أنا وطفلي في الصف الأول: رحلة مليئة بالتحديات والتشويق

الصف الأول هو مرحلة انتقالية مشوّقة للأطفال والأهل على حدّ سواء، مرحلة يكثر الحديث عنها بانفعال.

قد يشعر الأهل بالقلق والتوتر نتيجة هذا الانتقال، لأن طفلهم الذي كان يلعب ويلهو في زوايا الصف بحرية سوف ينتقل إلى كرسي وطاولة وفي حوزته حقيبة، أقلام وكتب، وبهذا فقد يراودهم القلق جرّاء ذلك - "هل سوف يستطيع طفلي الجلوس والتركيز مع المعلم؟"، "هل سوف يتأقلم مع أصدقائه ومع المتطلبات الجديدة والغير مألوفة له؟"، "هل سوف ينجح في بناء علاقات جديدة؟" وغيرها العديد من التساؤلات والشكوك الأخرى.

من المهم أن يدرك الأهل أن شعورهم طبيعي، فمن طبيعة الأمر أن يرغب الأهل برؤية طفلهم سعيدا واثقا من نفسه ومميزا، وهذه المرحلة تجعلهم يفكّرون باستمرار وبدون توقف ويتساءلون عما إن كان طفلهم جاهزا وناضجا للصف الأول، ولكن من المهم جدا أن لا يعبروا عن خوفهم وقلقهم أمام الطفل بأي شكل كان، ليساعدوه على مرور انتقال هادئ وآمن بدون خوف.

ما هو دور الأهل في هذا المرحلة؟

يعتبر الصف الأول من المراحل الهامة والمشوقة في رحلة تعلم الطفل، ويلعب الأهل دورًا مهما في دعم نمو وتطوير طفلهم خلال هذه المرحلة، البيئة المحيطة لها تأثير كبير على ثقة الطفل بنفسهِ، على استقلاليّته وعلى مدى رغبته في التعلّم والنجاح.

هنالك عدة أمور يستطيع الأهل القيام بها لمساعدة أطفالهم على الازدهار في هذا المرحلة الجديدة من حياتهم:

  1. خلق بيئة تعلم ايجابية: تهيئة مساحة منظّمة، مضاءة وخالية من المشتتات (ألعاب، ضوضاء… وكل أمر قد يشتت انتباهه) ليتمكّن الطفل من خلالها متابعة دراستهِ براحة، القراءة، وانجاز الواجبات المدرسية.

  2. وضع روتين ثابت: وضع جدول زمني يومي يتضمن وقتًا للدروس المدرسية، واللعب، وتناول الوجبات، والنوم. يساعد الروتين في جعل الأطفال يشعرون بالأمان ويفهمون ما يتوقع منهم، مما يعزّز الاستقرار والانضباط.

  3. تشجيع الطفل على القراءة: حثّ طفلك على القراءة يوميًا، سواء بشكل مستقل أو بمساعدتك. قدّم له تشكيلة من الكتب والقصص المناسبة لعمره وشارك معه في مناقشات حول القصص. هذه الممارسة تنّمي حبّ القراءة لديه وتعزز ثروته اللغوية.

  4. دعم الواجبات المدرسية: الواجبات المدرسية في الصفّ الأول قد تكون بسيطة نسبيًا، لكنها تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز التعلم في الصف. كن جاهزا لمساعدة طفلك، والاجابة على أسئلتهِ، وتقديم التوجيه، ولكن تجنّب أن تقوم بالمهام بدلا منه وقم بتشجيعهِ على حلّها لوحده بشكل مستقل، فعليه أن يتعلّم الاتكال على نفسه وتحمل المسؤولية.

  5. تشجيع الاستقلالية: شجّع طفلك على إتمام المهام البسيطة بمفرده، مثل ارتداء ملابسه، وتجهيز حقيبته المدرسية، وترتيب أغراضه لوحده، هذا الأمر يعزز الشعور بالمسؤولية ويزيد من ثقته بنفسه.

  6. التواصل المستمّر مع المعلم: حافظ على تواصل مستمر مع معلم طفلك. تواجد في اجتماعات الأهل والمعلمين واتطلع على الأنشطة الصفية والمنهاج. يمكن للمعلمين أن يقدموا نصائح قيمة حول نقاط قوة طفلك ومجالات تحسنه وبهذا ستتمكن من متابعة تقدم طفلك.

  7. تقدير المحاولات وليس فقط النتيجة: حثّ طفلك على المحاولة دائما، شجعه ليثابر أكثر ولا تركز فقط على النتيجة النهائية متجاهلا محاولاته ومجهوده فان ذلك سوف يحبطه. شجعه وقدم له الدعم في حال واجهته صعوبات. كما أن تعلّمه الجهد والمثابرة هما أساس التقدم والتحسن دائما. وتذكّر دائمًا الاحتفال بإنجازاتهم الصغيرة وازرعوا روح التفاؤل في نفوسهم.

  8. تنمية المهارات الاجتماعية: يعتبر الصف الأول وقتًا مهمًا لتطوير المهارات الاجتماعية. حثّ طفلك على التفاعل مع أقرانه، وتجربة مشاركة الألعاب والتناوب، وحل النزاعات بطرق محترمة. هذه المهارات ضرورية لبناء علاقات قوية مع اقرانه. في حال واجه طفلك صعوبات اجتماعية توجه لمربية الصف او المستشارة لتتلقى التوجيه اللازم، لا تتهاون في تأثير هذه العلاقات على طفلك وعلى رغبته في الاشتراك والتعلم.

  9. تحديد وقت الشاشات: على الرغم من فائدة التكنولوجيا، من الضروري وضع حدود لاستخدام الشاشات. حثّ طفلك على المشاركة في أنشطة بدنية، برامج لا منهجية والتفاعل المباشر مع الأصدقاء والعائلة. حدّد وقتا للشاشات وابنه في برنامج الروتين اليومي فان ذلك سوف يساعد طفلك على الانضباط.

  10. تخصيص وقت للعب والمتعة: تذكّروا أهمية وقت اللعب. بالإضافة الى كون الدراسة مهمة، يحتاج الأطفال إلى وقت للاستمتاع والاستراحة. توفير أوقات ممتعة مع طفلك يقوّي العلاقات، ويساعد الطفل في التوازن بين الدراسة والمتعة. بالإضافة إلى ذلك فان للألعاب التفكيرية دور هام في تطوير وتنمية مهارات ذهنية وتعليمية مختلفة لدى طفلك.

بالتالي يجب أن نعي أن لكلّ طفل يتعلّم بوتيرته الخاصة، فلا تقارنهُ بالآخرين. انتبه\ي إلى احتياجات طفلك الفردية، نقاط قوته، نقاط ضعفه، واهتماماته لتتمكن\ي من مساعدته وتوجيهه. ولا تنس\ي أن تتوجه للاستشارة ولتلقي الارشاد في حال واجهتك صعوبات أو راودتك شكوك بخصوص قدراته. وكن \وكوني متأكدًا من أنك تضع\ين الآن أسسا لرحلة تعليمية ناجحة وممتعة لطفلك في الصفّ الأول فكن \ كوني قدوة يحتذى بها واستمتع\ي في هذه الرحلة المشوّقة.

روان شحوك سمعان

أخصائية علاج وظيفي في مجال تطور الطفل، ومرشدة أهل في مجال الADHD ومؤسسة سلسلة العاب جوجو وتوتي

شاركونا رأيكن.م