تحضير الوجبات الصحية وتنظيم أوقات تناولها، لما في ذلك من أهمية على المستويين الصحي والنفسي والحسي لأفراد العائلة, المداومة على التواصل مع الأصدقاء وأفراد العائلة وبالأخص كبار السن من بينهم، لتبديد وحدتهم والتفريغ عن مشاعرهم.

ولنتذكر أن أزمة كورونا التي اجتاحت حياتنا كوباء صحي، وشوشت روتين حياتنا المعهود، وأضرت في حالنا الاقتصادي، هي فرصة كذلك لإعادة ترتيب الأولويات وتعزيز جودة حياتنا وعلاقاتنا الاجتماعية والأسرية، وفرصة مواتية تبني أنماطًا صحية تعود بالنفع علينا وعلى أحبائنا وكما يقول المثل العربي الشعبي "ربّ ضارة نافعة!".


كاتبة المقال: إقبال رزق، هي اخصائية طب طبيعي وتغذية.

إقبال رزق

اخصائية طب طبيعي وتغذية

رأيك يهمنا